سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قريتي.. أهالي "يوسف السباعي" بالسويس: الصرف الصحي يختلط بمياه الشرب بسبب تهالك مواسير "الاسبستوس".. و"نحلم بكوب ماء نظيف".. ولا توجد وسائل مواصلات إلى أعمالنا
"نظر إلى عم أبوبكر وعلامات الامتعاض تملأ وجهه، ثم ابتسم وابتلع ما ارتشفه من كوب الشاي، ثم صاح على ابنه، الذي أحضر لنا المشروب من ماء الصنبور ونَهره لأنه لم يحضر مشروب الضيافة من ماء الفلتر، رَفعت الكوب، كان لونه طبيعيا.. أحمر مائل للسواد، إلا أن بخار الماء المتصاعد منها كانت تفوح منه رائحة برك الصرف الصحي". أخبرني عقب ذلك أبوبكر حمدان رئيس مجلس جمعية تنمية المجتمع بقرية يوسف السباعي، أن مياه الشرب تقطع مرة كل أسبوع، في القرية التي تتبع قرى شباب الخريجين، وتمثل نموذجا لما تعانية قرى القطاع الريفي في السويس من أجل الحصول على كوب مياه نظيف. ويوضح أبوبكر حمدان أن خط المياه المغذي للقرية يتعرض للكسر مرة كل 3 أسابيع أو شهر على الأكثر، نتيجة لتهالك الخط الممتد والمغذي للقرية، من محطة الرفع في مدينة السلام. السبب في ذلك أنه الخط الممتد من مواسير الاسبتستوس بقطر 600 ملي، ونتيجة لطبيعة التربة الرميلية الرخوه، وثقل وزن خط "الاسبستوس" وعدم وجود دعامات أسمنتية تتحمل وزنه الثقيل، ينكسر الخط من حين لآخر بفعل ضغط المياه ووزنها، فضلا عن أن كمية المياه تمثل ضغطا وجهدا إضافيا نتيجة لعدم تناسب كمية المياه المندفعة من محطة السلام وحجم الخط 6 بوصة الممتد للقرية. وأضاف حمدان، فضلا عن أن خطوط الاسبستوس نفسها مخصصة للصرف، وليس لضخ مياه الشرب، فهى ثقيلة ولا تتحمل الضغط أيضا. ومع الكسر تنقطع المياه عن القرية يومين أو الثلاثة، هنا تكمن المشكلة، فالقرية نفسها محرومة من خطوط الصرف الصحي، ويعتمد الأهالي على طرنشات الصرف لتجميع مخلفات الصرف ومياه الاستخدام. ونتيجة لكون التربة الرملية لا تحتفظ بالماء، فتتسرب مياه الصرف من البيارات لخطوط مياه الشرب، التي أنشأها الأهالي بالجهود الذاتية وتفتقد التخطيط ومراعاة طبيعة التربة وانخفاض بعض المناطق في القرية دون الأخرى. وحين تضعف المياه تعمل الشبكة البدائية بطريقة عكسية، فالشقوق والوصلات الرديئة التي تسرب المياه في أوقات وفرتها، تسحب مياه الصرف التي تشبعت بها التربة بقوة الشفط، حال استخدام مواتير الرفع، فتختلط مع مياه الشرب مياه الصرف بمياه الشرب، لتسفر عن ماء عكر اللون، وبرائحة الصرف. وبعد كثرة المطالب والنداءات بزيادة حصة المياه، ووافق اللواء السيد العشرى رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى على دعم قرى شباب الخريجين بالمياه من محطة غرب النفق التي تغذي جنوبسيناء، والتي تبلغ طاقتها 35 ألف متر مكعب ويتم تطويرها لتستوعب 70 ألف متر مكعب. لكن حتى الآن لم تعمل المحطة الجديدة، وما زالت أزمة مياه الشرب مستمرة بقري القطاع الريفي، لحين توفير خط مستقل لتغذيتها، ثم إنشاء شبكة خطوط مياه داخلية جديدة بدلا الشبكة البدائية التي مدها الأهالي بالجهود الذاتية. إلى جانب ذلك فالقرية تفتقد لخط مواصلات ثابت، يربط بينها وطريق السويس – الإسماعيلية الصحرواي حيث تقع يسار الطريق وتبعد مسافة 3 كيلوات، وهو المدخل الوحيد المُعبد المؤدي إليها. ويقول على حسين مدرس بمدرسة يوسف السباعي الابتدائية والإعدادية، أن الأهالي يعتمدون على أتوبيس تابع لمرفق النقل الداخلي، ويدخل القرية 4 مرات فقط في اليوم، مرة في السابعة صباحا لنقل طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، والعودة بهم في الواحدة ظهرا، ومرتين في التاسعة والحادية عشرة صباحا، ومن لا يملك سيارة أو دراجة نارية فعليه أن يقطع تلك المسافة على قدميه إذا أراد الخروج بعد الواحدة ظهرا. وأكد حسين أن المعلمين بمدرسة يوسف السباعي الابتدائية والإعدادية، يعانون من نفقات وسائل الانتقال، حيث يضطرون إلى استئجار سيارة أجرة لنقلهم يوميا في الذهاب والعودة وهو يشكل عبئا ماليا عليهم لا يتناسب مع رواتبهم الضعيفة.