أنا أعلم أن هذا العنوان الذي اخترته لكلمتي هذه سيستفز ويضايق عدداً كبيراً من إخوانى المنتسبين إلى الدعوة السلفية . وأنا اخترت هذا العنوان عن عمد لا لأستفزهم وأضايقهم ولكن لأنبههم أنهم غالوا فى التحذير من خطر المد الشيعي على حساب أخطار أشد بكثير من وجهة نظري وقعوا هم فيها وخالفوا فيها ما كانوا يفتون به كتفرقهم إلى أحزاب كثيرة بعد أن كانوا ينكرون الجماعات والأحزاب ويقولون ( لا أحزاب فى الإسلام ولا جماعات) وهذا في عهد الرئيس الطاغية الذي خلعه الله والذى كان يجب عليهم أن يخرجوا عليه ويدعون الناس للخروج عليه – كما فعلنا نحن فى حزب العمل– وبعد تولى علينا حاكم نأمل أن يقيم فينا شرع الله واخترناه وشاركونا هم فى اختياره على هذا الأساس إذا بهم يقيمون أحزابا كثيرة فرقوا بها بين المسلمين وخالفوا هذا الحاكم بدلا من أن يعينوه على تنفيذ هذا الأمر الذى اخترناه من أجله ويأطرونه عليه . أما بالنسبة لعقيدة الشيعة التى يحاربونها ويحذرون منها فنحن أيضا نحاربها ونحذر منها ولكن لا نغالي فى ذلك وأنا شخصيا . كتبت عام 1978فى مجلة ( الهدى النبوى ) التى كانت تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية . أحذر من كتب الشيعة وذلك قبل قيام الثورة الإسلامية فى إيران . وذلك لأنني وجدت من يوزع كتبا تدعو إلى المذهب الشيعي والذى كان يوزعها فى بلدنا ملوى أخ كان يعمل سكرتيرا للشيخ محمد الغزالي السقا فى وزارة الأوقاف يدعى إكرام إسماعيل . ولكنه ذهب إلى لبنان وهناك تشيع وأحضر هذه الكتب معه مثل كتاب (المراجعات)الذى زعموا أنه عبارة عن مناظرة بين عالم شيعي يدعى عبد الحسين بن شرف الدين والشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الأسبق ، وكتاب ( المسائل الفقهية بين الشيعة والسنة ) ومن بين الكتب التى كان يوزعها كتاب بعنوان ( لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب أهل البيت الأبرار ؟!) ووجدت فى هذا الكتاب سبا فى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين وافتراء عليهم فكتبت ردا عليه بعنوان ( كتاب آثم ) فنددت فيه افتراءاته وأكاذيبه . أما ما يحذر منه الآن إخواننا السلفيون من أن الشيعة يقولون بتحريف القرآن وأن الصحابة كلهم ارتدوا عدا أربعة أو خمسة وأنهم يعتبرون التقية فريضة لا يقوم مذهبهم إلا بها فهو باطل واضح البطلان لا يخاف منه لأن بطلانه لا يخفى على العوام فضلا عن طلبه العلم . وعندما اعتنق خطيب كوبري الجامعة حسن شحاته هذا المذهب وصرح به تبرأ منه إبنه حمزه. ولذلك فأنا أقول لاخواني السلفيين لا تخافوا على المصريين من المذهب الشيعي بل افرحوا بقدوم الشيعة إلى مصر لنعلمهم نحن المذهب السنى لأنه الحق الذى ذرة منه تقف أمام جبل من الباطل . هذا لو سلمنا جدلا أن كل الشيعة يقولون بهذه العقيدة الفاسدة لأنني قرأت لبعض علمائهم إنكار ذلك وقولهم إن مصاحفنا تطبع فى السعودية ، وسمعت الدكتور طارق سويدان يقول إن السيد حسين فضل الله شيخ السيد حسن نصر الله الذى يقول عنه بعض السلفيين ( حسن نصر الآت) ألف قصيدة يمدح فيها السيدة عائشة – رضي الله عنها – بل أنني قرأت أن الإمام الخميني نفسه أمر أتباع المذهب الشيعي بالصلاة خلف أمام المسجد الحرام . وأذكر أن الرئيس السادات كان يشعل البايت ويقول ( اللى بيعمله الخميني ده ليس من الإسلام ) وكان الخميني وقتها أكثر التزاما بالإسلام من السادات لأن الخميني ذهبت له صحفية إيطالية لتجرى معه حوارا فرفض أن تدخل عليه إلا إذا سترت جسمها ورأسها كما يأمرها بذلك دينها وكما يأمر بذلك الإسلام . فى حين ذهبت جيهان السادات لمقابله بابا روما فرفض دخلوها عليه إلا بعد أن تغطي رأسهما فقلت فى نفس من الذى يفعل ما هو ليس من الإسلام ؟! السادات أم الخميني ؟! وأذكر أنني منذ عدة سنوات صليت الجمعة فى مسجد العزيز بالله بالزيتون وكان خطيب الجمعة الشيخ حسن أبو الأشبال ووجدته يقول إن إيران وحزب الله عملاء لأمريكا وإسرائيل فأرسلت له ورقة وهو على المنبر أقول له فيها إن كلامك غير مقنع لأن إيران وحزب الله أذلا أمريكا وإسرائيل . ولكنه لم يتراجع وكرر كلامه بعد الصلاة فتصديت له وقلت له إن مبارك هو عميل أمريكا وإسرائيل لأنه رفض الصلح مع إيران لأنها طالبته بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل فى حين طالبهم هو بتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولى فى طهران فسكت ولم يرد على مما زادنى اقتناعا بأنه مخطئ . وأخيرا أريد أن أقول لإخواني السلفيين إنكم لا ترون غضاضة فى التعامل مع الذين يسبون الله ويزعمون أن له صاحبة وولد فمن باب أولى أن تتعاملوا مع الشيعة الجهلاء الذين يسبون الصحابة وتدعونهم إلى دين الله الإسلام الذى لن يقبل الله من الخلق دينا غيره . وأقول لهم أيضا إن السياح الإيرانيين الذين تخافون على العوام منهم لا يحسنون التكلم باللغة العربية ولا يقيمون في بلادنا إلا أياماً معدودة في حين يأتي إلى مصر آلاف الشيعة من العرب من السعودية والعراق والكويت والبحرين وغيرها ومع ذلك لم يستطيعوا إقناع احد من المصريين بالتشيع إلا أعدادا قليلة لا تذكر وكذلك لم نسمع أن أحدا من إخواننا في غزة تشيع مع ان إيران تساعدهم وتمدهم بالمال والسلاح . فيجب عليكم يا أخواننا أن تعرضوا عن هذا الأمر وإن أردتم إقامة دولة أهل السنة فعليكم أن تحلوا جماعاتكم وأحزابكم وتبايعوا الرئيس محمد مرسي على إقامة شرع الله والحكم بما أنزل الله وتاطرونه عليه. *أمين عام حزب العمل بالمنيا