خصص البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية بقداس صوميونان، عن الحديث عن ثلاثة صفات لله واضحة جدًا في سفر يونان. وقال خلال عظته بالكاتدائية المرقسية بالإسكندرية، ظهر اليوم الأربعاء، إن الصفة الأولى لله في سفر يونان هي "إله الرحمة والسماح والمغفرة"، وتمتد رحمته للشعوب والأفراد، فامتدت لشعب نينوى بدءًا من الملك حتى الأطفال الرضع. وأشار البابا تواضروس، إلى أن الصفة الثانية هي "إله الفرصة الثانية" فدائمًا ما يمنحنا فرصة ثانية للتوبة والقيام من سقطاتنا وخطايانا، كما فعل مع شعب نينوى الذي سقط وعاش في الخطية سنوات طويلة، فيما تمهّل الرب عليهم حتى أنه منحهم فرصة للتوبة خلال 40 يومًا، فالرب يمنحنا الفرص دائمًا والشاطر هو من يقتنص الفرصة التي ربما تكون في حضور قداس أو سماع عظة أو قراءة كتاب أو حتى تأمل في الطبيعة من حولك أو كلمة طفل صغير. واستطرد بابا الإسكندرية كلمته بأن الله "إله الخير والنجاح" فخطط الله دائمًا ناجحة بنسبة 100% فسلم حياتك لله، فخطة الله لأهل نينوى نجحت بنسبة 100% حتى تابت المدينة بأكملها ورجعت لله. كذلك خطة الله من أجل بحارة السفينة وكيف لم ينس الرب أي صغيرة، فأعد الحوت ليبتلع يونان في اللحظة المناسبة، ويمتنع الحوت عن الأكل 3 أيام كما وفّر له الهواء حتى يتنفس وهو في جوف الحوت، ثم يقذفه الحوت على الشاطئ في مكان مشمس لتجف ملابسه المبللة، ثم يعد له يقطينة تظلل عليه وتحميه من حرارة الشمس القاسية، وخطة الرب ليونان رغم عصيانه وعدم طاعته ومحاولته الهرب إلى ترشيش ظنًا أنه سينجح في الهروب من وجه الرب. وأضاف لقد حزن يونان وغضب عندما أعد الرب دودة أهلكت اليقطينة والتهمتها، فكان عتاب الرب له أنت زعلان على هلاك اليقطينة بنت اليوم ومش زعلان على هلاك شعب يبلغ 12 ألف ربوة أي 120 ألف نسمة، مشيرًا إلى أن سفر يونان يتلخص في آية واحدة في العهد الجديد وهي "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" فكان بالفعل الخير هو نصيب يونان ونوتية السفينة وأهل نينوى. وفي نهاية كلمة بابا الإسكندرية إنه دعى الشعب بعد انتهاء القداس وعندما تعود لمنزلك أن تقرأ سفر يونان، وتتأمله وتبحث عن ذاتك به، هل أنت يونان؟ أم بحارة السفينة؟ أم أهل نينوى؟ أبحث عن ضعفاتك.