الحرب على الإرهاب ليست بالأمر الهين، لأن الخطر ليس سهلا.. فتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى في سيناء مازال يمارس نشاطه بالاستعانة بإمدادات مادية وأسلحة من الحدود مع قطاع غزة، ومن شرق قناة السويس إلى غربها في سيناء، ما يؤكد أن هناك خللًا ما في التأمين والتشديدات الأمنية يسمح بعبور الأفراد القادمين من ليبيا وسوريا والذين تلقوا أعلى التدريبات ليقوموا بالعمليات الإرهابية في سيناء. مصادر قبلية أكدت أن هناك عناصر من سوريا وليبيا بالعشرات، وصلت إلى شمال سيناء وتشارك في العمليات الإرهابية، لاستهداف قوات الأمن وتسعى لاستنزافها في شمال سيناء، بواسطة زرع العبوات الناسفة، والانتشار بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، وآخرون التحقوا بالمجموعات الإرهابية جنوب مدينة العريش، حيث أكد شهود عيان أن العناصر المتواجدة في تلك المنطقة غير مصرية، ولهجتهم أقرب إلى اللهجة الشامية والفلسطينية، وأحجام أجسامهم تؤكد أنهم عناصر مدربة من خارج مصر، وأضافت المصادر أن عناصر إرهابية من سيناء غادرت قبل خمس سنوات إلى سوريا عبر تركيا، خلال فترة حكم الإخوان لمصر للالتحاق بالثورة السورية في حينها والتحق معظمهم بتنظيم «داعش» على وجه الخصوص، ومعظم هؤلاء عادوا إلى مصر وسيناء عبر الطريق نفسه، ومنهم من لجأ إلى السودان وعاد إلى سيناء عبر الصحراء، وتم تهريبهم عن طريق عصابات تهريب الأفارقة ولكنهم عادوا مدججين بخبرة قتالية عالية، وتجنيد عقائدى كبير لمحاربة الجيش والشرطة المصرية في سيناء، وإعلان الدولة الإسلامية في هذا الجزء الشرقى من شمال سيناء بالاشتراك مع عناصر من أصحاب المنطقة الذين يعرفون أحياءها ودروبها، وخريطتها الجغرافية لمواجهة قوات الأمن العاملة في سيناء، إلا أن الأفراد من أبناء القبائل المشاركين مع قوات الأمن أفسدوا عليهم تفوق المعرفة بالمكان، حيث تمكن أبناء القبائل من مد قوات الأمن بالمعلومات ومحاصرة تحركات العناصر الإرهابية ببعض المناطق بالشيخ زويد ورفح والعريش وقد اختار التنظيم الإرهابى منطقة شمال سيناء، كمعقل لهم كونه الخاصرة الأضعف للدولة المصرية ومنطقة صحراوية، ومستودعًا للعناصر التكفيرية والذي ظهر جليًا مع الانفلات الأمنى عقب ثورة 25 يناير ووجود عناصر تكفيرية متشددة خرجت من السجون إبان فترة حكم الإخوان وهروب عدد كبير من السجون عقب اندلاع ثورة يناير، وهناك تفسيرات عديدة في هذا الصدد، منها اتساع فجوة الثقة بين الدولة وأبناء سيناء وتعرضها للتهميش في الثلاثين عامًا الماضية، وانخفاض معدلات التنمية البشرية والاقتصادية خاصة منطقة الشيخ زويد ورفح، جعل من المنطقة مرتعًا للفكر التكفيرى المتطرف والجوار مع قطاع غزة التي تستولى عليها حماس، ساعد في تفاقم ظاهرة الفكر المتطرف. علاقة قوية بإسرائيل بدا جليًا أن العلاقة القوية بين حركة حماس وعناصر من سيناء ساعد على تهريب السلاح إلى داخل مصر، وامتلاك التنظيم الإرهابى بسيناء قوة كبيرة من الأسلحة، إضافة إلى تواجد أفراد من كتائب القسام للقيام بمهام التدريب والتصنيع للعبوات الناسفة وتفخيخ السيارات. بعض الآراء تتحدث عن التنظيم الإرهابى في سيناء المسمى بتنظيم بيت المقدس، وأنه ليس بعيدًا عن الكيان الصهيونى، حيث تؤكد المؤشرات أن التنظيم يتلقى دعما من الحدود مع الأراضى المحتلة، وعدم تعرض عناصر التنظيم الإرهابى لقوات حفظ السلام في المنطقة «ج» رفح والشيخ زويد، خاصة أن المنطقة لم تشهد أي عملية مسلحة ضد القوات الدولية MFO من قبل التنظيم الإرهابى ولو بالخطأ، في حين أنهم استهدفوا رجال الإسعاف أصحاب الرسالة السامية في إنقاذ الجرحى والمصابين، إضافة إلى اختيار المنطقة الحدودية مع الكيان الصهيونى، لتكون معقلا لقياداتهم الإرهابية، وعدم قيامهم بأى عمليات مسلحة ضد الكيان الصهيونى، رغم أنهم يصدرون أفكارهم بمحاربة الكفار واليهود لدى شباب المنطقة، ولكن كل المؤشرات تؤكد أنهم يتلقون دعمًا لوجستيًا من الجانب الصهيونى. فيما أكدت مصادر بدوية ترصد واقع سيناء أن تنظيم داعش بقيادة أبوبكر البغدادى أراد تحقيق هدف مهم، وهو إعلان ولاية لداعش بسيناء على الحدود مع إسرائيل واختيار منطقة الشيخ زويد ورفح، لتكون عاصمة للولاية المزعومة، وكانت كلمة السر تفجيرات الكمين الأمنى بمنطقة كرم القواديس، والذي راح ضحيته عشرات الشهداء من قوات الأمن، وهو اليوم الذي تم الإعلان فيه عن «ولاية سيناء»، وكان يعتزم التنظيم الإرهابى مهاجمة الكمائن الأمنية بالشيخ زويد ورفح، والاستيلاء على مدينة الشيخ زويد، والإعلان عن عاصمة الولاية في مدينة الشيخ زويد، بدعم من عناصر إرهابية بقطاع غزة، وهو ما حدث في الأول من يوليو 2015 عندما هاجم مئات العناصر الكمائن الأمنية بالشيخ زويد ورفح، ودخلت عناصر مسلحة مدينة الشيخ زويد كمحاولة لمحاصرة قسم شرطة الشيخ زويد، إلا أن كل ذلك سقط مع أول غارة جوية من سلاح الجو حيث غارت طائرات F16 الحربية وطائرات الأباتشى لتقضى على المئات من العناصر الإرهابية لينتهى حلم البغدادى بسقوط المئات من عناصر تنظيمة الإرهابى وقياداته الإرهابية، وكانت نقطة تحول للتنظيم الإرهابى الذي بدأ في التهاوى بعد هذا التاريخ، وأضافت المصادر أن قوات الأمن غيرت من استراتيجيتها نحو التنظيم الإرهابى بعد الأول من يوليو، بنشر ارتكازات أمنية إستراتيجية وكمائن أمنية لمحاصرة ما تبقى من عناصر التنظيم الإرهابى بالمنطقة الواقعة شرق سيناء، وقد تمت الاستعانة بخبراء بتضاريس وخريطة تلك المنطقة من أبناء المنطقة، وهو ما أدى إلى محاصرة التنظيم الإرهابى الذي لجأت قياداته إلى الهروب إلى جنوب مدينة العريش لقيادة العمليات الإرهابية بواسطة العبوات الناسفة، بعد القضاء على نسبة كبيرة جدا من قوة التسليح للتنظيم الإرهابى، إضافة إلى أن سلاح الجو حسم معركة الإرهاب في سيناء خاصة طائرات F16 التي أربكت حسابات التنظيم الإرهابى الذي تهاوى مع الضربات الموجعة من قبل الطيران الحربى، فيما أكدت مصادر أمنية أن قوات الجيش تسيطر سيطرة كاملة على كل شبر من شبه جزيرة سيناء، وأن بعض العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن بواسطة العبوات الناسفة، ناتجة عن بقايا عناصر للتنظيم الإرهابى وأغلبهم من العناصر الأجنبية التي تستقر بالمنطقة الواقعة جنوبالعريش وبعضهم يستقر بمنطقة التومة جنوب الشيخ زويد، وهى عمليات يحاول التنظيم من خلالها الإعلان عن نفسه ورفع الروح المعنوية لعناصر التنظيم الذي هرب منه الكثير خلال المرحلة الأخيرة إلى محافظات الدلتا بسبب الضربات الموجعة للتنظيم، في حين يحاول تنظيم داعش إرسال عناصر أجنبية من سوريا وليبيا إلى سيناء لإحياء التنظيم الذي تهاوى على يد قوات الأمن المصرية. وأضافت المصادر أن قوات الجيش المصرى نجحت في اصطياد عدد كبير من قيادات الصف الأول في التنظيم الإرهابى بسيناء، والتي أفقدت التنظيم قوته، وأثبتت يومًا بعد يوم وهن قيادته على الأرض وأنه تنظيم هش اعتمد على نشر الفيديوهات على الميديا للإعلان عن نفسه واعتماده على خطف الأبرياء وذبحهم لبث الرعب في نفوس المواطنين، والإعلان عن وجوده بسيناء، في حين أن كل ذلك تهاوى بالحسم السريع للمعركة، ليظهر حقيقة التنظيم الهش والضعيف والذي تهاوى مع ضربات موجعة بمناطق الشيخ زويد ورفح، وفشل التنظيم في التوسع خارج تلك المناطق، خاصة وسط سيناء التي فشل التنظيم في الوصول إليها، رغم أنها منطقة جبلية وعرة التضاريس، إلا أن قوات الجيش الثالث تمكنت من محاصرة التنظيم ناحية الشمال بين فكى الجيشين الثانى والثالث الميدانى وعلمت «البوابة» من مصادرها الخاصة أن قوات الأمن تستعد إلى عملية عسكرية كبيرة خلال الأيام القادمة للانتهاء من عناصر التنظيم الإرهابى بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح، تشارك فيها جميع الأجهزة الأمنية بالمنطقة، من خلال خطة أمنية مُحكمة تستهدف عناصر الإرهاب في وقت واحد تشارك فيها قوات من الجيش الثانى والثالث الميدانى، وقوات من الصاعقة بمشاركة من سلاح الجو بطائرات F16 وطائرات بدون طيار وطائرات الأباتشى المروحية، بعد جمع المعلومات الكاملة حول تواجد تلك العناصر الإرهابية، ويشرف على هذه العملية قادة الأسلحة بقوات الجيش والشرطة. وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من جمع المعلومات حول عناصر التنظيم الإرهابى في شمال سيناء، وأماكن تواجدهم وأسماء قيادات التنظيم، وفك شفرات أجهزة اللاسلكى التي يملكها التنظيم الإرهابى، وأشارت نفس المصادر إلى أن العملية العسكرية القادمة من العمليات الدقيقة والحاسمة، التي سوف تؤدى إلى القضاء على ما تبقى من تلك العناصر خاصة أن الخطة التي سيتم تنفيذها تأتى بعد ورود معلومات عن قيام عناصر التنظيم الإرهابى بعمليات إرهابية في مدينة العريش، بواسطة سيارات مفخخة من خلال عناصر غير مصرية وصلت إلى شمال سيناء خصيصًا، لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية، وتقود العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن بالمنطقة، فيما أكدت مصادر محلية أن أفرادًا من أبناء القبائل، أربكوا حسابات التنظيم الإرهابى بالاشتراك مع قوات الأمن بشمال سيناء من خلال مد الأجهزة الأمنية بالمعلومات عن عناصر التنظيم الإرهابى والاشتراك في الحملات الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن بالمناطق الأكثر تعقيدًا في التضاريس، وقد زاد عدد المتعاونين مع الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة، بعد بث فيديوهات للتنظيم الإرهابى وهو يقوم بذبح الأبرياء من أبناء العشائر، لبث الرعب في نفوس المواطنين لعدم التعاون مع قوات الأمن، إلا أن أبناء القبائل تدفقوا بالمعلومات عن عناصر التنظيم للقضاء عليه، والذي يعتبره أبناء سيناء هو السبب في كل ما يجرى في شمال سيناء، وأضافت المصادر أن أهالي شمال سيناء طالبوا الدولة بسرعة القضاء على التنظيم الإرهابى الذي بث الرعب في قلوب الناس، وأدى إلى نزوح المئات من أبناء مناطق الشيخ زويد ورفح وتجريف الزراعات وهدم المنازل، وأدى إلى تشتت أواصر العائلات والعشائر محذرين من تطويل مدة محاربة الإرهاب، لأن ذلك سوف يساعد على رفع الروح المعنوية للتنظيمات المتطرفة بالمنطقة.