استضاف مسرح كورنيش الفجيرة أمس الثلاثاء فرقة "المجد" للفنون الشعبية العمانية حاضرةً على مسرح كورنيش الفجيرة. كانت فنيات الإضاءة والخلفيات والمناظر المطلة على بحر عمان الكبير جعلت العرض يتحرك في بانوراما شبه طبيعية، فكانت موسيقى البحر وهدير أمواجه وإيقاعاته الحية مجسدة في العرض العماني. رقصة البحر العمانية التقليدية كانت خير استهلال لعروض الفنون الشعبية، فبحر عمان يمثل العنصر الطبيعي الأول الذي قامت عليه الحضارة الخليجية ونهضت، وتجسد رقصة البحر العلاقة بين الرجل والمرأة في صراع الحياة وما بين هذا الصراع من مشاعر ولغة وتفاهم. (الجنبية) العمانية أي الخنجر تشكل على الحزام رمزًا للرجولة، والعباءات المفضضة الناعمة تعطي البعد الآخر للأنثى شريكة الرجل ونصف الحياة، تحاول المرأة بحركة العباءة أن ترسم ملامح تموج صفحات وجه البحر، ويحاول الرجل باستعراض السيف والخنجر أن يجسد فكرة الحماية والصمود والفروسية لتتكامل عناصر الحياة بين القوة والنعومة فيحدث التوازن الكوني المنشود الذي يجعل الحياة ممكنة. فنيًا تم تقسيم ألوان الأزياء بين الأحمر الوردي والأخضر للنساء، بينما احتفظ الرجال بألوان الأزياء التقليدية التي يغلب عليها الأبيض عدا ألوان العمامة والحزام. كان عازف المزمار التقليدي الذي عزف على الاسكوتش أو "القربة" هو بطل العرض بلا منازع، إذ تجول بين الجمهور وكسر الحاجز بين المسرح والجمهور وتفاعل معهم، وهذه الآلة مصدرها المرتفعات الأسكتلندية لكنها توطنت وصارت جزءًا من الثقافة الشعبية العمانية، وهي آلة معروفة بصوتها الشجي كما أنها آلة تنبيهٍ واحتفال تثير الحماس وتبعث على البهجة والفرح، وقد شهدت في المهرجانات الفنية الثقافية العمانية كما في صلالة مثلًا أنها الآلة الرئيسية التي يفتتح بها الاحتفال، وتتشكل منها أوركسترا كبيرة لزيادة الصوت والتأثير. في عرض كورنيش الفجيرة لعب عازف المزمار الأسكتلندي بأكثر من أسلوب أداء فنوع بين إيقاعات الحماسة على رقصة السيف والموسيقى البهيجة التي تهدف لإشاعة روح الفرح والبهجة. المغني الفردي ومجموعة الطبول والإيقاعات أحيت الليلة بكل جديد وغاص صوت المغني في أغوار بعيدة ليستخرج لنا جواهر النغم كدانات بحر عمان. في ختام لوحات العرض كرمت إدارة المهرجان الفرقة العمانية بحضور سعادة المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان ومدير هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.