رحل الإنسان الحالم الكاتب والروائى والمثقف الكبير علاء الديب، وهو الذى يعتبر نفسه «جسدًا بلا روح» منذ أن استيقظ على «نكسة67»، ليحمّل نفسه مسئولية الهزيمة، لكونه آنذاك عضوًا فى التنظيم الطليعى الذى أسسه «ناصر» فى بداية الستينيات، حتى إنه قال ذات مرة: «سألنى شاب عزيز: ماذا فعلت فى 67 وماذا فعلت بك؟، قلت من دون تدبر: قتلتنى ومن يومها أنا ميت». وعقب صلاة الجمعة أمس، شيع أهل الأدب والثقافة، من مسجد السيدة نفيسة، علاء الديب، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد رحلة عطاء ثرية. «الديب» المولود 1939، خاض فى شبابه غمار العمل السياسى أواخر خمسينيات القرن الماضى، وانتمى إلى حلقات يسارية، قبل أن يهجرها لأن كلماته لم تجد من ينصت إليها، وكتب عن هذه الفترة رائعته «زهر الليمون»، واختار بعد ذلك كتابة «عصير الكتب»، زاويته الأشهر فى تاريخ الصحافة الأدبية، عبر صفحات مجلة «صباح الخير»، وقدم من خلالها الكثير من المبدعين الذين صاروا أعلامًا فى سماء الأدب، ولا تنسى له ذاكرة السينما مشاركته فى كتابة حوار فيلم «المومياء» مع الراحل شادى عبدالسلام. حصل «الديب» على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2002، وله 5 روايات أبرزها «أطفال بلا دموع، عيون البنفسج، قمر على المستنقع، وأيام وردية».