أسعار الأعلاف والأمراض تهدد عرش الدواجن المزارع العشوائية ملجأ للشباب للهرب من شبح البطالة تعتبر الثروة الداجنة في مصر، من الأعمدة التي يستند عليها الاقتصاد المصري الرسمي والموازي، حيث توفر قدر ليس باليسير من الاحتياجات من البروتين الحيواني. في ظل ارتفاع أسعار اللحوم، وعزوف الكثير من الفقراء وعجزهم عن شرائها إلا في الأعياد والمناسبات، وقد تأثرت الثروة الداجنة في مصر مؤخرا لعدة عوامل، نوردها في التقرير التالي . أنفلونزا الطيور يؤكد الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن، بالاتحاد العام للغرف التجارية إن: الثروة الداجنة مرت بمراحل عدة من أهمها انتشار مرض أنفلونزا الطيور الذي قضي علي قطعان كبيرة من الأمهات التي كانت تنتج البيض، موضحا أن مرض أنفلونزا الطيور والخنازير أصبح من الأمراض المتوطنة في مصر. وطالب السيد الحكومة بضرورة الاهتمام بتوفير الأمصال اللازمة للوقاية من تلك الأمراض المتوطنة، مشددا علي غلق أبواب الاستيراد من الدول التي تصاب قطعانها بأمراض أخري تنتقل معها إلي مصر. وأضاف السيد أن أسعار الأعلاف قد تخطت جميع الحواجز والخطوط الحمراء لافتا إلى أن الكثير من المزارع قد توقفت عن العمل في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف فضلا عن أن الصناعة قد هجرها الكثير من العمال. وأوضح أن صناعة الدواجن في مصر تعاني من النقص الحاد في العمالة المدربة والماهرة، التي تستطيع التعامل مع الدواجن ومتاعبها، الأمر الذي ساهم في ازدياد أعداد العاطلين عن العمل، وتحولهم إلي البطالة. وكشف أن هناك مافيا في مصر تحارب صناعة الدواجن بكل ما أوتيت من قوة، لتسهيل الاستيراد من الخارج حيث الأرباح الخيالية، لافتا إلى أن بعض المربيين قد تحولوا إلى مستوردين، بسبب عدم قدرة المنتج الوطني على مواجهة المستورد في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف التربية عموما. وأعلن أن مئات الآلاف من الدواجن قد نفقت من جراء قطع التيار الكهربائي المتكرر، في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة في الظل، وهذا مالا تحتمله "الفراخ" ولفت إلى أن الثروة الداجنة مهددة بالانهيار بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، والأمصال في ظل انتشار الأمراض والأوبئة المتوطنة، مطالبا الحكومة بتوفير المناخ الملائم لصناعة الدواجن في مصر حتى تستطيع أن تستعيد عافيتها مرة أخرى. ونوه إلى أهمية ضرورة توفير الأراضي البعيدة عن المناطق السكنية في الصحراء الواسعة في مصر وإتاحة الفرص للتدريب على كيفية تربية الدواجن وطرق الوقاية والعلاج، داعيا الفلاحين إلى ضرورة التوسع في زراعة الذرة الصفراء لكونها المكون الأساسي في الأعلاف. مزارع عشوائية في حين أن دورة الدواجن لا تستغرق أكثر من 45 يوما ويتم نضجها في حين تستغرق أنواع التربية الاخري للمواشي دورة لا تقل عن سنة في اغلب الأحيان، فقد انتشرت خلال الفترة الأخيرة مزارع عشوائية وبدائية تفتقر إلى ادني معدلات ألامان. وقد تحولت بعض الأراضي الزراعية في القرى إلي مزارع بدائية في محاولات مستميتة من الشباب للهروب من شبح البطالة الذي يطاردهم علي الدوام . ولكن تقلبات السوق، والأمراض المتوطنة تعصف بأحلام الشباب في الوقت الذي كثرت فيه المزارع، مما ساعد علي انتشار ألعدوي وصعوبة السيطرة عليها. ويعمل في مصر عموما في تلك الصناعة أكثر من مليوني شخص وتحرك أنشطة كثيرة منها مصانع الأعلاف ،ومستورديها ، وفي القطاع الطبي أطباء بيطريين، ومصانع أدوية أي أنها تعتبر من الأعمدة التي يستند عليها الاقتصاد المصري. وفي القرى والريف المصري عموما لا تستطيع ربة الأسرة الريفية الاستغناء عن تربية الدواجن بأنواعها في المنزل ،فهي تحصل منها علي اللحوم وعلي البيض ،الأمر الذي يساعدها في الاستغناء عن باقي مصادر البروتين غالية الثمن . ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هل تستطيع الثروة الداجنة في مصر أن تستعيد عافيتها مرة أخري، وتكتفي مصر ذاتيا من الدواجن؟ أم أن أسعار الأعلاف، ومستلزمات الصناعة سوف تهدد عرشها ؟