أطلق مُحيي عيسى، القيادي البارز في جماعة الإخوان، مبادرة طالب أعضاء "الإرهابية" بالتمسك بها تتضمن الإفراج عن سجناء الجماعة وإنقاذ ما تبقى منهم مع التخلي عن ما يسمى ب"الشرعية" واستمرار المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي. ووجه عيسى، الحديث في مبادرته، أمس، إلى من أطلق عليهم "أصحاب المعادلة الصفرية" من شباب وقيادات الإخوان ووصفهم بأنهم ما زالوا يعيشون في الوهم بعودة الرئاسة ومجلسي الشعب والشورى ومحاكمة النظام المصري. وقال القيادي بجماعة الإخوان، نصًا: "ماذا لو تم الإفراج عن السجناء مع السماح بمساحة كبيرة من الحريات وحقوق الإنسان، وماذا لو عملنا في هذا الاتجاه أو سكتنا عمن يطالب به بدل من التخوين والسب، فالعالم الآن لا يعرف المعادلة الصفرية وحتى ثوار سوريا وروسيا ادركا ذلك وسيتم الوصول إلى حل سياسي، فانقذوا الوطن والإفراج عن السجناء مقدم على مسمى الشرعية ولقب سيادة الرئيس". وناشد عيسى، قيادات الجماعة بالعمل على فصل جسم الجماعة التنظيمي بأكمله عن العمل السياسي، وألا يُشارك أعضاء الجماعة التنظيمين من مكتب إرشاد ومجلس شورى في أي عمل سياسي من ترشح أو دعاية في أي استحقاقات. وقال عز الدين الكومي، القيادي بالجماعة الهارب في تركيا ونائب برلمان الإخوان في تركيا: إن المبادرة التي أطلقها سعد الدين إبراهيم القيادي، رئيس مركز بن خلدون للمصالحة بين "الإرهابية" والنظام المصري لا أساس ولا وجود لها، مشيرًا إلى أن اللقاء الذي ضم "إبراهيم" بقيادات الإخوان في تركيا لم يتترك لأي مصالحة وكان لقاءًا عابرًا خلال زيارة صحية لأيمن نور تواجد خلالها - دون ترتيب - كل من سعد الدين إبراهيم والرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي ورئيس حكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد طعمة، وآخرون وكان الحوار الذي دار بين الحضور حوارًا عامًا ولم يتطرق إلى مبادرات أو مصالحات أو ما شابه ذلك. وعن المبادرة التي أطلقها، أوضح القومي في بيان نشره عبر موقع ما يعرف "البرلمان المصري"، قائلًا: "سعد الدين إبراهيم يحاول أن يتزي بزي المصلحين ووقف نزيف الدماء الذي يجري في كل شبر بمصر الذي ينتج أضرارًا اقتصادية وهروب المستثمرين الأجانب في ظل عدم الاستقرار، لكن جديد سعد الدين إبراهيم هذه المرة هو ترشيح بدائل من قمامات فشلت عمليات تجميلها وتدويرها عدة مرات"، مشيرًا إلى أن هذه القامات هي عبدالمنعم أبوالفتوح وأيمن نور. وتعليقًا على ذلك، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية والقيادي السابق بحزب البناء والتنمية، إن وضع الإخوان صار في حاجة لطوق نجاة ولأية تسويات تصبح الدولة طرفًا فيها لإنقاذها مما هي فيه الآن لرغبتها في العودة للحصول على بعض الامتيازات ولو كان فتاتًا بالنظر للوضع المتدهور الذي تعانى منه حاليًا على كل المستويات. وذكر أن أمريكا تقف وراء هذا التحرك والمبادرات المتتالية التي يقودها "سعد الدين إبراهيم"، لاعتبارات إقليمية ولإنقاذ مشروعها وأنها ستكون الطرف الأضعف بتقديم تنازلات مذلة لها منها التخلي عن كل المطالب التي وقعت بسببه كوارث وضحايا السنوات الماضية والاعتراف بالعنف والاعتذار عنه وإجراء مراجعات. وأكد أن الإخوان وحلفاءها يتحملون مسئولية تاريخية ضخمة ستظل تلاحقها حيث تتنازل عن كل شيء تمسكت لإنقاذ نفسها وقياداتها في هذه المرحلة المتأخرة وبرعاية أمريكا ومن خلال وسطاء محسوبين عليها ومعروفين بأنهم وكلاء لها.