في إطار احتفالات "حملة بلاش تجرحوها" باليوم العالمى للمرأة في الصعيد، والتي أطلقتها الدكتورة غادة عبدالرحيم، مؤسس مبادرة "ولادها سندها" التقت "البوابة نيوز" بنموذج للمرأة الصعيدية الصامدة التي تتحدى الصعاب وعراقيل الحياة بكل أمل وابتسامة عريضة تختلط بالدموع عندما تذكر الصعاب التي تعرضت لها. مبروكة سيد مصطفى يطلق عليها "مبروكة ب 100 راجل"، هي أرملة مكافحة من محافظة المنيا، توفى زوجها بعد رحلة مع المرض، كانت تسانده في مصروفات المنزل وتعليم أولادها، أصرت أن تعمل رغم رفض زوجها، إلا أنها أصرت، وعملت في مشروع شاق لايتحمله الرجال وهو بيع أنابيب البوتجاز، لكي تتمكن من شراء ماكينة تصوير، لتقوم بتصوير الأوراق للمواطنين، في كشك صغير. إصرارها على مواجهة الحياة وتربية أبنائها وتعليمهم تعليما جامعيا كان أكبر تحد تعرضت له، توفى زوجها وتركها في مسئولية كبيرة، أبناؤها في مراحل التعليم المختلفة ويحتاجون إلى جهد أكبر من أجل تربيتهم وبالفعل مبروكة أصرت أن تتعب من أجل أولادها. وحصدت مبروكة نتيجة التعب والمشقة، وهو تعليم أبنائها ووصولهم إلى أرقى أنواع التعليم، شيماء البنت الكبرى معيدة بجامعة المنيا، وحصلت على الماجستير، وفي طريقها إلى الدكتوراة وفاطمة التحقت بكلية العلوم وتخرجت بتقدير امتياز وتعكف على عمل دبلومة في التحليل بجامعة بني سويف ومحمد أولى ثانوي ويتمنى أن يكون مهندسًا. سردت مبروكة قصتها ل "البوابة نيوز" قائلة:" زوجي كان يرفض عملي إلا أنني أصررت على ذلك، من أجل لقمة العيش، لولادى، ونظرًا لظروفه المادية السيئة، وكان رافضًا وخايف أن اتبهدل، قولتله أنا ب100 راجل وقد المسئولية" متابعة: "بعت أنابيب بوتجاز من أجل توفير ثمن ماكينة تصوير وعمل كشك لتصوير الأوراق فيه ووقعت على إيصالات أمانة لإتمام شراء الماكينة، وبالفعل تحقق الحلم، وبدأت أمارس عملى في تصوير الأوراق". وأضافت: "بشتغل من 7 صباحًا ل 7 مساءً، ولو ماتعبتش مش بحس إني اشتغلت وبفرح لما القرش ييجى وأنا واقفة على رجلى مش قاعدة"، ولم ير زوجي نتيجة عملي وعاش رحلة مع المرض إلا أن توفاه الله وترك لي حملا لايتحمله 100 راجل، وعقب وفاته، تعرضت للكثير من الصعاب والعراقيل والتحديات، منها أنه بعد الثورة، ووقت الانفلات الأمنى، البلطجية حطموا الكشك الخاص بي، إلا أنني لم أشعر بالخوف، واستطعت أن أدافع عن "لقمة العيش عشان أبنائى فكنت لأولادي الأم والأب في وقت واحد". وتابعت:" كان عندى إصرار على تعليم أولادى لأنى ماتعلمتش ومافيش لحظة قولت الحالة الاجتماعية ماتسمحش، وإن ظروفنا صعبة، ومش هقدر أعلمهم، إطلاقًا، بل أصريت على تعليمهم أفضل تعليم"، لافتة إلى أن ابنتها الكبرى معيدة بجامعة المنيا، و"هتناقش الدكتوراة قريبًا وهحضر المناقشة بتاعتها وأحس بنتيجة تعبى وسهرى وجهدى عشانهم". وأضافت: " الدكتورة فاطمة هتفتح معمل تحاليل مع زميلة لها، وبربى ابنى ونفسى يطلع مهندس" ووجهت مبروكة كلمة لكل ست تعرضت لظروف صعبة قائلة: "لا تيأسوا وتوكلوا على الله وربنا لن يخذل أحد بيجتهد ولازم تبحثو عن عمل، أو مشروع صغير لكى تكسبوا منه قوتكم عشان مستقبل ولادكم". وطالبت مبروكة الجمعيات الأهلية بالنظر إلى المرأة المعيلة، لكي لاتذهب إلى التسول، والكسب غير المشروع، ولابد من توجيهها إلى الطريق الصحيح، كالمشروعات الصغيرة التي تساعدهم على تربية أولادهم، وتضمن لهم مكانة أفضل ومستقبل أفضل. وخصت مبروكة الدكتورة غادة عبدالرحيم برسالة قائلة: " ست ب 100 راجل وربنا يوفقك في حملة بلاش تجرحوها وفى توصيل صوت المرأة المعيلة والتعبير عن مشكلاتها والاهتمام بها ولآخر يوم واقفين صامدين" مطالبة الاهتمام بنساء الصعيد.