جيفارا مات .. جيفارا مات آخر خبر فِ الراديوهات وفي الكنايس والجوامع وفي الحواري والشوارع و عَ القهاوي وع البارات جيفارا مات .. جيفارا مات واتمدّ حبل الدردشة والتعليقات هكذا عبر الشاعر أحمد فؤاد نجم، عن حزنه لمقتل “,”جيفارا“,”، الرمز العالمي للنضال الوطني، وللتضحية بالذات، لرفع قيمة الإنسان، والتأثر العالمي به كرمز للنضال. “,”أرنستو تشي جيفارا“,”، المناضل الأرجنتيني الماركسي، الذي ينتمي إلى الثقافة العالمية الإنسانية، زار جميع أنحاء قارته، أمريكا الجنوبية، مع صديقه “,” ألبيرتو جرانادو، على متن دراجة نارية، وهو في السنة الأخيرة من كلية الطب. الحقيقة أن هذه الرحلة شكلت شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية ، وبالظلم الكبير الواقع من النظام الإمبريالي على المزارع البسيط، وتغير داخليا، بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك . من هنا، كان هدفه الأول والأوحد، محاربة الرأسمالية الإمبريالية المُولِّدة للظلم والفقر أينما كانت، لا في وطنه “,”الأرجنتين“,” فقط، بل في قارته كلها، ثم العالم أجمع، ومن هنا دعا إلى الثورة العالمية لجميع شعوب العالم المقهورة. “,”جيفارا“,”، المواطن الأرجنتيني، هو الرجل الثاني في الثورة الكوبية التي أطاحت بنظام “,”فلجنسيد باتيستا“,”، وهو المقرب من وعيم الثورة الكوبية “,”فيدل كاسترو“,”، هذا القرب، مع إمكانياته الشخصية كمفكر وكاتب، وإنسان في المقام الأول، ساعده على لعب العديد من الأدوار، منها السياسي، حيث أسس قوانين الإصلاح الزراعي، عندما كان وزيرا للصناعة في أولى الحكومات الكوبية بعد الثورة، وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني، ورئيس تنفيذي للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية، التي انتشرت في دول أخرى خارج القارة، مثل “,”الكونغو كينشاسا“,”، في محاولة لنشر “,”الثورة العالمية“,”. جاءت وفاة “,”جيفارا“,” لتؤكد على شخصيته الأسطورية، تماما مثلما كانت حياته؛ إذ قال “,”نينو خايمي دي غوزمان“,”، أحد حراس جيفارا الشخصيين، إنه على الرغم من إصاباته المتعددة، ومظهره المتهالك، فإن “,”تشي جيفارا“,” كان رافع الرأس، ينظر إلى الجميع مباشرة بتحدٍّ، ولم يسأل عن شيء إلا دخان البايب الذي يعشقه، والذي ضرب شخصا عندما حاول أن يأخذه منه وهو مكبّلٌ من يديه. وفي صباح يوم 9 أكتوبر 1969، أصدر الرئيس البوليفي “,”رينيه باريينتوس“,” أوامره بإعدام الرمز النضالي “,”جيفارا“,”، ونفذ حكم الإعدام “,” ماريو تيران“,”، أحد الضباط البوليفيين، والذي طلب تنفيذ الحكم انتقاما لمقتل 3 من أصدقائه على يد جيفارا وكتيبته، حيث قام “,”تيران“,”، بقتل “,”جيفارا“,” ب 9 أعيرة نارية. مثل هذه الشخصية الجبارة، سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الميليشيات التي صدت غزو خليج الخنازير، كما جلبت إلى كوبا الصواريخ الباليستية من الاتحاد السوفييتي عام 1962، التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. وكتب جيفارا يومياته التي عبرت عن حياة حرب العصابات، وكذلك ألَّف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، “,”رحلة شاب على دراجة نارية“,” . “,”جيفارا“,”، الذي رد على سؤال جلاّده: هل أنت خائف؟، بالقول: أنا أفكر في خلود الثورة، ثم قال: “,”أنا أعلم أنك جئت لقتلي، اطلق النار يا جبان، فإنك لن تقتل سوى رجل“,”، وعاش جيفارا بطلا، فاستحق أن يخلد كأسطورة.