سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المنيا أمهات بلا عيد.. "أم منصور" تركها زوجها مع السكر والضغط و6 من الأبناء.. "طيبة": ربيت 7 وزوجتهم ورموني في زريبة.. "انشراح": "مفيش عيد للمطلقات؟"
احتفلت أمهات مصر، أمس السبت، بعيد الأم، كما تم تكريم عدد من صاحبات قصص الكفاح وقائدات لمسيرات النجاح في تخريج أبناء صالحين. على الجانب الآخر، هناك بعض الأمهات الكادحات الصابرات ظلت قصص كفاحهن في طي النسيان، في هذه السطور نعرض عددا من تلك القصص في إطار تسليط الضوء على تلك الفئة المهمشة. نبدأ من قصة "أم منصور"؛ حيث تركها زوجها منذ ثلاثين عاما وقامت بتربية 6 أبناء أربعة أولاد وبنتين وزوجتهم جميعا فهي سيدة بدأت كفاحها منذ الصغر؛ حيث مرضت والدتها فقامت بتربية أخوتها بالعمل في الزراعة تزرع بنفسها وتربي المواشي، ثم تزوجت وأنجبت 6 من الأبناء وهي فقيرة وتركها زوجها منذ 30 عاما وسافر ولم يعد. وتقول أم منصور أنا أشعر بالرضا النفسي ولا أشعر أني أحتاج لشيء ولم أخف من صعوبة الحياة بعد أن تركني زوجي وصممت على تربية أبنائي وعلمتهم جميعا وهم "نادر ورمضان وأحمد وكريم ورشا وهند"، كنت أكدح لألبي لكل منهم متطلباته في التعليم والملابس بخلاف الطعام، وتحملنا الكثير أياما كنا نجد قوتنا وأياما لم نجد "وربنا ساعدني في تربيتهم". وأضافت "رغم أنى أعانى من السكر والضغط لكنى أعمل وأنا قاربت على الستين وما زلت أعمل وزوجت جميع أبنائى وأتمنى في عيد الأم أن تهتم الدولة بالفقراء وحل مشكلاتهم خاصة في القرى وأن تعطى اهتماما أكبر بالمرأة المعيلة. وتقول فاطمة عبد الحليم فولى "بائعة نبق" فهى قصة كفاح أربعين عاما أنجبت 6 من الأبناء أربعة أولاد وبنتين وتوفى زوجها منذ ثلاثين عاما وربت أبناءها وعلمتهم وزوجتهم جميعا من بيع "النبق" فهى سيدة فقيرة تعيش في منزل بسيط، بقرية عجوة بمركز أبو قرقاص ورفضت فاطمة الزواج منذ توفى زوجها وعكفت على تربية أبنائها. تقول الحاجة "فاطمة" كل أمنيتى في عيد الأم أن يبرنى أبنائى فأنا تعبت عليهم جدا ولا أقوى الآن على العمل ولا أستطيع الجلوس في الشارع لفترة طويلة لأنى تعديت السبعين عاما وأتمنى أن أرتاح في المنزل ويساعدنى أبنائى. ورغم سنها التي تجاوزت السبعين، لكنها ما زالت تعمل حتى تسطيع أن تجد قوتها دون أية مساعدة من أبنائها الذين تزوجوا جميعا وتركوها بل الغريب أنهم طلبوا منها ألا تخرج إلى الشارع حتى لا تحرجهم. وتقول انشراح محمود من عزبة الباشا بمحافظة المنيا: "أنا معرفش إن النهارده عيد الأم"، هي تعمل بائعة في كشك منذ 30 عاما، حيث طلقها زوجها منذ عشرين عاما وأنجبت ثلاثة من الأبناء وعانت الكثير في تربيتهم وزوجت ابنتها الكبرى وأنجبت أربعة من الأحفاد ويعيشون في منزل فقير. وتقول "انشراح"، لقد عانيت أشد المعاناة بعد أن طلقنى زوجى فكنا نعيش على السلطة والبصل بالخبز ولكنى كافحت وكنت أقف من الصباح حتى الليل بهذا الكشك بلا راحة حتى أستطيع أن أربى أبنائى وبناتى، وتابعت: "أتمنى في عيد الأم أن أزوج بنتى الأخرى وأن يهتم المجتمع بفئة المطلقات لأنهن يعانين أشد المعاناة وأن يكون هناك اهتمام أكبر من الشئون الاجتماعية بهم. أما طيبة خليفة فهى أرملة أنجبت 7 من الأبناء كافحت عليهم وقامت على تربيتهم وبعد أن كبر أبناؤها وزوجتهم جميعا، ضايقتها زوجات أبنائها وطردوها من المنزل وذهبت إلى إبنائها فنهروها وأجبروها على النوم في "زريبة المواشي" وعندما قالت لهم "اكرمونى كما سهرت عليكم واكرمتكم"، نهروها وطردوها من المنزل وهى تقوم ببيع الليمون والمناديل في الشارع وتنام في عشة صغيرة من البوص في إحدى الحوارى الفقيرة، وكانت نتيجة تعبها على ابنائها الإهانة والضرب والطرد من منزلها وكل امنيتها في عيد الأم أن ترى ابناءها رغم كل مافعلوه معها فهى تتمنى أن تراهم ولا تستطيع أن تدعو عليهم، وبكت بشدة قائلة: "اتمنى أن اراهم قبل أن اموت ولكنى اخاف منهم أن يضربونى ويهينوني".