زار مسؤول أمريكي رفيع مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا لتقييم التقدم الذي أحرز في الحملة ضد تنظيم داعش، فيما يبدو أنها أول زيارة معلنة للأراضي السورية منذ عدة أعوام يقوم بها مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية إن زيارته التي جرت في مطلع الأسبوع تهدف لمراجعة القتال ضد التنظيم. ويسيطر الأكراد السوريون على مناطق واسعة في شمال سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 وأصبحت وحدات حماية الشعب الكردية شريكا رئيسيا في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الدولة الإسلامية. لكن زيارة مكجورك قد تغضب تركيا المجاورة التي تشعر بالقلق إزاء تزايد نفوذ أكراد سوريا خشية أن يثير ذلك مشاعر انفصالية بين الأكراد الأتراك. وتأتي الزيارة بعد استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الرئيسي من محادثات السلام السورية انسجاما مع رغبة تركيا. ونشر مكجورك صورا للزيارة على حسابه على تويتر منها صورة لمقبرة حيث قال إنه قام بتأبين "أكثر من 1000 شهيد كردي" سقطوا في معركة كوباني التي خاضتها وحدات حماية الشعب بدعم جوي قادته الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤول سوري كردي لرويترز إن مكجورك وصل بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة جوية يسيطر عليها أكراد سوريا مضيفا أنها تستخدم في الرحلات اللوجستية لطائرات الهليكوبتر العسكرية الأمريكية. وقال فريد هوف الخبير في الشؤون السورية بمركز أتلانتيك كاونسل إنه على حد علمه هذه هي أول زيارة معلنة لسوريا يقوم بها مسؤول حكومي أمريكي منذ إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق في فبراير عام 2012. وتعززت علاقات الولاياتالمتحدة بأكراد سوريا برغم مخاوف تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري منظمة إرهابية بسبب صلته بحزب العمال الكردستاني المتمرد في تركيا. وكان في استقبال مكجورك مسؤولون بينهم رئيس وزراء واحدة من ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي شكلها أكراد سوريا في شمال البلاد. وقال أكرم حسو رئيس إدارة مقاطعة الجزيرة في بيان على يوتيوب إن وفد مكجورك ضم 17 شخصا بينهم ممثلون من فرنسا وبريطانيا. وأضاف أن الوفد التقى مع ممثلين للمناطق الكردية الثلاث الذين بحثوا الخطوات الجديدة من أجل الحصول على اعتراف سياسي. وقال مسؤول أمريكي مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن زيارة مكجورك "والمناقشات التي أجراها تنسجم مع جهود المبعوث الخاص لمواصلة البحث عن سبل لزيادة ضغوط التحالف على تنظيم الدولة الإسلامية". ووحدات حماية الشعب جزء مهم في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تشكل في أكتوبر تشرين الأول وتلقى دعما عسكريا أمريكيا لقتال الدولة الإسلامية. ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية أيضا مقاتلين من أعراق أخرى منهم العرب والتركمان. وقال مكجورك إنه "بحث الخطوات التالية في الحملة السورية" مع "مقاتلين متمرسين ومتعددي الأعراق مناهضين للتنظيم".