المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    مياه الإسكندرية تجتاز زيارة التجديد والمراجعة لخطط سلامة ومأمونية المياه    محمود فوزي: استمرار قوانين الإيجار القديم الاستثنائية في مصر بلا مراجعة أدى لإهدار القيمة المادية والعقارية    الاتحاد الأوروبي يراجع اتفاق الشراكة مع إسرائيل بسبب منع المساعدات لغزة    البحرين تعزي مصر في ضحايا سقوط طائرة تدريب عسكرية    فرصة لا يمكن إهدارها.. دي بروين يحرم مرموش من أول أسيست بالدوري الإنجليزي (فيديو)    الإسماعيلي يفوز على طلائع الجيش بركلات الترجيح ويصعد لنصف نهائي كأس عاصمة مصر    محمد عامر: الرياضة المصرية تنهار بفعل فاعل.. وصمت هاني أبو ريدة "مدان"    مراجعة نهائية شاملة.. أبرز 16 سؤالا فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة    عرض ناجح للفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" بمهرجان كان السينمائي الدولي    فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا .. اعرف التفاصيل    غرق ثلاثة أطفال داخل ترعة بالدقهلية أثناء الاستحمام    لامين يامال يغازل أرقام ميسي التاريخية    جميلة وساحرة.. إطلالة لميس رديسي في مسابقة ملكة جمال العالم (صور)    "نعتذر وعبد الحليم كان يبحث عن ربة منزل".. بيان جديد من أسرة العندليب بشأن سعاد حسني    أكثر من 100 مليون دولار.. فيلم «Final Destination: Bloodlines» يتربع على عرش شباك التذاكر العالمي    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه    حكم الاحتفال بعيد الميلاد.. أمين الفتوى: احتفل بما يفرحك واجعله فرصة للتأمل في حياتك مع الله    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    الحليب قد يسبب الصداع للبعض- إليك السبب    نقيب المحامين يحذر من القرارات الفردية في التصعيد بشأن أزمة الرسوم القضائية    جولة تفقدية لوزير السياحة والآثار بدير أبومينا ومارمينا بالإسكندرية    البابا تواضروس ووزير السياحة ومحافظ الإسكندرية ومديرة اليونسكو يتفقدون مشروع حماية منطقة أبو مينا الأثرية    حملة مكبرة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية بالقليوبية    عيدان ألكسندر: كنّا نجلس مع السنوار في شقق ومساجد وحتى في الشارع    موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجيت في الدوري المصري والقناة الناقلة    طرح 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل في 15 محافظة (تفاصيل)    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة للمنطقة الغربية    بكلمات مؤثرة.. دنيا سمير غانم تحيي ذكرى رحيل والدها    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية رشوة وزارة الري    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات بين الأهلي ووادي دجلة (مستند)    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    «لسه بدري عليه».. محمد رمضان يعلن موعد طرح أغنيته الجديدة    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    لتجنب الإصابات.. الزمالك يعيد صيانة ملاعب الناشئين بمقر النادي    الجيش الصومالى يشن عملية عسكرية فى محافظة هيران    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يعرب عن تقديره لدور «السعودية» الداعم للقضايا العربية    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    حكومة بلجيكا تتفق على موقفها بشأن الوضع في قطاع غزة    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    «السجيني» يطالب الحكومة بالاستماع إلى رؤية النواب حول ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالمنعم عمارة في حواره ل"البوابة نيوز": "دعم مصر" ائتلاف "مفكك" ولا يستطيع السيطرة على أعضائه.. والأحزاب تعاني من "ضعف وترهل".. و "السيسي" مُطالب بتأسيس حزب ل"مصلحة الديمقراطية"
نشر في البوابة يوم 27 - 01 - 2016

«السادات» قرر التنازل عن الحكم ل«مبارك» والاكتفاء ب«دور المفكر» قبل اغتياله
صراع الأجهزة الأمنية «مستحيل».. والأهم من الحديث عن تعديل الدستور تطبيقه
قال الدكتور عبدالمنعم عمارة، وزير الشباب والرياضة الأسبق، البرلمانى المُخضرم، إن مجلس النواب الحالى يعبر عن جميع أطياف المجتمع، معتبرًا أن «غياب حزب الأغلبية جاء فى صالح البرلمان والرئيس عبدالفتاح السيسى».
ودعا «عمارة»، فى حواره ل«البوابة»، الرئيس إلى ضرورة تأسيس حزب يعبر عنه وذلك لصالح العملية الديمقراطية.
وقدم «عمارة» تقييمه لفترة حكم «السيسى»، متطرقًا إلى كواليس فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وثورة الخامس والعشرين من يناير، وكواليس عضويته بجماعة الإخوان، قبل أن ينشق عنها، ورأيه فى البرلمان الحالى.
■ من واقع تجربتك.. هل شهدت الحياة البرلمانية والحزبية فى مصر طفرة بعد ثورتين؟
- الأحزاب تعانى حالة ضعف وترهل، وهو ما صدر صورة سيئة للرئيس السيسى، وجعلته يحجم عن تأسيس حزب سياسى يعبر عنه، على غرار ما يحدث فى جميع دول العالم، والولايات المتحدة على سبيل المثال، والتى ينعتها البعض بأنها «أم الديمقراطية»، بها الحزبان الجمهورى والديمقراطى، وكذلك أغلب دول العالم، فالرئيس مُطالب هنا بتأسيس حزب من أجل مصلحة العملية الديمقراطية.
■ البعض يرى أن ائتلاف دعم مصر يلعب دور «حزب الرئيس».. ما رأيك؟
- ليس حقيقيًا، لكن طبيعة المواطن المصرى تتجه ناحية الحزب أو الائتلاف الذى يتوهم أنه مُساند من قبل الدولة، وهو الشعور الذى نجح فى تصديره ائتلاف دعم مصر على غير الحقيقة، بينما الائتلاف يعانى من عدة أزمات، تتمثل حالة التفكك التى يشهدها، وعدم قدرته على السيطرة على أعضائه، نظرًا لأن أغلب أعضاء الائتلاف من المستقلين، علاوة على افتقاده للبرامج التى يستطيع تقديمها للجمهور، لا سيما أن المستقلين فى البرلمان الحالى لديهم شعور أنهم حصلوا على مقاعدهم ب«ذراعهم»، دون مساندة أو تدخل من أحد، وأصبح الرقيب الوحيد عليه أهل دائرته ومن انتخبوه.
■ هل تتفق مع ما يثار بشأن تدخل الأجهزة الأمنية فى إدارة البرلمان؟
- أستبعد حدوث تدخل من قِبل الدولة أو الأجهزة الأمنية فى العملية الانتخابية، وهذا الزمن قد انتهى، أسوة بما كان يحدث فى الماضى، وأذكر حينما كنت أتولى أمانة التنظيم لحزب مصر فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فى فترة السبعينيات، وحقق حزب مصر، المحسوب على الرئيس، خسائر فادحة فى البرلمان، بل وفاز قُطب كبير من أقطاب المعارضة حينها وهو أبوالعز الحريرى، حينها اتصل بى تليفونيًا اللواء النبوى إسماعيل، وكان حينها يشغل منصب وزير الداخلية، واستدعانى إلى مكتبه، ووجه لى عتابًا شديدًا على الخسارة التى نالت من حزب الرئيس، وأجرى عدة اتصالات هاتفية، نجح من خلالها فى إدخال حوالى 100 عضو من حزب مصر فى البرلمان، عن طريق التليفون، وحقق حزب مصر الأغلبية البرلمانية حينها، وسار من بعده على ذلك النهج الوزير الأسبق كمال الشاذلى، الذى كان يدير البلاد بنظرة عين، أثناء وجوده فى الحزب الوطنى، حيث كانت تدار الانتخابات بالتليفون، وهو ما لا يحدث الآن، وحول ما يردده البعض من وجود تضارب أو صراع بين الأجهزة من المستحيل حدوثه، سواء المخابرات العامة أو الحربية أو جهاز الأمن الوطنى كما يردد البعض، فكل منها له اختصاصاته، والرئيس يتلقى تقاريره الأمنية من جميع مؤسسات وأجهزة الدولة، دون تخبط أو تضارب بين الأجهزة وبعضها.
■ لديك وصف دأبت على تكراره وهو أننا نعيش عصر الديمقراطية العجوز والبديل المُقبل هو الديمقراطية الإلكترونية.. ما مفهومها؟
- الديمقراطية الإلكترونية، هى البديل فى الفترة الحالية، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، وشكلت تلك الوسائل أدوات للضغط على النظام والحكومة، ونجحت فى إلغاء العديد من القوانين، وأصبح الفرد أو المواطن هو السيد وليس الحكومة، وسوف تحل بديلًا للديمقراطية العجوز التى نعيشها فى الفترة الحالية، لا سيما أننا نعانى من التسرع، وهو ما ظهر فى دعوات البعض لتعديل الدستور، وهى دعوات مُتسرعة، فالبلاد تمر بظروف استثنائية، من إرهاب وتطرف انتشرا فى الفترة الأخيرة، والأهم من النصوص هو تطبيقها على أرض الواقع، ولم تخرج هذه التصريحات من قبل مؤسسات رسمية، وليس صحيحًا ما يردده البعض من أن الدستور الحالى يقلص سلطات الرئيس.
■ هل أصاب البرلمان برفض قانون الخدمة المدنية؟
- كان من المتوقع رفض القانون، لا سيما أن أغلب النواب تلقوا ضغوطًا شديدة من أهالى دوائرهم ومن الناخبين، فالقانون يمس حوالى 7 ملايين موظف عام، مما يشكل ضغطًا شديدًا على النواب، وأغلبهم تلقوا اتصالات هاتفية من قبل أهالى الدائرة تحذرهم من الموافقة على القانون، بل إن بعضًا ممن وافقوا يخشون الكشف عن أسمائهم للعامة، خوفًا من غضب أهالى الدائرة، واللافت للنظر هنا هو قيام وزير التخطيط، أشرف العربى، بوضع القانون، وهو شخص لا علاقة له بالقانون أو الموظفين من الأساس، فكان من الأولى أن يضعه وزير المالية أو الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية الأسبق، نظرًا لدرايتهما بالقانون، وتفاصيله، بما يحقق الصالح العام.
■ كيف تابعت تقرير هشام جنينة الأخير حول الفساد ورد لجنة تقصى الحقائق؟
- التقرير الذى قدمه «جنينة» احتوى العديد من المبالغات والمغالطات، على حسب وصف تقرير لجنة تقصى الحقائق، ومن وجهة نظرى أن اختيار «جنينة» بصفته مستشارًا، لتولى مهمة الجهاز المركزى للمحاسبات خطأ كبير، وهى بدعة وضعها الرئيس الأسبق مبارك، وكان من الأفضل اختيار شخص من أبناء الجهاز، علاوة على أن «جنينة» خاطب الإعلام وبحث عن الشو الإعلامى، للحصول على حصانة من قبل الشعب تحميه من العزل، والتحصن بالإعلام، وفى كل ظهور له عبر الإعلام يردد مقولة «أنا لا أعُزل»، ورسالتى له أن يلتزم الصمت، فالقاضى لا يليق به التحدث فى الإعلام.
■ بصفتك وزيرًا سابقًا.. كيف تقيم أداء الحكومة فى الفترة الحالية؟
- رئيس الحكومة الحالية المهندس شريف إسماعيل، يتعرض لظلم شديد، لا سيما أنه أتى عقب رئيس الوزراء السابق، المهندس إبراهيم محلب، الذى كان يتميز بنشاط كبير، ولديه القدرة على فهم طبيعة المصريين والتعامل معهم، ومن الصعب تقييمه فى الفترة الحالية، وإن كان أداء الحكومة لا يرضى أحلام المصريين وطموحاتهم، ما بين وضع اقتصاد مضطرب، وأياد مرتعشة لا تستطيع اتخاذ قرارات، فرئيس الحكومة يجب أن يكون شخصًا يتمتع بالقوة وحسن التصرف، من أجل القدرة على الحفاظ على استقرار الأوضاع.
■ وماذا عن أداء المحافظين؟
- المحافظون على مر العهود يمثلون «الحيطة المايلة» للنظام، والأزمة هنا فى اختيار المحافظ من الأساس، فالمعايير التى يتم تعيين المحافظ بناء عليها خاطئة من الأساس، ويقع المحافظ ضحية البيروقراطية المُترهلة، ويجب أن تكون هناك معايير جديدة لاختيار المحافظ، فالبلاد بحاجة إلى محافظين سياسيين.
■ وماذا عن أداء الرئيس السيسي؟
- لدى اقتناع كبير بالرئيس السيسى، من الناحية الشخصية والمهنية، بل إنه يُعد الرئيس الأكثر شعبية فى التاريخ المصرى، بداية من عهد محمد نجيب وحتى الآن، ومن يتحدث عن انخفاض شعبية الرئيس «واهم»، وهو ما تستطيع أن تلمسه بين البسطاء من المواطنين، والرئيس السيسى يحمل صفات القائد، ويمتلك «نافورة أحلام» يستطيع بها إحداث نهضة كبيرة فى جميع الأوساط، ويستطيع تحويل الحلم إلى حقيقة، علاوة على بُعد نظر للسنوات المُقبلة.
■ هل نجح الرئيس فى إعادة مصر لمكانتها الخارجية؟
- بالفعل جعل مصر دولة محورية، وأعاد مصر إلى حضن العرب، وقائدة لمنطقة الشرق الأوسط، وتوسع فى العلاقات الاستراتيجية، والتى كانت مُقتصرة فى الماضى على الولايات المُتحدة الأمريكية، لا سيما أنها دائمًا ما تبحث عن مصلحتها فحسب، وبدأ الرئيس السيسى فى فتح آفاق جديدة مع دول بحجم روسيا والصين، وهو ما تجلى فى زيارة الرئيس الصينى الأخيرة إلى مصر، ومن قبله الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، ويسير بخطى ثابتة وناجحة على المستوى الإقليمى، ونجح مؤخرًا فى تحويل الموقف التركى المعادى لمصر، بل إن تركيا اضطرت للتضحية بجماعة الإخوان، بعد أن فقدت تركيا مصالحها وعلاقاتها فى المنطقة، وتسعى تركيا حاليًا لإجراء صلح مع مصر، وتقديم القرابين للنظام المصرى، وكان آخرها رفض إقامة مؤتمر الإخوان الأخير على أراضيها، بينما على النقيض نجح فى وضع كل دولة داخل مكانتها، وهو ما ظهر فى تجاهل دولة مثل قطر، التى لا تستحق أن توضع فى الاعتبار من الأساس.
■ هل عودة رجال نظام مبارك أصبحت شبحًا يهدد النظام الحالي؟
- عصر مبارك والحزب الوطنى انتهى بلا رجعة، وعجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء، وحتى الأعضاء الذين دخلوا إلى البرلمان الحالى ليسوا بالشخصيات المؤثرة أو ذوى حيثية، سواء فى فترة وجودهم فى الحزب الوطنى، أو حتى وجودهم داخل البرلمان الحالى، ونظامهم انتهى بثورة يناير.
■ كنت أحد أعضاء نظام الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بعده مبارك.. كيف لك أن تشهد على تلك الفترة؟
- كنت وزيرًا فى عهد السادات، وعاصرت مبارك حينما كان نائبًا لرئيس الجمهورية، وكان الرئيس الراحل يثق فى مبارك بشكل كبير، ويوكل له العديد من المهام الصعبة، وحينها كان السادات يسعى لتأهيل مبارك للدفع به فى الانتخابات الرئاسية بعد نهاية دورته، ويعتزل السادات العمل السياسى ويتحول إلى مفكر فحسب، وبعد اغتيال السادات، وتولى مبارك الرئاسة، نجح فى تحقيق العديد من الإنجازات منذ توليه الحكم عام 1981، وحتى 1999، ومن هذا التاريخ بدأ مبارك فى التراجع، وأصاب النظام حالة من الترهل، وكان عليه الرحيل وإفساح المجال لغيره، وفى هذه الفترة ظهر نجل الرئيس جمال مبارك.
■ البعض يدعو من وقت لآخر للنزول للتظاهر للتعبير عن الغضب الشعبى.. كيف ترى هذه الدعوات؟
- لاشك أنها دعوات تحمل الكثير من السذاجة، فالمصريون سئموا مثل تلك الدعوات، ويرغبون فى الاستقرار، وخروج البلاد من النفق المظلم، بل إن أغلبية الداعين لها ومن بينهم عمرو حمزاوى، أو أسامة الغزالى حرب، ومصطفى النجار، والذين يحملون لقب نشطاء أو رموز ثورة يناير، يعانون من عُقدة الاضطهاد من قبل الدولة والحكومة، ويسعون دائمًا أن يعودوا إلى الصورة عن طريق الدعوات إلى التظاهر، وتحويل ثورة يناير إلى خط يسيرون عليه، بعد أن كانوا يظهرون ليلًا ونهارًا على شاشات التلفاز.
■ وماذا عن حمدين صباحى؟
- حمدين صباحى شخص ودود، وأكن له الكثير من التحمس، رغم أننى لم أصوت له فى الانتخابات الرئاسية، سواء فى المرة الأولى أو الثانية، ولكن صباحى عليه الخروج من عباءة عبدالناصر، وتغيير لغة خطابه، وأن يتوقف عن معاداة النظام، وعليه أن يجيب عن تساؤلات العامة، من أين يأتى بالأموال، وهل هو «خالى شغل» كما يردد البعض، وأين مؤيدوه الذين كانوا يحيطون به، هل ما زالوا بنفس أعدادهم، فرسالتى ل«صباحى» إذا أراد أن يستمر فى الحياة السياسية المصرية، أن يراجع ويغير من نفسه.
■ أشدت فى وقت سابق بالدكتور محمد البرادعى.. كيف ترى مواقفه الآن؟
- لا أخفى سرًا أننى كنت من المعجبين بشخص البرادعى فى البداية، ولكن أتضح أنه لا يمتلك شخصية قوية، لا يستطيع المقاومة أو التعامل مع الحياة السياسية، فهو رجل قابل للكسر، وهو ما تجلى فى رحيله عن البلاد بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.
■ كنت عضوًا فى جماعة الإخوان فى فترة شبابك.. ما كواليس تلك الفترة؟
- انضمامى للجماعة كان بالمُصادفة، حيث كان والدى صديقًا شخصيًا لمؤسس الجماعة حسن البنا وبحكم نشأتى فى محافظة الإسماعيلية التى كانت مهد تأسيس الجماعة، وكانت الجماعة تدعو لمكارم الأخلاق، واستغلت انتشار البغاء فى مصر.. والتحقت بصفوفها وعمرى ثمانى سنوات، وكنت أذهب معهم فى رحلات فى الصحراء، وأنشطة رياضية، ومعسكرات ترفيهية، بعيدًا عن الحديث فى السياسة، قبل أن ينتهجوا سياسة العنف، وأذكر أثناء تولى منصب وزير الشباب والرياضة، حضرت احتفالًا فى كلية الشرطة، ضم وزير الداخلية الأسبق، حسن الألفى، وعددًا من الوزراء، وأثناء أداء الصلاة، داعبنى الوزير الأسبق عبدالسلام محجوب، وطالب وزير الداخلية بإلقاء القبض عليا، وأثناء وجودى فى الوزارة تعرضت للعديد من التقارير من قبل جهاز أمن الدولة، والتى كانت تزعم عضويتى وانتمائى للجماعة.
■ كيف تابعت فترة وجودهم فى الحكم ومن بعدها ثورة يونيو؟
- فترة سوداء فى تاريخ مصر، أتعفف عن ذكرها، وأذكر أنه أثناء وجود الجماعة فى الحكم، كنت أُصلى الفجر، وأبكى أنا وزوجتى وأتوسل إلى الله من أجل أن ينقذ مصر من حكم الجماعة، وتعرضت للتنكيل، ومُنعت من السفر بسبب مقالاتى وانتقادى للجماعة، حتى جاءت ثورة يونيو، وأطاحت بنظام الجماعة، وبتيار الإسلام السياسى بشكل عام.
■ بالانتقال إلى الشأن الرياضى.. كيف ترى حل الخروج من أزمة النادى الأهلى الأخيرة بعد قرار الحل؟
- أشعر بالحزن لما وصل إليه النادى الأهلى، من أزمات فى الفترة الأخيرة، وليس قرار الحل فحسب، ويتحمل جزءا كبيرا من أزمة القلعة الحمراء جماهير النادى التى تحمل لقب الأولتراس، نظرًا لحالة الانقسام والتشرذم التى خلقوها بين جماهير النادى، وما يتبنوه من لغة طيش وعنف، وقرار الحل الذى صدر بحق مجلس محمود طاهر، قرار محكمة لا تعقيب عليه، ومن وجهة نظرى أن طاهر الأفضل لقيادة القلعة الحمراء، لما يمتلكه من شخصية إدارية قوية، علاوة على كونه رجل أعمال يستطيع الإنفاق على النادى وحال رحيله، يكون نجم الأهلى السابق، محمود الخطيب، الأصلح لقيادة دفة القلعة الحمراء فى الفترة المُقبلة.
■ باعتبارك من أبناء الإسماعيلية.. كيف تتابع حال الدراويش فى الفترة الأخيرة؟
- لدى حالة حزن وقهر على ما وصلت إليه الأمور فى النادى الإسماعيلى، ما بين حالة تفريغ الفريق من نجوم الصف الأول والناشئين التى تحدث فى الفريق، علاوة على تولى إدارة النادى أشخاص ومجالس إدارات متعاقبة تفتقد القدرات الإدارية والإمكانيات المادية من أجل تحقيق نهضة للنادى.
■ ماذا عن تقييمك لأداء خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة الحالي؟
- شخص شديد الاحترام، ويؤدى أداء جيدًا منذ توليه الوزارة، ونجح فى مواجهة العديد من العقبات التى تعرضت لها الوزارة فى الفترة الأخيرة، علاوة على أنه رجل سياسى ناجح من الطراز الأول، ولكن بعد قرار المحكمة بحل مجلس إدارة النادى الأهلى، وقع «عبدالعزيز» فى ورطة حقيقية لا يحسد عليها فى الفترة الأخيرة، ما بين الإبقاء على مجلس إدارة النادى الحالى برئاسة محمود طاهر وإعادة تعيينه، أو الإطاحة به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.