سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الثروة الداجنة إلى أين؟.. اتحاد المنتجين: نتوقع انخفاض الأسعار قريبًا.. وأصحاب المزارع: الحكومة غير مهتمة ولا تدعمنا.. وشعبة الدواجن تطالب بتوفير الإمكانيات لصناعة الأعلاف محليًّا
تحديات عديدة تواجه قطاع تربية الثورة الداجنة في مصر، والتي تتزايد في الوقت الذي يرتفع خلاله وطيس أزمة الدولار، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية مواجهة تلك التحديات من قبل المسئولين عن الثروة الداجنة من أجل الوصول إلى استقرار في أسعارها، وعدم شكاوى المستهلكين من ارتفاع أسعارها، ولاسيما مع اعتماد تربية الدواجن على الأعلاف التي تستورد من الخارج، والتي تزايدت أسعارها بصورة كبيرة لتصل إلى نحو 4 آلاف جنيه. وفي الوقت الذي ارتفعت خلاله أسعار الأدوية البيطرية لاستيرادها من الخارج في ظل أزمة الدولار، والتي تعالج الدواجن من الأمراض المختلفة المنتشرة خلال فصل الشتاء مثل مرض "النيوكاسل" وال "أي بي" يعرض ذلك المزارعين وأصحاب المزارع لخسائر فادحة، وهو ما يطرح تساؤلات التعامل مع تلك التحديات وهل ذلك سيسهم في زيادة الأسعار أم خفضها خلال الفترة المقبلة. تواصلت البوابة نيوز مع أحد أصحاب مزارع الدواجن لمعرفة المشاكل التي يعانون منها، فحاورنا المهندس محمد المهدي، صاحب مزرعة المهدي، أنه كمربي للدواجن مثله مثل الكثير من المربين يضطر إلى رفع الأسعار في ضوء أزمة الدولار بالوقت الذي يتم تصدير العلف والخامات التي تلزم الصناعة، هذا إضافة إلى المصاريف الأخرى على العقاقير والأدوية في حالة إصابة الدواجن بالمرض، وكل ذلك يعد جزءا لا يتجزأ من مصاريف الإنتاج التي يتحملها المربون، ولذلك يتم رفع الأسعار للدواجن لتتناسب مع تكاليف الإنتاج، مطالبا بتفعيل دور بورصة الدواجن للمساهمة في تخفيض الأسعار. وأضاف المهدي أنه بعد قيام الثورة ظهرت العديد من المزارع التي تعمل بصورة عشوائية وبلا تراخيص، مؤكدا أن هذا الأمر الذي أسهم في انتشار الأمراض نتيجة غياب التربية السليمة للدواجن، مستنكرا عدم وجود طبيب بيطري لكل مزرعة تابع لوزارة الزراعة للكشف عليها والتأكد من خلوها من الأمراض، وهو أمر إذا تم فعله سيكون إضافة إيجابية في طريق تفعيل الأمن الحيوي في مجال التربية والسيطرة على الأمراض بالصورة المطلوبة. قال الدكتور محمد الشافعي، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة الأخيرة يعزي للعديد من الأسباب التي من بينها ارتفاع معدل الدواجن النافقة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات "العلف" الذي يتم استيراده من الخارج والذي يبلغ سعره من 55:60% من التكلفة الكلية للإنتاج ولكن رغم ذلك فمن المتوقع خلال الفترة المقبلة أن تنخفض أسعار الدواجن ولاسيما مع تحسن درجات الحرارة الأمر الذي سيعمل على تقليل النفق بصورة كبيرة. من جانبه، قال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن أمراض مثل "النيوكاسل" وال"أي بي"، منتشرة ومتوطنة بالدواجن فعلا ولكن لا خوف من تأثيرها سواء على الإنسان أو الدواجن، فهناك جهود حثيثة للقضاء عليها وعلي أي أمراض تصاب بها الدواجن، لافتا إلى أنها تتفشى بين الدواجن للعديد من الأسباب من بينها تغيير درجات الحرارة والتربية الخاطئة للدواجن حيث يوجد نحو 70% من المزارع مفتوحة ومكشوفة الأمر الذي يسهم في زيادة الرياح التي قد تحمل تلك الأمراض للدواجن، ويضاف إلى ذلك عدم اتجاه بعض أصحاب المزارع للإبلاغ عن الأمراض التي تصاب بها الدواجن لهيئة الخدمات البيطرية، لاعتقادهم بعدم فعالية ذلك الأمر وعدم حصولهم على تعويض لما يصيب مزارعهم فيلجئون إلى كتمان الأمر. وأضاف: الأمر الذي يصعب مهمة هيئة الخدمات البيطرية أثناء البحث عن الأمراض لمواجهتها، فالهيئة تقوم بالمتابعة الذاتية وبدون الإبلاغ من أصحاب المزارع، ما يعكس وجود خلل في مواجهة الأمراض المختلفة التي تصيب الدواجن، مؤكدا أن ذلك خطأ يقع فيه أصحاب المزارع، لأنه لا بد من التواصل فورا لمنع انتشار تلك الأمراض ومواجهتها. وتابع السيد أن المشكلة الأخرى تتعلق بوجود خطأ في السياسات الخاصة بالتعويضات المقدمة لأصحاب المزارع، موضحا أن صندوق التعويضات يقدم تعويضات حينما تصاب الدواجن بالأنفلونزا بنسبة 70% في حين أن باقي الفيروسات لا يوجد لها أي تعويضات، ومن المنصف وضع 50:60% تعويضات لتعويض أصحاب المزارع، مشيرا إلى أن ارتفاع الدولار وعدم توفره أدى لارتفاع أسعار الأمصال واللقاحات بنسب محددة فهناك بعض الأدوية التي ازدادت سعرها بصورة كبيرة، مؤكدا ضرورة أن تتولى مصر تصنيع الأمصال والأدوية وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك وخاصة أن الدواجن من السلع الاستراتيجية التي لا غنى عنها، مشيرا إلى أنه في ظل ارتفاع الأمصال والعلف لا يمكن أن يكون هناك توقعات بانخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة حتى وإن زاد معدل الإنتاجية.