عن مؤسسة "رهف" للنشر والتوزيع، صدر للكاتب الصحفي محمد شعت، كتابه الأول "الحج الشيعي إلى مصر"، والذي يكشف خلاله عن مخططات إيران من أجل نشر التشيع في مصر عبر التغلغل بين الصوفية والبسطاء المحبين لآل البيت فيما عرفه المؤلف ب"مشروع العتبات المقدسة"، ليقدّم أول اشتباك حقيقي مع مخططات إيران العملية وظلالها الواقعية، وأول توثيق وافٍ لتحركاتها الملتبسة والخالطة بين الديني والسياسي والاقتصادي. ويؤسّس الكاتب مؤلفه الصادم للقارئ في عنوانه "الحج الشيعي إلى مصر" والذي يطرحه تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين، بمبحث ذي طابع توثيقي وتأريخي وتحليلي أيضًا، ليكشف عن عمق التأثر بين التوسّل الصوفي وعلاقته بمفهوم "الحج الشيعي" أو نشر مذهب التشيع، بما يحمله من إشارات إلى حالة الاستقطاب السياسي بين مركز التشيّع وقيادته الروحية في "قم" بإيران، ومصر باعتبارها أبرز مركز سني في العالم الإسلامي بوجود الأزهر الشريف. ويتضمن الكتاب ستة فصول ومقدمة عبارة عن توطئة قصيرة ومركّزة، كشف خلالها العلاقة بين الدولة المصرية والشيعة، وتبدّلاتها وفق إيقاع الأحداث ما بين فترات الاستقرار السياسي وتماسك النظام الحاكم، والأحداث التي شهدتها ثورة الخامس والعشرين من يناير، وفضح دوائر العمل الشيعية وأسرارها الحركية. وفي الفصل الثاني يكشف محمد شعت بصنعة الباحث المستقصي خريطة الشيعة في مصر من خلال محور الأشراف ثم في أوساط الصوفية، علاوة على استغلال الإعلام الحزبي والمستقل. وفي عنوان فرعي يفرد الباحث مبحثا عن مصادر التمويل الشيعية التي تأتي من الدولة الإيرانية، وذلك من خلال القضية الشهيرة "55 تشيع"، بهدف نشر المذهب في 4 محافظات مصرية. وتحت عنوان " مشاريع الشيعة في مصر" كشف الباحث محمد شعت عن إستراتيجية التشيع الناعم التي تبنتها إيران، من خلال عدة مشروعات وصفوها بالقومية، وحاولوا إقناع نظام مبارك بتنفيذها تحت غطاء السياحة الدينية، وفتح الباب أمام شيعة إيران والعراق لزيارة مصر، وذلك عبر مشروع "مسار آل البيت" الذي يهدف إلى تشجير مسار آل البيت والعائلة المقدسة في محاولة منها للسيطرة على مليون فدان بسيناء. وفي فصل مستقل يكشف الباحث عن أساليب التشيع الناعم والتي بدأت ب"الإعلام" من خلال القنوات الفضائية التي تعتبر أهم آليات التغلغل الشيعي داخل المجتمع المصري، خاصة بعد انتشار الفضائيات الشيعية بشكل ملفت واختراقها لكل منزل مستهدفا عقول البسطاء والأطفال، من خلال 34 قناة شيعية تبشيرية موزعة ما بين قنوات للأطفال، قنوات إخبارية وحوارية، قنوات اقتصادية وتعليمية، قنوات فنية وتراثية، هذا إلى جانب اختراقها للصحف وتجنيد الصحفيين، إضافة إلى مشروع تأهيل مراجع للشيعة وإعداد كوادر علمية لنشر علوم المذهب في مصر. وفي فصلين متتابعين، يدخل كاتب "الحج الشيعي إلى مصر" مساحة من التحقيق والكشف لمناط الخلاف بين المحمول الفكري للشيعة وجانب واسع من جوانب العقلية المصرية، عبر رصد المآخذ الفكرية والفقهية والشرعية للسلفين بشأن المذهب الشيعي ومرجعياته وطروحاته الضاربة في مفصليات الفكر الديني وتاريخه البشري، ومن خلال عدد من قادة الدعوة السلفية ووجهاء الدعاة السلفيين، ولم يكتف الباحث بذلك بل أورد رد الشيعة على كل ذلك ابتغاء إقامة مناظرة حية وفاعلة وجدلية بينهما. وفي فصل " التقارب الإخواني الشيعي " يكشف الكاتب عن برامجاتية جماعة الإخوان، خلال مرحلتين، هما: إبان وجودهم في المعارضة، ثم اعتلاء كرسي الحكم في مصر، مستعرضًا سيناريو التقارب الإخواني الشيعي بدءًا من حسن البنا وحتى محمد مرسي، ليفضح رمادية التأسيس الفكري والمرجعيات الفقهية والروحية لجماعة الإخوان منذ مؤسس الجماعة الأول حسن البنا وحتى مهدي عاكف، مرورًا بعمر التلمساني وسيد قطب، كاشفا عن حصول الجماعة على دعم سياسي ومالي من الدولة الفارسية بغية العمل على تثبيت أركان الحكم الإخواني في مصر، والذي اعتبرته مراجع "قم" وآيات الله انتصارًا للثورة الإسلامية الإيرانية.