قال د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن الأزهر وهو يتحمَّل مسئوليَّة البلاغ والبَيان أمام الله تعالى يوم القيامة، لا يألو جهدًا في التنبيه المُسْتَمِر على انحراف هذه الأفكار، وأنها ليست من الإسلام والقرآن والشريعة، لا في قليل ولا كثير، وأن هؤلاء مضلَّلون في تنكّبهم هدي الله ورسوله وأنهم، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وأنهم أساءوا إلى الإسلام بأكثر مِمَّا أساء إليه أعداؤه، وشوَّهوا صورته السَّمحة النَّقيَّة، وقدَّموا بعبثهم بالإسلام صورًا مغشوشة شائهة استغلَّها أعداء هذا الدين السمح في داخل العالَم الإسلامي وخارجه، وطعنوا بها على الإسلام وثوابته، وسخروا من رسوله ومن سُنَّته وشريعته. وتابع في كلمته إلى المسلمين بآسيا والعالم الإسلامي، صباح اليوم الثلاثاء من جامعة شريف هداية الله بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا: "لا يزال الأزهر يُنادي هؤلاء الشباب ويطمع أن يُفيقوا من سكرتهم، وأن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يعلموا أن الغلو الذي أدَّى بهم - وبنا معهم - إلى هذه الفِتَن العمياء، قد حذَّرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» ()، وفي قوله: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ»()، أي: المغالون والمتجاوزون في الأقوال والأفعال، وامتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ﴾ {الذاريات: 55}