تكرم دار الاوبرا برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم فنان السمسميه الاصيل صلاح عبد الحميد محمد ادم الشهير ب"الريس كابوريا" ناظر مدرسة السمسمية بالسويس ومدن القناة، واحد رواد هذا الفن الشعبي، وذلك في الدور الرابعه لمهرجان دمنهور الدولي للفولكلور المقرر اقامتها في الفتره من 1 حتى 7 ابريل المقبل؛ تقديرا لمشواره الفني وحفاظه علي هذا الموروث الشعبي من الاندثار، فضلا عن انه نقل هذا التراث الي اجيال جديدة متعاقبة من شباب الفنانين. وكان الريس كابوريا قد عاني مؤخرا من ازمة صحية اثر تعرضه لازمة قلبية المعروف ان الفنان صلاح عبد الحميد محمد ادم الملقب ب ( سيد كابوريا ) أحد مشاهير المغنى والطرب في السويس وابرز فناني الضمة والحنة (القدامى) شهرته جاءت بسبب تميزه في حفظ القديم من المأثورات وامتلاكه موهبة التأليف العفوى حيث نظم من ابدعاته الكثير من الأغنيات التي تقدمها فرق الجمعيه التي بتراسها. سيد كابوريا ناظر مدرسة السمسمية فنان شعبى متميز حباه الله بمواهب متعددة فى فن الارتجال وتأليف الاغاني والغناء والرقص وهو واحد ممن قدموا رقصه البمبوطية الشهير في بداية تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية . بدأت موهبته الفنيه وحماسته الوطنيه تظهر مع اندلاع ثورة يوليو عام 1952 وكان ظهوره متزامنا مع بدايات تحقيق اهداف الثورة المجيدة وكان ينظم مع صديق عمرة الفنان الراحل عبد المنعم عمار الاناشيد الوطنية ويغنيها مع اقرانه الفنانين من جيل الثورة في كل المناسبات الوطنية والشعبية التي كانت تقام دوريا في ميدان الاسعاف بحي الاربعين بجوار مسجد العارف بالله سيدى ( عبد الله الاربعين ) . سيد كابوريا فنان شديد الايمان بفنه اخذ يواصل الليل بالنهار من اجل احياء فن السمسمية حيث يتخذ من جمعيته ( محبي السمسمية والفن الشعبي ) وسيله للارتقاء بفنه والارتفاع بمواهب ابناء المحافظة من الاجيال العاشقة لتراث فن السمسمية في السويس . شارك ضمن الرعيل الاول في ( فرقه ولاد الارض ) التي تأسست عقب نكسه يونيو عام 1967 حيث ساهم مع زملائه اعضاء فرقه ولاد الارض التي اسسها الكابتن غزالي وقدم معهم الكثير من الكلمات الشهيرة مثل ( اتعلمنا منك كيف الموت ينحب.. واتعلمنا منك وقت الشدة نهب.. واتعلمنا ندوس الصعب.. نمد الخطوة ندق الكعب.. واتعدونا شهيدك يبقى عريس.. واتعدونا لبس اللون الكاكى ... يا أغلى مدينة وناس ينباس ترابك يا سويس ) ... جاهد سيد كابوريا مع افراد الفرقه كثيرا وطاف معهم وغني عشرات ألاغانى الوطنيه الخالدة وكانت هذه الاغنيات في تلك الفترة بمثابة نشرة أخبار لكل المجندين علي خطوط النار ومرثيات لكل المهجرين في المعسكرات حيث كنا نرددها معهم . كان الفنان سيد كابوريا ناظر مدرسة السمسمية قد صنع لنفسه مكانه عظيمه بين فناني السمسمية في مصر والعالم العربي حيث استطاع عبر حفظه للشعر والغناء والعزف ان يحتفظ لنفسه بالسبق حبث لم يختفى عن ساحة الغناء علي اله السمسميه الي اليوم رغم اختفاء فرقه أولاد الارض . تعلم على يديه مئات الفنانين السوايسه ممن تلقوا التدريب في جمعيته خاصة وانه اول من فنان سويسي يفتتح في منزله اول مدرسه فنيه من اجل تعلم العزف علي السمسيه وكيفيه التعامل معها والغناء الجماعي علي اوتارها .. ولم تجتذبه الأفراح الشعبية عن دورة الوطني فى تعليم النشء الصغير رغم حاجته الشديدة المال وظروفه الحياتية القاسية . فقام بافتتاح فصول دراسية من اجل ثقل مواهب الصغار وتدريبهم على اله السمسمية عزفا وغنائيا ونجح فى مهمته واستطاع تخريج عشرات المواهب الواعدة فى الغناء و الرقص والعزف بل وأدخل العنصر النسائي لأول مرة ضمن الفريق الغنائي الخاص بجمعية ( محبي السمسميه والفن الشعبي ) حيث اشرك الفتيات في الغناء والعزف وتعدى الامر إلى إقامة ورشة صغيرة أسفل منزله علي طريق مصر الاسماعيليه الصحراوى من اجل صناعة اله السمسمية بكافه أحجامها حتي ان الأطفال الصغار يستطيعون حمل السمسمية والعزف عليها بسهولة . واصل الفنان سيد كابوريا إنتاجه الفني عبر جمعية ( محبي السمسميه والفن الشعبي ) ولم يتوقف يوما ولم يستكن ولم يركن الي الاعتماد علي الغير حيث واصل ابداعاته الفنيه حيث بلغ عدد اعماله الفنيه قرابة مائة وسبعين عملا فنيا ( 170 عمل ) يعرف ب ( الطقاطيق ) وجميعها أغان شعبية من بينها عدد من الاغنيات التي قدمت في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بالكورنيش ضمن الاوبريت الاخير المعروف باسم ( عندنا قناتين .. حفرناهم في سنة مش سنتين ) وهو عمل فني كان مفاجأة عند تقديمه كما تمكن في السنوات الاخيرة من تعليم عشرات الشباب والفتيات ممن علي الساحه الفنيه حاليا حيث كان المورد الابرز لفناني ومطربي السويس في السمسميه ممن يستكملون المشوار واعتبره تلاميذه انه اسطورة فنية نادر وجودها الان .