أكد وزير الخارجية الصينى وانغ يى اليوم الثلاثاء، أن محادثات السلام هى افضل طريق لاستعادة السلام والهدوء فى افغانستان . وقال خلال مؤتمر صحفى عقده عقب لقائه بنظيره الافغانى صلاح الدين رباني ان التوصل الى السلام فى افغانستان شئ هام وأساسى بالنسبة لتحقيق سلام واستقرار المنطقة، مشيرا الى انه لهذا فإن الصين ترغب فى تقوية الاتصالات مع روسيا وايران والهند والدول الاقليمية الاخرى للتنسيق بشأن المساهمة فى تقدم عملية المصالحة الافغانية. وتعهد بأن تستمر بلاده فى القيام بدور الوسيط والراعى لعملية السلام فى افغانستان، منوها بالدور الهام الذى تلعبه كلا من باكستان والولايات المتحدة فى الدفع قدما بمفاوضات السلام الافغانية. ومن جانبه دعا ربانى الذى يقوم بزيارة حالية الى بكين، جماعة طالبان للقدوم الى طاولة المفاوضات، معربا عن ايمانه بأن المشكلة الافغانية يمكن حلها فقط من خلال التفاوض والسلام وليس من خلال الحل العسكرى. وقال وانغ خلال المؤتمر ان بلاده ستساهم فى اعادة البناء فى افغانستان وخاصة فى إنشاء المناطق السكنية وتدريب الكوادر وتحسين الظروف الحياتية للشعب الافغانى. ورحب بالموقف الايجابى لافغانستان ازاء مبادرة "حزام وطريق الحرير"، مشيرا الى ان بلاده ستساعد افغانستان فى التخطيط لإقامة بنيتها التحتية كما كشف عن اتفاق الجانبين على تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الارهاب. كانت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ أمدت أنس على أهمية الزيارة الرسمية التى يقوم بها وزير خارجية افغانستان للصين بدءا من اليوم الاثنين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ورسم مسار العلاقات بينهما خلال العام الجارى. وقالت هوا ان زيارة ربانى التى تأتى بناء على دعوة من نظيره الصيني هى الاولى بالنسبة له للصين منذ ان تقلد منصبه كوزير للخارجية كما انها أول زيارة رفيعة المستوى بين البلدين هذا العام. وكان المتحدث باسم الوزارة هونغ لى قال فى تصريحات ادلى بها يوم الاربعاء الماضى عند اعلانه نبأ زيارة ربانى الى بكين انه سيلتقى خلالها بالقادة الصينيين، معربا عن امله فى ان يستطيع الطرفان، خلال رحلته التى تستمر لمدة ثلاثة أيام، تطبيق التوافق الذي توصل إليه قادة البلدين ووضع خطة مستقبلية لتعزيز العلاقات الثنائية ودعم التعاون الاقتصادى والتجارى والأمنى والثقافى وزيادة التنسيق تجاه القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. جدير بالذكر ان الصين كانت اشادت الاسبوع قبل الماضى بنتيجة الجلسة الاولى للحوار الرباعى حول تحريك عملية السلام فى افغانستان وخاصة ما جاء على لسان الجميع من تأكيدات بشأن الحاجة لاجراء محادثات مباشرة بين الحكومة الافغانية وجماعة طالبان لتحقيق السلام الدائم والاستقرار فى البلاد وفى المنطقة بأسرها. ونوه المتحدث بإسم الخارجية الصينية وقتها بالتوافق بين الاطراف الاربعة -افغانستانوباكستان والولايات المتحدةوالصين- المشاركين فى الحوار على اهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الوزارى الخامس لآلية اسطنبول الخاصة بأفغانستان والذى عقد فى العام الماضى. كما جدد هونج التأكيد على حرص الصين على دعم الجهود الرامية الى استئناف محادثات السلام فى افغانستان، وقال ان بلاده مستعدة لتساهم مع جميع الاطراف الاخرى ذات الصلة فى مساندة عملية السلام الافغانية القائمة على حماية السيادة الافغانية واحترام وتفهم اى مخاوف قد يعبر عنها اى طرف من الاطراف المشاركة فى المحادثات. وشدد على مساندة بلاده لاى عملية مصالحة تنبع من أفغانستان ويقودها الافغانيون أنفسهم، معربا عن استعدادها لمواصلة القيام بدور بناء والحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع جميع الاطراف فى هذا الصدد. وكانت الصين أعربت فى اواخر ديسمبر الماضى عن ترحيبها بالجهود المبذولة من جارتيها باكستانوأفغانستان لتحسين العلاقات فيما بينهما. وقد عبر عن هذا المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ فى تصريح صحفى تعليقا على اتفاق البلدين على عقد الجولة الاولى للحوار بينهما بالاشتراك مع الصين والولايات المتحدة لوضع خارطة طريق شاملة نحو السلام. وقال لو ان هذه الخطوة ستؤدى الى "إحياء عملية المصالحة فى افغانستان فضلا عن انها ستسهم فى الاستقرار الاقليمى". وأضاف ان الصين منفتحة على أي اقتراحات قد تدعم وتعزز جهود السلام والمصالحة في أفغانستان.