صدر للكاتب الدكتور محمد حسين أبو العلا كتاب "أمريكا أسطورة العدم.. المعادلة الاستراتيجية لانقلاب العالم"، عن دار الكتاب العربي في 248 صفحة. يستهل المؤلف مقدمة الكتاب بالقول: بين جنون الوعي بالذات وإهدار الوعي بالآخر تمثلت الفجوة الكبرى بين الكيان الأمريكي والأطراف الكونية وظلت تتسع بفعل هواجس شريرة تحركها وتدفعها نحو معنى أثير هو أبدية السيادة حتى لو أفرغت الكرة البشرية من البشر وتلك من أضغاث الحلم الأمريكي الذي طوق الشعوب والأنظمة بأهوال تفوق الطاقة والاحتمال طيلة قرون، بل جر كتائب الدمار وأشعل آلة الحرب التي لا تهدأ وأذكى الخلاف وحاك المؤامرات واستبد بالرأي وأشاع الفتن واختلق الأكاذيب وصاغ فنون الحيل ومارس طبائع العداء وانفرد بالسلطة الكونية عنوة وأحكم قبضته على عنق الحقائق السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية ترويضا وطمسا وتلفيقا وتحطيما. ويمثل هذا الكتاب نسقا فكريا خاصا يكشف عن غياب وسائل إنقاذ المشروع الإنساني العالمي، وكيفية استبداله بمعادلة الانقلاب الاستراتيجي، تلك التي تترجم جدلية الخلل بين مفهومات السياسة وطبيعة الفكر التقليدي عن القوة، وهى الجدلية المفضية إلى صياغة نموذج تسلطي استعلائي يعد فاعلا أساسيا في تأجيج الصراعات وتدويل الفوضى وتعميم المهزلة الكونية، تعويقا لمسيرة الكتل التاريخية الصاعدة التي تنطلق إرادتها نحو محو خرائط الدم، وتبديد مسارات هندسة التقسيم. وعلى ذلك ينطلق الكتاب في تحليل معرفي ينصب على لمحات من الواقع الدولي الشائن، تفنيدا لمنطق السياسة الأمريكية الرعناء، الذي يبدأ وينتهي دائما من استراتيجية القاع الدافعة نحو خلق كيانات العدم، تلك التي يفرزها التاريخ عادة في دوراته، لكنه سرعان ما يعصف بها. ويخلص دكتور أبو العلا في إطار كل المقدمات الفكرية إلى حتمية انفلات القيادة الكونية في توجه آخر غير التوجه الأمريكي. ويذكر أن للكاتب مؤلفات أخرى هى: القرآن وأوهام مستشرق، أمتنا وجوائز نوبل (مترجم إلى الفرنسية)، ديكتاتورية العولمة، السادية الأمريكية، ميثاق العبث السياسي، التراجيديا الإسلامية (مترجم إلى الإنجليزية)، مستقبل الحقيقة الإسلامية.