«لم تكن المرة الأولى التى يقترض منى أموالا، ولكنه هذه المرة ماطلنى كثيرًا ورفض إعادة ال50 جنيهًا التى اقترضها منى، وادعى أنه يمر بضائقة مالية».. هكذا بدأت اعترافات المتهم بقتل جاره طعنا بالسكين بسبب 50 جنيهًا بمصر القديمة. وقال المتهم: «كنت أمر بضائقة مالية وأكاد لا أجد حتى قوت يومى، وفى ليلة الحادث كنت أحتاج حتى لو جنيها واحدا، فلم آكل منذ يومين، ولا يوجد معى أى أموال، وعندما هاتفته استفزنى بحديثه قائلا «ظروفى صعبة ومش معايا فلوس أعملك إيه؟»، رغم أننى علمت من أحد أصدقائه أن حالته قد تحسنت، وأنه يعمل بأحد المحلات ومعه مال وفير». وتابع: «غلى الدم فى عروقى، وقررت أن آخذ أموالى منه رغما عنه فى هذه الليلة، فأحضرت سكينا لأهدده بها، واتفقت معه عبر الهاتف أن أقابله فى مسكنه فى هذه الليلة لأتحدث معه، وسيطر الشيطان على وذهبت إليه ومعى السكين لأهدده بها فقط، فأنا لم أقصد قتله مطلقا، ورفعت السكين فى وجهه وقلت له إننى أعلم أن معك مالا وفيرا، أعطنى ال50 جنيها، فحاول ضربى وأخذ السكين منى، فطعنته بها عدة طعنات نافذة أدت إلى وفاته». وبدأت تفاصيل الواقعة حينما تلقى اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية، ومدير أمن القاهرة، بلاغا من جيران المجنى عليه، بأنهم وجدوا أحد جيرانهم شابا فى العقد الثانى من عمره، يعيش بمفرده بإحدى الغرف بالعقار مذبوحا داخل غرفته. وكلف مدير أمن القاهرة فريق بحث لكشف غموض واقعة القتل والوصول إلى مرتكبيها، وعلى الفور تكون فريق أمنى من ضباط المديرية برئاسة اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عبدالعزيز خضر، وأجرى ضباط مباحث قسم شرطة مصر القديمة التحريات حول الواقعة، وسماع شهادة العيان. وقال أحد جيران المجنى عليه، إنه يسكن فى الغرفة المقابلة له، ويعتاد على رؤيته يوميا، وأن المجنى عليه ظل لمدة 3 أيام مختفيا، ولم يره مطلقا، وآخر مرة رأه فيها كانت فى ليلة قتله، كاشفا أنه كان ينتظر أحد أصدقائه ليزوره داخل غرفته مساء، وعندما بحثت عنه وجدته داخل غرفته وجثته ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها، وبها طعنات فى الرقبة. وبانتقال ضباط المباحث لمكان الواقعة، وجدوا جثة الشاب وبها عدة طعنات فى الرقبة، وضربة أعلى الرأس، كما وجدوا سلاح الجريمة «السكين» بجوار الجثة. وتبين من تحريات المباحث أن المجنى عليه مغترب من المنيا، ويعيش فى القاهرة، واتخذ هذه الغرفة ليعيش بها بمفرده، ويسافر لأهله كل عدة شهور، ويدعى «على. م» 23 عاما، فنى كهرباء، وأن المتهم هو صديقه «محمود. أ» 27 عاما، وانتهت التحريات أن المتهم قتله بسبب 50 جنيها دينا بينهما. وتم تحرير محضر بالواقعة، وتمكن العميد عبدالفتاح الشحات من ضبط المتهم، وبالعرض على النيابة، اعترف المتهم أمام المستشار هشام حمدى المحامى الأول لنيابات جنوبالقاهرة، بارتكابه الواقعة، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.