في بداية انتشار المسيحية، كان اليهود لا يُعاملون السامريين، وكان بينهم عداوة شديدة. فالسامريون جعلوا مركز العبادة في السامرة بينما اليهود جعلوا مركز العبادة بأورشليم، اعتبر اليهود السامريون شعبًا نجسًا كونهم مزيج من الأمم مع اليهود الذين اختلطوا ضمن السبي الآشوري في سنة 722 قبل الميلاد، إضافة إلى أن السامريين لم يؤمنوا إلا بأسفار موسى الخمسة، ورفضوا الإيمان بباقى كتب الأنبياء التي يؤمن بها اليهود. انقسمت اليهودية في ذلك الوقت إلى ثلاثة أقسام القسم الأول في الشمال: اليهودية، والثانى في الجنوب: الجليل، والثالث في الوسط: السامرة. تجنب اليهودى المعتز بأرضه كونها "أرض الميعاد" المسير في السامرة، إذا أراد الذهاب إلى الجليل، فكان يبذل الوقت والجهد والمال والطريق الأصعب والأبعد حتى لا يُقابل سامريا ولا يسير في أرضهم. جاء المسيح وغير المفاهيم الباليه، وأقام جسرا من الحوار بين اليهود والسامريين، أراد أن يذهب من اليهودية إلى الجليل، فسار في طريق السامرة التي تحمل عداوة عند اليهود، والتقى المراة السامرية الخاطئة، التي تزوجت قبلا خمسة رجال والذي معها الآن ليس بزوجها، لم يخشى من المجتمع المحيط أن يقول كيف له أن يقابل أمراة سامرية وخاطئة !! غير المسيح المفاهيم السائدة في ذلك الوقت، عندما التقى المراة السامرية الخاطئة، وسار في الطريق الذي يرفض اليهود أن يسيروا فيه !! تذكرت هذا الموقف بعدما طالعتنا أنباء غاضبة من قرية "اتليدم" بمحافظة المنيا، من رفض كهنة بكنيسة مارجرجس الأرثوذكسية الصلاة على عروسين انجيليين توفيا في حادث أليم اختناقا بالغاز، ولم يكن راعى كنيستهم متواجدا في يوم الوفاة، فطلبا من كهنة الكنيسة الأرثوذكسية أن يصليا عليهما، فرفضوا!!. وتساءلت لو كان المسيح قسًا في هذه القرية وطلب منه أهل المتوفيان الملكومين أن يصلى عليهما هل كان سيوافق أم سيرفض؟ هل سيتعلل أنهما ليسا من أبناء طائفته؟ أو أن الطقوس الراسخة والخالدة تمنعه من الصلاة على "بروتستانت"؟.. اترك لك الإجابة !! لم يتمسك المسيح بالتقاليد البالية، ولا الطقوس البشرية، فقدم لنا قصة السامرى الصالح الذي أنقذ يهودىًا كان بين الموت والحياه، رغم أن قبله مرّ عليه كاهن يهودى ولاوى من نفسه جنسه ودينه ومذهبه إلا أنهما تركاه ومضيا في طريقهما ليلحقا ممارسة طقوسهما البالية..أما السامرى لم يتردد لحظة واحدة في إنقاذ عدوه اليهودى وحمله وذهب به إلى فندق وترك مبلغا من المال للعناية به !! الحرف يقتل والروح يُحيىّ.. الطقوس تنتهى وأعمال الرحمة تبقى. أي فضل لك يا صاحب إذا قمت بممارسة كل الشعائر وأديت كل الفرائض الدينية وتمتمت بكل الآيات الالهية..وقلبك وأعمالك لا تمجد الله من خلال الرحمة والمحبة لأخيك الإنسان!!. قل لى بربك الذي تعبده.. أي فضل لك إذا كنت تحب أخاك الذي من نفس دينك وطائفتك فقط وترفض أخاك في الإنسانية من الدين والمذهب المغاير !!. دعنى أقولها لك.. بئس هذا التدين الشكلى والإيمان الظاهرى..هذه الصلاة وهذا الدعاء غير مقبول عند الله !!