شارك عشرات السوريين، اليوم الجمعة، في وقفة احتجاجية بمدينة السلام في محافظة القنيطرة جنوبي غرب البلاد، تنديدًا بالاعتداءات المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق المواطنين وممتلكاتهم في المنطقة. نظم الوقفة تجمع "سوريون مع فلسطين" وأبناء محافظة القنيطرة، ورفع المشاركون فيها لافتات وشعارات تؤكد رفضهم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا". وذكرت الوكالة أن المحتجين استنكروا سياسة التوغلات وإطلاق النار وأعمال التجريف التي تستهدف الأراضي الزراعية والبنى التحتية، وما تسببه من حالة خوف وعدم استقرار بين الأهالي. ونقلت عن عضو تجمع "سوريون مع فلسطين" هانية الأبرش، أن "الوقفة جاءت للتأكيد على التضامن الكامل مع أهالي محافظة القنيطرة، ورفض التوغلات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي". وشددت الأبرش، على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي انتهاك يمس سيادتها. من جانبه، أوضح مختار بلدة خان أرنبة، يوسف جريدة، أن الوقفة "تأتي احتجاجا على الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على أراضي محافظة القنيطرة". وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف تلك الانتهاكات، "لا سيما عمليات تجريف الأراضي، واعتقال المدنيين، والتوغلات المستمرة، إضافة إلى قتل المواشي"، وفق المصدر ذاته. ومنذ فترة وبوتيرة شبه يومية، تتوغل قوات إسرائيلية في الجنوب السوري، ولا سيما بالقنيطرة، وتنفذ اعتقالات وتنصب حواجز وتدمر غابات، ما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد تل أبيب. ورغم أن الحكومة السورية لا تشكل تهديدا لتل أبيب، إلا أن الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري. وتتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، لكن سوريا تشترط أولا عودة الأوضاع على الخريطة إلى "ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر 2024". ومنذ 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية. وبعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974، واحتلت المنطقة السورية العازلة. ويقول السوريون، إن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يحد من قدرتهم على استعادة الاستقرار، ويعرقل الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات بهدف تحسين الواقع الاقتصادي.