أحمد نبيل العريني يكتب: متاهات الوهم العاطفي

أحيانًا كل اللي بيشدّنا للطرف التاني «إحساسه» أو «شكله الخارجي»، أوقات كتير بنتجاهل فكرة إن الحب «جوهر» قبل ما يكون «مظهر»، حبك للخيال العاطفي بيجبرك إنَّك تتوه في متاهات الوهم العاطفي، لدرجة إنّ «قلبك» إتعوّد يسيب مشاعره ليك عشان إنتَ تجبره ع الجري ورا أي حاجة وأي حد شكله حلو، أو إحساسه حلو، بقينا بنجري ورا حاجات تافهة ونعلِّم قلوبنا تفضل متعلَّقة بحاجات مالهاش لازمة، عشان بس «مشاعرنا» بقت ضعيفة وسهلة، مشاعرنا بقت عبارة عن خيط ضعيف جدًّا سهل تقطعه أو تقص منه حتّة؛ فبقينا عبارة عن حتت كتيرة بعيد عن بعض، وصعب نجمعهم من تاني.
كل حاجة حلوة بتبهر، وكل حاجة متزوّقة من برَّة بتشدّ أكتر، بلاش تكونوا «أدوات» لغيركم، وتعلَّقوا قلوبكم بناس سهل تسيب بسهولة، أصعب إحساس ممكن تعيشه، إنَّك تكون معلَّق قلبك بحد مش حاسس بيك أصلًا، وكل هَمُه إنَّك تجري وراه، مايفرقش معاه إنَّك توقع وتتوجع وتنجرح، الجرح في زمانّا أسهل بكتير من القتل؛ فبقينا بنجرح ونوجع أكتر ما نقتِل ونعذِب، المفروض أصلًا نعلَّم قلوبنا إزاي تتوجع وإزاي تتعوّد ع الوجع، ونعلمها إزاي تتعايش وسط عالم سهل قوي بالنسباله إنَّك تبكي ودموعك تنزل بشكل يومي، الهدف من كل حاجة حواليك إنَّك تاخد بالك كويس من نَفسك وماتستناش حد يطبطبْ عليك، ماتآمنش يا صاحبي لأي حد يقولك «بحبَك» عشان مش كلهم صادقين.
عارف؟!
ساعات كتير بنشوف ناس حلوة قوي من برّة وجوّة لكن لما نقرّب منهم بنكتشف إن إحساسنا كان غلط من البداية، ودبسنا في ناس لا فاهمة «الحب» ولا قادرة تتفهم الشخص اللي قدامها، وإحساسها مجرد «كدبة» بتمثلها كل يوم عشان تشدّ كل الناس ليها، فيه ناس بتصطنع إنها جميلة وفاهمة كل حاجة عشان كل الناس تفضل تجري وراها، ذكاءهم أحيانًا بيكونوا غبي وأوقات كتير، مشاعرهم بتمنعهم من التفكير بشكل واقعي وحقيقي؛ فبيسيبوا نفسهم لمتاهات الوهم العاطفي عشان تقتل الحلو اللي فيهم، ويتحولوا من ناس «جميلة» ل ناس «فارغة» ومن كتر الفراغ اللي جواهم قلوبهم بقت بتمنَع «الحب» يسكنهم، الحقيقة: كلنا عبيد لكلمة حلوة بس لو جت من الشخص المناسب، كلنا بنستنى اللي يداوي ويطيّب وعمرنا ما حاولنا نكون «أصغر» من سقف أحلام قلوبنا، بس الحقيقة المُرّة إن العالم اللي إحنا فيه عايش جواه ناس بتستصعب كل حاجة وبتوجع وهي مش واحدة بالها؛ فخُد بالك من قلبك وماتديهوش لأي حد يخبَّط عليه.