قامت أربع دول من آسيا الوسطى، بتهميش دور الهند الإقليمي، وذلك بعد عام من إعلان الهند اتباعها لسياسات وسط آسيا، وبعد إعادة تقييم المبادرة التي قدمتها الهند لوسط اسيا، والتي تستهدف جزئيًا توازن التأثير الباكستانيالصيني في الإقليم، ولكن محاولات الهند لإنجاز هدفها مع إصرارها الحفاظ على سياسة عدم الانحياز إلى موسكو أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، جعل من غير المحبذ التعامل معها. وقال تقرير نشره منتدى شرق آسيا لسياسات شرق آسيا والباسيفيك، أن: موسكو عملت مؤخرًا على إغلاق بوابة قيرغيزستان في وجه الهند بمنح، قيرغيزستان مليار دولار كمساعدات عسكرية، يأتي هذا بعد النكسة الاستراتيجية التي أصيبت بها الهند في عام 2010، عندما فقدت استخدام القاعدة الجوية في طاجيكستان، لحساب روسيا، هذا بالإضافة إلى تهميش كازاخستان وتركمنستان الغنيتين بالطاقة، لنيودلهي، بسبب السياسة الحادة للصين. وأضاف التقرير أنه: مع بدايات سبتمبر الماضي، خسرت الهند 8.4% من حصتها في حقل كاشاجان بكازاخستان لحساب شركة البترول الوطنية الصينية، مثلت ضربة كبيرة لأهداف الهند في تطوير شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع جمهوريات وسط آسيا، مشيرًا إلى أن شركة البترول والغاز الطبيعي الهندية كانت قد أبرمت اتفاقَا نوفمبر 2012 للشراء بفائدة 8.4% في حقل كاشاغان بكازاخستان وفي انتظار الموافقة. يعتبر حقل كاشاغان أضخم اكتشاف للبترول خلال ال 30 سنة الماضية، واستخراجه الأغلى عالميا، وكانت نيودلهي قد عرضت خمسة مليارات دولار مقابل حصة لها في كاشاغان كموطئ قدم كبير، في مجال صناعات البترول في كازاخستان. ولكن، منذ شهر وقبل الجولة الثانية لحوار الهند مع جمهوريات وسط آسيا، أعلنت حكومة الهند أنها تلقت إشارات إيجابية من “,”استانا“,” وزير البترول والغاز بكازاخاستان ما يمكن تفسيره بأنها موافقة على البيع. وزار الرئيس الصيني “,”تشي جينبينغ“,”، سبتمبر الماضي، “,”استانا“,” لتوقيع اتفاقية الاستحواذ مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، وبذلك تكون الصين قد وقعت مع كازاخستان 22 اتفاقية بإجمالي 30 مليار دولار. وبذلك تكون الهند قد خرجت من المنافسة بسبب الدبلوماسية السياسية والتجارية للصين في كل من تركمنستان، وكانت الهند تضع آمالا عريضة على كل من تركمنستان وباكستانوأفغانستان، عن طريق خط آنابيب “,”تابي“,”، الذي كان سينقل الغاز من تركمنستان عبر أفغانستانوباكستان إلى بلدة فازلكا الهندية، بالقرب من الحدود مع باكستان، وفي الوقت الذي لم يبدأ فيه بناء خط الانابيب مع الهند، بدأت الصين أعمال حقل غاز غالكينيش بتركمانستان والذي يعد ثاني أكبر حقل غاز في العالم، هذا وتعمل شركة النفط الوطنية الصينية في تطوير حقل غالكينيش منفردة من دون اي مشاركة مع أي من كبريات شركات الطاقة الأوروبية. وأكد منتدى شرق آسيا لسياسات شرق اسيا والباسيفيك أن روسياوالهند، تربطهما العديد من المصالح الاستراتيجية الحيوية، فتعاونهما مع أوزباكستان يمكن أن يحقق لهما حالة من التوازن الإقليمي، فاوزبكستان سيكون لها دورا حاسما في أفغانستان ما بعد حلف الاطلنطي، كما أن أوزبكستان مثلها مثل الهند حريصة على منع عودة الإسلاميين المتشددين الذين ترعاهم أفغانستان، أن نجاح الهند العظيم يتبلور عبر الممر العابر بين الشمال والجنوب، فمبادرة ال( NSTC )، ستعتمد على تعاون اوزبكستان باعتبارها منفذا لشمال اسيا الوسطى ذلك الممر سيكون المعبر لمستقبل الهند ولكن تتجه اوزبكستان لتوطيد علاقتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ففي يونيو 2012 أعلن الرئيس الاوزبكي كريموف انسحاب بلاده من منظمة “,”ميثاق الأمن الجماعي“,” والتي تقودها روسيا، وأصبحت على علاقة وثيقة مع الناتو، وإذا طورت أوزبكستان مع الولاياتالمتحدة شراكة استراتيجية قوية، فسوف تتغير سياسة الهند المصرة على سياسة عدم الانحياز والمعتمدة فيه على منظمة عدم الانحياز التي تحتضر.