قال الحقوقي المصري، رئيس مركز أبن خلدون للدراسات الإنمائية، سعد الدين إبراهيم، إن قيادات إخوانية ومصادر مقربة من المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي أبدت ترحابا بدعوته ل«المصالحة الوطنية» التي أطلقها السبت. وأضاف إبراهيم في تصريح لوكالة «الأناضول»، أنه لابد من عمل مصالحة وطنية بين الدولة والإخوان آجلا أم عاجلا، متابعاً أن المصالحة مهمة لتأصيل السلام الاجتماعي وتكريس الديمقراطية. وأطلق سعد الدين إبراهيم، في تصريحات صحفية له السبت الماضي، مبادرته التي أطلق عليها مشوار الألف ميل للمصالحة مع الإخوان المسلمين. وتساءل إبراهيم قائلاً: «ماذا سنفعل مع 700 ألف عضو في الجماعة، كل واحد منهم عضو في أسرة، نحن نتكلم عن مئات الآلاف، سنقتلهم، سنبيدهم، لابد من طريق للتعامل معهم». وبشأن فتح قنوات اتصال بينه وبين الإخوان بخصوص رؤيته للمصالحة، قال سعد الدين إبراهيم إن هناك أفراد من قيادات الصف الثاني بجماعة الإخوان المسلمين تواصلت معه منذ أيام في تركيا ومصر، للاستماع لرؤيته بخصوص المصالحة الوطنية. وتابع أن الإخوان رحبوا بالفكرة، وسألونه عن حقوق الشهداء، وأبلغتهم أن كل شيء يمكن مناقشته وحله من خلال مائدة الحوار والقضاء المصري، وأن أي مصالحة لابد أن تتجاوز عن أشياء لتسهيل مهمة نجاحها. وأستطرد قائلا: «لدينا تجارب في جنوب أفريقيا بخصوص المصالحة، ويمكن أن تتحقق في مصر، وسنكون إزاء مصالحة تاريخية». وفي العام 1995، قدّم حوالي 8 آلاف شخص في جنوب أفريقيا اعترافات حول الجرائم التي ارتكبوها في ظلّ نظام الفصل العنصري، مقابل حصولهم على العفو ووضع حدّ لصراع استمرّ لمدّة 43 سنة. وحول تصريح الأسبوع الماضي من جانب المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بعدم سماحه بوجود الإخوان حال رئاسته، قال إبراهيم إن هناك مصادر مقربة من المحيطين بالسيسي تجاوبوا مع فكرة المصالحة وذهبوا لإمكانية إجرائها بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 26 و27 مايو الجاري. وتوقع ابراهيم أن يتجه السيسي حال فوزه، سواء في أول خطاب رئاسي له أو بعده بقليل، بطرح مبادرة شاملة للمصالحة الوطنية. وأشار إلى أنه من الوارد أن يكرر السيسي ما فعله الرئيس الأسبق حسني مبارك بالإفراج عن سجناء سياسيين تم حبسهم في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات. وحول رؤيته لما يجب فعله من الإخوان، تابع قائلا: «لابد أن تقدم الجماعة اعتذارا للمجتمع، ويجب في الوقت ذاته إعادة تأهيلهم لضمهم للحياة السياسية». ولفت إلى اقتناعه أن أنسب وقت للمصالحة سيكون بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية.