الترع الصغيرة المليئة بالامراض تغطى قرية الرغامة كغيرها من أغلبية محافظات الصعيد أعتادت أسوان ان تحصد مكاناً ضمن المحافظات المشهورة بارتفاع معدلات الفقر علي مستوي الجمهورية، وبالرغم من خروجها هذا العام من قائمة أفقر 3 محافظات علي مستوي الجمهورية وفقا لآخر بيان للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء الا أن هذا لا يعني ان المحافظة تعدت الفقر بل لاتزال معظم قراها تعاني من فقدان أبسط الخدمات الاساسية لاستمرار الحياة . ومن تلك القري نذكر علي سبيل المثال قرية «الرغامة « تلك القرية الواقعة شمال محافظة أسوان والتابعة لمجلس قروي الكافور.. فقد استطاعت هذه القرية بسكانها أن تضرب المثال للقري الفقيرة فتكاد تكون المرافق والخدمات الصحية والتعليمية معدومة بها . منذ دخولنا القرية وجدنا المنازل منهارة في كافة الارجاء وعند سؤال الأهالي أكدوا لنا ان السبب هو عدم وصول الصرف الصحي للمنازل بجانب أرتفاع منسوب المياه الجوفية لدرجة كبيرة و يقول لنا محمود أبو دوح من اهالي القرية « نضطر في كل منزل ان نحفر بيارات تحت الارض لكي نسرب الصرف الي المياه الجوفية التي تبعد فقط 3 امتار وعند امتلائها نحفر غيرها وهو ما يتسبب بنشوع المياه في المنازل وانهيارها يوميا فوق رؤوسنا حيث انها مقامة من الطوب اللبن وهو سريع التفتت « . ويضيف « أدت كثرة انهيار المنازل للبناء بشكل عشوائي ومتلاصق فالشوارع جميعها لا يتعدي عرضها متر ونصف المتر أو اقل في أغلب الاحيان ومن هنا اذا نشب حريق لن تتمكن سيارات المطافي المرور ، كما اننا اذا مرض احدنا نضطر لحمله والمرور به بكافة الشوارع للوصول للطريق الرئيسي حيث تقف السيارات. أما المدارس بالقرية فهي كارثية فلا توجد أسوار او بوابات بل مبني داخل الكتلة السكنية فيقوم الاطفال بحضور الطابور في الشارع وسط عربات الكارو والتكاتك والحيوانات الضالة ، ومن الجهه الاخري تطل المدرسة علي الترع والتي يقضي بها الاطفال الفسحة ويقول لنا مدير المدرسة عبد السلام محمد اقترحنا كثيرا ازاله المبني أو بناء سور الا ان الرد يصل لنا بعدم امكانية الامر ، ومن هنا أصبحت المدرسة ملجأً للحيوانات والماشية والطيور. ومن جهه أخري تأتي الرعاية الصحية تحت الصفر ويؤكد لنا د.يوسف بدوي المسئول الوقائي بالوحدة الصحية التابعة للقرية بأن علي الوحدة خدمة 5 آلاف و800 مواطن الا ان الامر مستحيل لعدم توافر الامكانيات مشيرا ان اجهزة ضغط الدم جميعها تالفة ، وان مصل العقرب لا تتعدي كميته 5 امصال شهريا في مقابل ان حالات اللدغ تصل بالقرية الي عشرات الحالات أسبوعياُ ، هذا بالاضافة لتدهور حال المبني ، كما يأتي عدم توفر الطبيب في اغلب الحالات واختفاء معظم الادوية علي رأس المشاكل الصحية ويضيف د. يوسف ان الكارثة الكبري هي المخلفات الصحية من سرنجات وغيره والتي لم تأت السيارة لرفعها فقاموا بوضعها بأكياس بلاستيكية وحفظها بصناديق حديدية منذ أكثر من 8 اشهر . اما انتشار الترع بالقرية فقد أدت الي حصد ارواح الاطفال بالغرق واوراح الكبار بسبب الامراض المسببة لها فيقول فتح الله طه مأذون بالقرية ان الترع هي المصدر الاساسي للمرض بالقرية مشيرا ان معظم الاهالي مصابة بالفشل الكلوي كما ان الترع الجافة أصبحت مصدرا للقمامة التي يلهو بها الاطفال والتي تسببت ايضا في موت اثنين من الاهالي بالفشل الكلوي . واخيراً وهو ما اجمع عليه جميع اهل القرية هو عدم وجود فرص عمل حيث تعدت البطالة 90٪ من الاهالي والذين اتجهوا للعمل أرزقية باليومية ان وجد علي الرغم من حصول العديد منهم علي مؤهلات عليا ومتوسطة.