كشف تقرير لإحصاء السكان في كوريا الجنوبية عن أنه من المتوقع لتلك الدولة الأسيوية أن تواجه نقصا في القوى العاملة يصل إلى 9 ملايين شخص عام 2060 بسبب الانخفاض الشديد في نسبة الإنجاب. وأوردت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية أنه وفقا لتقرير صدر اليوم /الاثنين/ فإن كوريا الجنوبية تعاني من نقص في نسبة الإنجاب، أو معدل عدد الأطفال المفترض ولادتهم لكل امرأة طوال حياتها، وسط زيادة المشاركة الاجتماعية للنساء والتغييرات السكانية. ففي عام 2014، وصلت نسبة الإنجاب في الدولة إلى 2ر1 حالة، منخفضة من المستوى المطلوب ب 1ر2 حالة ولادة لكل امرأة، مسجلة أدنى مستوى من بين الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ويشير التقرير الصادر عن المعهد الكوري للصحة والشئون الاجتماعية إلى أن الدولة ستعاني من نقص العمالة عام 2024 في الوقت الذي يتوقع فيه أن يسود اتجاه نسبة الولادة المنخفضة في السنوات القادمة. ووفقا للتقرير، من المتوقع في عام 2060، أن يبلغ النقص حوالي 9 ملايين في العمال، ليساوي العدد أكثر من 20 بالمائة من إجمالي السكان في ذلك الوقت. وقال لي سانغ-ليم كاتب التقرير، "لا يعني هذا الرقم أننا سنواجه في الحقيقة مثل هذا النقص في المستقبل، ولكن أن الاقتصاد الكوري الجنوبي سيواجه تراجعا بقدر ما يحتاج إلى العمالة خلال الفترة بسبب انخفاض الإنجاب والتغييرات السكانية". وعلى صعيد متصل، أظهرت بيانات إحصائية اليوم /الاثنين/ أن عدد ربات البيوت العاملات بدوام كامل في كوريا الجنوبية يشهد تناقصا، خاصة مع انضمام النساء في بداية الخمسينات والستينات من أعمارهن إلى القوى العاملة للمساعدة في دخل الأسرة. وقد أدى تراجع السكان النشيطين اقتصاديا في البلد إلى انخفاض عدد ربات البيوت العاملات بدوام كامل بنسبة 8ر0 بالمائة عن العام السابق ليبلغ عددهن 08ر7 مليون عاملة. وتعد هذه السنة الثانية على التوالي من الانخفاض، وذلك بعد انخفاض 1ر2 بالمائة في عام 2014. ووفقا لوكالة الإحصاء، فإن العدد يبدو أنه ينخفض مرة أخرى في هذا العام مع تراجعه خلال الفترة من يناير إلى فبراير بنسبة 2ر1 بالمائة. ويعتبر هذا الاتجاه جديدا، مع الوضع في الحسبان أن عدد النساء المتزوجات، ربات البيوت، ظل يتزايد سنويا منذ عام 2000 عندما بدأت عمليات السجلات ذات الصلة. وقد استمرت الزيادة حتى عندما بدأت النساء الشابات في الحصول على وظائف من تلقاء أنفسهن في عام 2000 . وعلى سبيل المثال، في الفئة العمرية بين 25 و 54 عاما، ارتفعت نسبة النساء المتزوجات النشيطات اقتصاديا من أقل من 50 بالمائة في عام 1990 إلى 6ر59 بالمائة في عام 2015. وقد تم تخطي هذا العدد في عام 2014، مع تغييرات ملحوظة وسط ربات البيوت كبار السن، فقد ازداد عدد الأسر التي يعمل فيها كل من الزوج والزوجة بنسبة 6ر2 بالمائة في العام الماضي عن العام الذي سبقه، وهذا يقارن مع ارتفاع بنسبة 7ر6 بالمائة بالنسبة للزوجين في الستينات من أعمارهن، وهو أكبر ارتفاع لتك المجموعات العمرية ويمثل ارتفاعا بنسبة 7ر4 بالمائة لمن هن في الخمسينات، وعلى العكس انخفض العدد للزوجين في الثلاثينات من أعمارهم بنسبة 4ر0. ويقول خبراء، إن جزءا من ظاهرة النساء كبار السن العاملات مرتبط بالتحولات الديموغرافية، إلا أن له علاقة أيضا بتوجه كبار السن للعمل لتعزيز سبل العيش. وقال أحد كبار الباحثين في معهد إل جي للبحوث الاقتصادية، إن ارتفاع أسعار مستلزمات البيت مع انخفاض أسعار الفائدة أدى إلى انخفاض قيمة الأصول، ومن جانب آخر، فإن العمر المتوقع أصبح في حالة تزايد، ولذلك فإن جيل ازدهار المواليد ليس أمامهم خيار سوى العمل. وفقا لتحليل الحكومة، عاش الكوريون الجنوبيون في المتوسط 82 عاما في عام 2013، وهي مدة أطول ب 23 عاما من عام 1970.