التيار الإسلامي انتهى والمصريون نسوا العيب ونحتاج «ثورة أخلاق».. وحكم «الإخوان» سنة سوداء على مصر «السيسي» أنقذ مصر والحديث حول انخفاض شعبيته «افتراء» الإعلام أحد أسباب محنة البلاد والصحف القومية «تحتضر» بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، فتحت الكاتبة الصحفية سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خزائن أسرار فترة حكم الرئيس الراحل، الذى وصفته بكبير العيلة والأب الحنون، مشيرة إلى أنه تعرض لظلم شديد، مؤكدة أن السادات تمنى نيل الشهادة أسوة بشقيقه الأصغر عاطف، كما تحدثت الكاتبة الصحفية عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى وصفته بقائد ثورة إنقاذ مصر من براثن جماعة الإخوان، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن مصر تعانى حالة من التخبط والضبابية بسبب ضعف الأحزاب على الساحة السياسية. ■ فى البداية.. كيف تقيمين المشهد الحالى من وجهة نظرك؟ - مصر تعانى فى الفترة الحالية من حالة مُعقدة فى كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية، ونعانى أزمة أخلاق فى المقام الأول، فالمصريون تناسوا العيب، وأصبحت المادة والمصلحة الشخصية تحكم تصرفاتهم وسلوكياتهم اليومية، علاوة على حالة الهياج وإشعال الأمور التى يمارسها البعض، سواء وسائل إعلام، أو ما يحسبون على النخبة السياسية، فلابد من ثورة أخلاق تغير من حال المصريين وتبدل حالهم، ولاسيما أن مصر تعيش الآن فترة عنق الزجاجة، بعد أن مرت بثلاثين عامًا من الفساد والاستبداد طيلة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبعدها فترة حكم جماعة الإخوان. ■ كيف ترين الأحزاب المدنية على الساحة السياسية فى الوقت الحالي؟ - مصر لا تمتلك أحزابًا من الأساس، فكل الأحزاب الموجودة على الساحة حاليًا تعانى من حالة تخبط وصراع على المصالح الشخصية والمناصب، دون النظر إلى دورها السياسى والاجتماعى فى الشارع. ■ هل مصر مؤهلة لتطبيق الديمقراطية فى الفترة الحالية؟ - لا بديل عن تطبيق الديمقراطية، فهى أساس تقدم وتحضر الشعوب، وهذا لن يتم إلا بمعاونة الأحزاب والقوى السياسية والنخبة بشكل عام، فمصر شهدت ثورتين، ولابد أن يشعر المواطن العادى بنتاج هذه الثورات. ■ هل مازال تيار الإسلام السياسى يمتلك تأثيرًا فى الشارع؟ - تيار الإسلام السياسى انتهى تمامًا بدليل رسوبه فى الانتخابات البرلمانية سواء على مستوى القوائم أو الفردى، وأصبح فى حالة احتضار سياسى، بعد أن تكشف للمواطن العادى مدى عنف وإجرام هذا التيار المتطرف، ومن وجهة نظرى أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس السادات، هو إفراجه عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين سجنهم عبدالناصر، كما أن الشعب المصرى لن يقبل مرة أخرى أن يحكمه الإخوان وعصابة الإسلام السياسى، بعد أن أصبحت أيديهم مُلطخة بالدماء. ■ كيف تقيمين فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين؟ - سنة سوداء فى تاريخ مصر، فالجماعة الإرهابية كانت سببًا فى انهيار البلاد، حتى تدخل الرئيس السيسى فى الوقت المناسب، وأنقذ البلاد من كبوتها، فقد مارست الجماعة كل أشكال العنف والديكتاتورية ضد كل من يختلف مع الجماعة، كما أن مشهد جلوس عبود الزمر قاتل شقيقى الرئيس الشهيد أنور السادات فى احتفالات أكتوبر، كان بمثابة ضربة قاصمة لروح الرئيس ونضاله من أجل مصر. ■ كيف تقيمين أداء الرئيس السيسى فى الفترة الأخيرة؟ - السيسى هو قائد ثورة الإنقاذ فى 30 يونيو، حينما وضع رأسه على يده من أجل الخروج بمصر من مستنقع الديكتاتورية والفساد والاستبداد، إلا أنه يواجه تركة ثقيلة سواء التى ورثها من حكم جماعة الإخوان المسلمين، أو من نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وتصريحه الأخير بالتدخل فى أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار يحسب له، كما أن المنظومة الإعلامية تتعمد تسخين الشعب وتكبير صغائر الأمور، فلابد للمواطن العادى أن يكون عونًا وسندًا للرئيس. ■ ماذا عن مقارنة البعض له بالرئيسين عبد الناصر والسادات؟ - لا يمكن مقارنة الرئيس السيسى بأى شخص سبقه، فهو يمتلك شخصية مميزة جعلته يحتل قلوب وعقول المصريين، وليست هناك صحة لما يتردد عن انخفاض شعبيته فى الشارع المصرى، فنحن جميعًا مدينون له بالولاء والعرفان، فالسيسى يحمل كاريزما وفطرية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ووطنية وتدين الرئيس الشهيد أنور السادات. ■ كيف تابعتِ ثورة الخامس والعشرين من يناير؟ - بمجرد اندلاع شرارة الثورة وخروج الملايين للشوارع، تابعت حرق سيارات الشرطة والاعتداء على الأقسام، والاشتباك بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وحينها بكيت ولطمت على وجهى خوفًا على مصر، ولكن خروج الشعب المصرى كان ضروريًا من أجل مواجهة الفساد والاستبداد، وشهدت مصر مشهدًا رائعًا لثورة درست فيما بعد للعالم أجمع. ■ هل تعرض الرئيس الراحل أنور السادات للظلم بعد وفاته؟ - السادات، تعرض للظلم مرات عديدة سواء فى عهد الرئيس الإخوانى محمد مرسى بعد أن كرم قتلته، أو فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، الذى بخسه حقه فى حرب أكتوبر 1973، وتناسى تاريخه النضالى الطويل، إلا أن الرئيس السيسى أنصف السادات وأعاد له هيبته، من خلال دعوة زوجته جيهان إلى حضور الاحتفالات الرسمية، كما أنه كلما تحدث فى مناسبة وطنية يذكر اسم السادات، وأبرز الإنجازات التى قام بها. ■ هل أخطأ الرئيس السادات بتعيين مبارك نائبًا له؟ - لا يمكننا قول ذلك، لكن السادات كان يمتلك وجهة نظر خاصة، فى اختيار جيل الحرب من أجل تسليمه جزءًا من حقوقه، وأعتبر أن دورهم ونجاحهم فى الحرب يؤهلهم للنجاح فى قيادة البلاد، فالرئيس الراحل كان حسن النية إلى حد كبير. ■ ماذا عن الاتهامات التى وجهت للرئيس الأسبق مبارك بالتورط فى قتل السادات؟ - لا أستطيع أن أجزم بشيء لا أمتلك عليه دليلًا، فمن يتهم مبارك بالتورط فى قتل شقيقى عليه أن يقدم دليلًا وبرهانًا قويًا على ذلك، أما غير ذلك فهو كلام مُرسل. ■ ماذا عن كواليس حياة الرئيس قبل معركة أكتوبر؟ - الرئيس الراحل كان شديد التوتر والقلق، ولم يذق طعم النوم لفترات طويلة وكان شديد العصبية، ولم يكن يشغل باله سوى تحرير الأرض، وهو ما حدث بالفعل، كما أنه مر بحالة سيئة حين علم بنبأ استشهاد شقيقه عاطف السادات، وتمنى أن ينول الشهادة مثله، حتى نالها بعد ثمانية أعوام فى الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر. ■ كيف تابعتِ مشهد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات؟ - تعودنا كأسرة أن نذهب سويًا يوم السادس من أكتوبر من كل عام، للاحتفال بذكرى العبور والاستماع لخطبة الرئيس السادات، من داخل قبر شقيقى الراحل الرائد عاطف السادات، وحينها قمنا بوضع تليفزيون داخل المقبرة، بعد أن وضعنا الورود على قبر الشهيد، وحينها فوجئنا بمشهد السيارات وهى تتوقف ويتم إطلاق النيران على المنصة أصابنا الذعر، وتوجهنا جميعًا إلى مستشفى المعادى العسكرى، ووجدنا الرئيس وقد فارق الحياة. ■ ماذا عن علاقة الرئيس السادات بالكاتب الصحفى حسنين هيكل؟ - هيكل كان من أقرب الشخصيات إلى السادات، ولكن بعد وفاة الرئيس، اتضح لنا مدى كذب وزيف هيكل، بعد أن تجنى على الرئيس فى أكذوبة كتاب خريف الغضب، وادعى فيه هيكل بأن والدتنا كانت عبدة، كما أنه عرف عنه التلون مع جميع الأنظمة، ويدعى معرفة كل شيء وبواطن الأمور ساهم فى تضليل وتزييف الحقائق، وهدم روح المصريين، بعد أن ادعى أن عبور قناة السويس مستحيل، وثبت فيما بعد عكس ذلك، وقبلها كان قريبًا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم انقلب عليه بعد نكسة 1967، كما كان وثيق الصلة بالسفارة الأمريكية، وحصل منهم على العديد من المعلومات، إلا أنه دائمًا ما يقدم معلومات خاطئة، بدليل أنه صاحب أكذوبة أن الرئيس الأسبق مبارك يمتلك 70 مليار دولار فى الخارج، فهو يمارس الإعلام كسبوبة يتكسب من ورائها، ويتاجر بالأكاذيب فى الفضائيات. ■ ما طبيعة علاقتك بالسيدة جيهان السادات؟ - زوجة شقيقى وتمثل شقيقة كبرى لنا جميعًا، ودائمة السؤال علينا من حين إلى آخر، فنحن أسرة مترابطة إلى أقصى درجة. ■ وماذا عن ذكرياتك مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟ - كان بمثابة أخ كبير، أذهب إليه عند احتياجى أى شيء، وساعدنى كثيرًا فى العمل فى الصحافة، وكان زعيمًا بمعنى الكلمة. ■ ماذا عن حال المؤسسات الصحفية فى الفترة الحالية؟ - المؤسسات الصحفية وبالتحديد القومية تعانى حالة فقر وتدهور شديد، من حيث عدم وجود رواتب أو كوادر صحفية، ما يستلزم نظرة من قبل الرئيس إلى حال الجماعة الصحفية.