يدعى الشرف: «أحارب التكفيريين السنة».. وينسى أنه وأئمته فى قم يكفرون أهل السنة طهران ستتخلص منه فى أقرب وقت كما فعلت مع العراقى باقر الصدر طفولته مليئة بالحرمان فكان تحالفه مع «الشيطان الفارسى» وقاية من العودة للفقر لا يحتاج الأمر إلى ذكاء، ولن تُجشم نفسك عناء إذا أردت أن تعرف متى يخرج صبى إيران حسن نصرالله ليخطب وهو هادئ ضاحك، ومتى يخرج وهو هائج غاضب، ينتفض جسده المكتنز بفضل ريالات طهران التى يجمعها ملالى قم من عوام الشيعة، الأمر يسير ف«نصر الله» المعروف إعلاميا بالسيد وبأمين عام حزب الله، يهيج ويفرز جسده العرق من أعلى ومن أسفل إذا تعرضت مصالح طهران وملالى قم لخطر أو هجوم أو خسارة، وقتها يتحول «السيد» الوديع بدافع غريزة «السبوبة» إلى لسان يطلق الأكاذيب ويهدد ويتوعد يمنة ويسرة. أما إذا حققت طهران انتصارا أو مكسبا على حساب العرب، فضحكة الرجل الباردة، والهدوء الخبيث يتم استدعاؤهما فى خطاباته المتلفزة. وخير مثال يوضح هذا الأمر جليا هو خروج نصر الله هائجا منتفضا عندما قرر التحالف العربى ضرب الحوثيين ذراع إيران فى اليمن، لكنه لم يخرج ولم ينتفض ولو مرة واحدة، فى المرات المتكررة التى ضربت فيها إسرائيل غزة. إلا أن الضحكة الباردة لن تستطيع أن تخفى ما تضمره عينا الرجل من عدوانية فجة وإجرام فاجر، وجرأة فى الكذب لا يقدر عليها عتاة البلطجية الذين يأكلون من كد إجرامهم. قد يبدو غريبا للوهلة الأولى ولاء نصر الله الفج لطهران، والعداء الصريح للعرب، لكن عندما تطالع تاريخ الرجل فى طفولته وطوال مراحل تكوينه الأولى تجد ببساطة تبريرا-لا تفسيرا- لسؤال: لماذا صار الرجل خنجرا مسموما للفُرس فى قلب العرب؟ قراءة السجل الاجتماعى والاقتصادى للبيئة التى تربى ونشأ فيها «حسن» كافية للكشف عن أرض خصبة لنمو وازدهار العدوانية والخبث اللذين يقفزان من خلف عدسات نظارة «السيد». حيث تكالبت الظروف المريرة على نصر الله منذ مولده عام 1960 فى بلدة البازورية بجنوب لبنان، التى كانت تشكو كغيرها من قرى المنطقة من الفقر والحرمان وانعدام فرص العمل، فضلا عن عائلته التى تشكو ضيق الحال، مما دفع أسرته للنزوح إلى بيروت، وأقامت فى منطقة الكرنتينا فى أطراف العاصمة. عمل «السيد» على مساعدة والده فى بيع الخضار والفاكهة، ويبدو أن الظروف التى كانت تشكل وجدان «حسن» بلغت ذروة القسوة، فقارنت منذ اللحظة الأولى بين نصرالله والعدوانية، فبمجرد أن استقرت الأسرة فى بيروت اندلعت الحروب الأهلية فى لبنان، عادت الأسرة ثانية إلى الحرمان والفقر فى البازورية. وخروجا من هذه الحالة المأزومة والقاسية، قرر «السيد» أن يهرب من الواقع المرير بالذوبان فى تنظيم سياسى اجتماعى شيعى يدافع عن الفقراء والمحرومين، فمثل هذه التنظيمات تخلق هوية أو بيئة موازية يستشعر خلالها الشخص المأزوم أنه إنسان له دور فعال فى الحياة، فانضم إلى حركة «المحرومين» التى أسسها الزعيم الشيعى موسى الصدر فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، وعرفت فيما بعد اختصارا باسم حركة أمل. وخلال نشاطه بالحركة تعرف نصر الله بأحد القيادات الشيعية «محمد الغروى» الذى كان يدرس بالنجف العراقية، فسهل له السفر للدراسة على أيدى مراجع «النجف الأشرف» إحدى أهم المدارس الشيعية، لكن هناك أيضا طارده الفقر، ولم يستطع إكمال دراسته فعاد إلى لبنان. إلا أن «السيد» لم يضع الفرصة، فمنذ أن وضع قدميه فى «أمل» قرر عدم الرجوع لتلك الحياة البائسة التى مر بها فى طفولته، وقرر أن يتحالف مع «الشيطان الفارسى» ويبيع عروبته فضلا عن وطنه، شريطة ألا يعود للبؤس والفقر اللذين صاحباه طوال حياته، وعندما قررت «إيران- الخمينى» تشكيل أول تنظيم مسلح لها فى العالم العربى فى منتصف الثمانينيات، ترك نصر الله «أمل» وانضم ل«حزب إيران» فى لبنان المشهور ب«حزب الله»، ومن وقتها ركب «السيد» فى الموكب الإيرانى، ودخل فى زفة «دولة الولى الفقيه»، «والحسابة بتحسب». عندما أرادت إيران أن تلاعب الغرب من أجل تأسيس إمبراطورية فارسية فى المنطقة، كان «السيد» الأداة الأهم لطهران، فالاشتباك مع إسرائيل وتهديد سكانها، كفيلان بدفع الغرب للاعتراف بإمبراطورية لملالى قم، وهكذا ظل نصر الله طوال 30 عاما الخادم الأمين لمصالح طهران حتى لو دمر لبنان أو أى بقعة فى العالم العربى. ليس غريبا على «السيد» الذى ضحى ببلاده من أجل طهران لدرجة أنه قال ذات مرة إن هدفه جعل لبنان جزءا من دولة الولى الفقيه التى أسسها الخمينى، فضلا عن ضلوعه فى اغتيال رفيق الحريرى والصحفى اللبنانى الكبير جبران توينى –ليس غريبا عليه والأمر كذلك- أن يمارس الإرهاب فى العالم العربى ويشير سجل «السيد» الأسود إلى هذه الوقائع: أولا: فى عام 1985م تورط حزب نصر الله فى محاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله بتفجير سيارة مفخخة ونجا منها أمير الكويت. ثانيا: فى 5 إبريل 1988م، قام عماد مغنية، القيادى بالحزب، بخطف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية، وكان على متنها 96 راكبا أثناء توجهها إلى الكويت، وطلب الخاطفون الإفراج عن إلياس صعب، وهو الاسم الحركى لمصطفى بدر الدين صهر مغنية، الذى اعتقل فى الكويت ضمن تنظيم إرهابي. ثالثا: خلال ثورة 25 يناير 2011 قام 90 من أعضاء الحزب باقتحام سجن وادى النطرون وتهريب سامى شهاب عضو الحزب الذى كان مسجونا بوادى النطرون مع قيادات إخوانية وحمساوية. هذه مجرد نماذج من اختراقات حزب نصر الله للأمن القومى للبلدان العربية، على أن إجرام «السيد» لم يقف عند الإجرام المادى من اختطاف واغتيال واقتحام لسجون، بل كان الرجل أداة لترديد أكاذيب ملالى طهران الطائفية، وهذان مثالان بارزان على ذلك: أولا: عندما وقعت اشتباكات فى بعض البلدان العربية أثناء الاحتفال بمولد الإمام الحسين رضى الله عنه خرج نصر الله بضحكته الباردة ليقول بلكنة لبنانية: «الحسن والحسين لا يخصان الشيعة وحدهم، بل يخصان كل المسلمين»، وهو كلام سليم لكنك تجد «بلطجى طهران» فى الاحتفالات الشيعية بلبنان يقول نصا: «السلام على الحسين وعلى على بن الحسين وعلى جميع أبناء الحسين» دون أن يذكر اسم الإمام الحسن رضى الله عنه، والأمر لا يحتاج إلى عناء، فهذا هو موقف مذهب الإمامية الإثنا عشرية الذى ينتمى إليه «السيد» وملالى طهران، حيث إنهم لا يبدون ارتياحا للإمام الحسن رضى الله عنه، لأنه هو الدليل الصادق على كذب ودجل المذهب الإمامى، حيث إنه رضى الله عنه بايع معاوية رضى الله عنه بالإمامة، وهذا يعنى أن الإمامة ليست مقصورة على أبناء على بن أبى طالب والسيدة فاطمة- كما يقول الإمامية- ومن ثم لم ولن يُسلم نصرالله على الإمام الحسن رضى الله عنه وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثانيا: يؤكد نصر الله دائما أن اشتراك أعضاء الحزب فى الحرب بسوريا والعراق لمواجهة الجماعات التكفيرية قاصدا بذلك داعش وجبهة النصرة، كلام أشبه بحديث البغايا عن الشرف، فمن المعلوم لأى مطلع على المذهب الإمامى أنه يكفر السنة، ويبيح أخذ أموالهم، وكتابات الخمينى والخامنئي مليئة بهذا الكلام، لكن الأعجب هو أن نصر الله وأئمته فى قم يكفرون الشيعة الذين لا ينتمون للمذهب الإمامى، وحتى منتصف ثمانينيات القرن الماضى كانت حوزات الشيعة تكفر النصيرية مذهب حافظ الأسد، وبشار الأسد، وبقية النخبة الحاكمة لسوريا، ولكن لأسباب سياسية أوقف الملالى حكم التكفير حتى يتمكنوا من التغلغل فى سوريا. أيضا يعلم الجميع أن نصر الله وأئمته يكفرون الشيعة الفاطميين، لكنهم منعوا نشر هذا الكلام حتى يتمكنوا من اختراق القاهرة، بحجة أنه لا خوف من الشيعة لأن مصر كانت شيعية. تبقى نقطة أخيرة، هى أن "حسن" مجرد صبى أهوج لا يعلم أن ملالى طهران سيتخلصون منه في أقرب فرصة كما فعل الخمينى مع الراحل المفكر العراقى محمد باقر الصدر بعد أن ساعده فى الثورة الايرانية ثم حرض زعيم الثورة الاذاعة الايرانية الناطقة بالعربية على الحديث عن بطولات "الصدر" الأمر الذى دفع صدام حسين لقتل الصدر.