نشرت جريدة “,”الشرق الأوسط“,”، اليوم السبت، حوارا مع المستشرقة البولندية “,”بربارا بيكوسيا“,”، والتي ولدت عام 1965 ببولندا، وحصلت على درجة الماجستير في اللغة العربية عام 1991، والدكتوراه في الأدب المعاصر بالكويت عام 1994، ثم حصلت على درجة بروفيسور في جامعة “,”باجيللونسكي“,” في كراكوف، والتي تعمل بها رئيسا لقسم اللغة العربية وآدابها، ومن أهم مؤلفاتها: “,”التراث والمعاصرة في إبداع ليلى عثمان“,”، “,”القصص القصيرة الكويتية في الحرب والسلام منذ 1929-1995“,”، كما أنها عضو إدارة لجنة أساتذة الأدب العربي الأوروبيين، والجمعية الأوروبية للمستشرقين، ومجلس إدارة جمعية الدراسات البولندية الشرقية. وتحدثت المستشرقة البولندية عن تجربتها في تعلُّم اللغة العربية، حيث أوضحت أن من شجّعها على تعلّم اللغة العربية، هو ذلك الرجل الذي قابلته في الكويت، وأصبح زوجها فيما بعد، فحين أبلغته برغبتها في دراسة الإنجليزية، نصحها بدراسة شئ له مستقبل، والتوجّه إلى الدراسة في قسم الاستشراق. وعن كتابها الجديد، والذي يتحدث عن الأدب الإماراتي المعاصر، قالت إنها قامت بزيارة الإمارات عام 2010، لمدة أسبوعين، قامت خلالهما بجمع الوثائق، وعقد اللقاءات مع الكتاب، وأوضحت أنها لم تكن قادرة على تقديم بانوراما عن الأدب الإماراتي، لذلك اقتصر كتابها - الذي صدر هذا العام - على الأدب الإماراتي المعاصر، وأضافت، مُعلِّقة على الأدب الإماراتي، بأنه أدب جديد بالمقارنة بالأدب الخليجي، في الكويت والسعودية، حيث قالت إن المستشرقين يعتمدون على الأدب في معرفة المجتمعات الخليجية، كما وصفت الأدب الإماراتي بأنه أدب في طور التكوين، وله مستقبل زاهر، حيث قالت: “,”بعد أن بدأت بقراءة بعض النماذج الشعرية والقصصية، وجدت أن الأدب الإماراتي متميّز حقّاً، وله رؤية وانفتاح على الآخر، ربما يختلف عن الأدب الخليجي عامة“,”. وحين سُئلت، لماذا الأدب الخليجي بالتحديد؟، قالت إنها درست اللغة العربية بالكويت، حيث بدأت بالقراءة ل “,”ليلى عثمان“,”، كما التقتها، وألّفت كتابا عنها، تحت عنوان “,”التراث المعاصر في إبداع ليلى عثمان“,”، وأضافت: “,”على أية حال، فقد بدأت الكتابة عن الأدب الخليجي منذ 25 عاما، حيث صدر أول كتبي في هذا المضمار عام 1997“,”. كما أشارت المستشرقة البولندية، إلى نيّتها كتابة مؤلفات عن السعودية وقطر، وأنّها تسلّمت رسالة من الشيخة “,”موزة“,”، زوجة أمير قطر السابق، ووالدة أميرها الحالي، بهذا الصدد، لكن الاتصال بينهما انقطع، وظل المشروع على الرفوف، أمّا عن السعودية، فقد أوضحت أنها تجد أن الأدب السعودي جرئ للغاية، وخاصة الكاتبات السعودية، وأضافت أن لديها سلسلة من المؤلفات، تحاول أن تنقل من خلالها الأدب الخليجي إلى القارئ الأوروبي المهتمّ بالثقافة الشرقية. وعن حركة الترجمة من الأدب العربي إلى اللغة البولندية ، فقد أوضحت أن حركة الترجمة بدأت من خلال الترجمة عن اللغة الإنجليزية، أما الاستشراق فقط بدأ متأخرا، في عام 1919، في مدينة كراكوف، ولكن الترجمة لا تزال ضعيفة حتى الآن، حيث إن الترجمة لا تزال مقتصرة على مشاهير الأدب العربي، مثل: نجيب محفوظ، محمود درويش، وليلى عثمان، وغيرهم. وعن إقبال البولنديين على قراءة الأدب العربي، فقد أوضحت أن الإقبال على الأدب العربي، والآداب الأجنبية بصفة عامة، كبير وسط البولنديين، ففي كل عام تتم ترجمة مئات الأعمال من لغات أجنبية مختلفة، وعن معرفة البولنديين بالعرب، تقول “,”بيكوسيا“,”، إنه لا توجد معرفة واسعة بالعرب وثقافتهم، وذلك بسبب عدم وجود عناصر عربية بارزة داخل بولندا.