“,” البوابة نيوز“,” ترصد معاناة القطاع السياحي في جنوب مصر معابد ا لأ قصر تحولت إلى مدن أشباح.. وفنادق أسوان تغلق أبوابها وتشرد العمالة نصيف: إغلاق 12 فندقًا ومنتجعًا.. وتسريح مئات الموظفين المدربين عجمي: استقبلنا 600 سائح في الموسم بدلاً من 5 آلاف يوميًّا قبل الثورة أهالي النوبة: لا سياحة إلا بعد القضاء على الإخوان.. والكساد أدى لتفشي السرقة والمراكب تحولت لمقاهٍ شعبية بازارات الأقصر: غلق 300 محل وتسريح 5 آلاف عامل.. والحناطير تبحث عن “,”لقمة عيش“,” للأطفال فنادق خاوية ومحلات مغلقة وعمالة مدربة راحت تقضي يومها في لعب الطاولة والجلوس على المقهى، وملايين الدولارات تم حجبها عن خزائن المحافظات. وأطفال مشردون يبحثون عن لقمة عيش، هكذا أصبح الحال في أغنى وأجمل مدن العالم، الأقصروأسوان، اللتين فقدتا أقل معاني الجمال والزينة، واختفت منهما السياحة لتصبح أثارهما أطلالا ومنتجعاتهما مدنا تسكنها الأشباح . “,” البوابة نيوز“,” كانت في جولة خاصة لرصد حالة السياحة والاقتصاد بأقدم مدن العالم وشوارعها، في أسوانوالأقصر، وتابعت البوابة نيوز حالة الكساد والفقر والمعيشة الصعبة التي يعيشها أهالي المدينتين الذين يعتمدون بشكل كامل على السياحة لإيجاد لقمة العيش، بينما ترك عمال البازارات والمحال السياحية عملهم واتجهوا للعمل في المقاهي الشعبية والميكروباصات والتوك توك، بينما أغلقت أغلب الفنادق أبوابها تماماً وشردت العاملين بها مثل فنادق إيزيس الشهيرة في الأقصروأسوان، بينما تصل الإشغالات في أفضل حالاتها بكتراكت أسوان وشيراتون الأقصر- أكبر فنادق المدينتين- من 2% إلى 5 %. . أسوان.. خزينة أسرار الفرعون في بداية جولتنا بأسوان، وعلى ضفاف النيل الساحر الذي اكتظ بالمراكب والبواخر والفنادق العائمة الخاوية، وحولها العمالة التي تعاني حالة من الفقر والإحباط غير مسبوقة، التقت البوابة نيوز نادر نصيف نائب رئيس غرفة الفنادق بأسوان، الذي أكد أن أغلب فنادق أسوان بمختلف المستويات قد أغلقت أبوابها، لعدم قدرتها على مواصلة العمل، وأول من اتخذ هذا القرار الصعب كان فندق جزيرة إيزيس ذو الخمس نجوم الذي طلب من أغلب عامليه ترك العمل، ومن القليل الحصول على إجازة بدون مرتب لمدة 15 يومًا من كل شهر، وأضاف أن الغرفة تحاول إقناع تلك الفنادق بعدم غلق الأبواب وتسريح العمالة انتظارا لنتائج حملة الغرفة بالتسويق لأسوان في بورصة لندن وعدد من المناسبات الدولية في القريب العاجل، رغم علم الغرفة بأن نزيف الخسائر في الفنادق والمنشآ ت السياحية تخطى كل الحدود . ومن جانبه قال ملاك قيصر مدير عام أحد الفنادق بأسوان، إن الإشغالات السياحية منذ 25 يناير من عام 2011 وفي أفضل حالاتها لم تتعد 5%، وعقب الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو وحتى الآن لا يوجد سائح أجنبي واحد لدى 95% من فنادق أسوان، موضحًاً أن أسوان لديها 4 فنادق فقط بمستوى الخمس نجوم، وفندق واحد بمستوى 4 نجوم، وذلك ما يظهر سريعًا حركة الانشغالات السياحية ويلحق بها خسائر لا حصر لها إذا ما توقفت حركة السياحة كما هو الحال الآن . وأضاف قيصر، أن أكبر الفنادق في أسوان والمصنفة خمس نجوم، قررت منح عامليها إجازة لمدة 15 يومًا من كل شهر، بينما أغلق آخر أبوابه تمامًا وفشلت محاولات اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان في إثناء الفندق عن قراره، علاوة على أن ما يقرب من 12 فندقًا بمستوى الثلاث والأربع نجوم أغلقت أبوابها تمامًا رافضة الاستمرار في العمل لوقف نزيف الخسائر التي لحقت بهم . وطالب قيصر محافظ أسوان الجديد بمساندة القطاع، موضحًا أن حالة من التفاؤل سادت الوسط السياحي عقب تولي اللواء مصطفي يسري للمحافظة، غير أن الحكومة زادت من تعنتها مع المنشآت السياحية في فترة الأزمة عقب 30 يونيو رافضةً تأجيل سداد رسوم المرافق والتأمينات الاجتماعية، ومنح أصحاب المنشآت قروضَا، كما أعلن هشام زعزوع وزير السياحة من قبل، فقد وضعت جميع البنوك تحذيرا لفروعها من التعامل مع أي مستثمر بالقطاع السياحي لارتفاع نسبة المخاطر به . أما عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، فقال: إن المرشدين السياحيين بأسوان عانوا كثيرا عقب اندلاع الثورة الأم في يناير 2011، وكانوا من أكثر القطاعات تأثرًا من توقف الحركة السياحية تمامًا في أسوان، واستمرار التظاهرات الغاضبة التي تبث الرعب في نفوس السائحين، ما أثر على 1100 مرشد يعمل بأسوان . وأضاف صابر أن وزارة السياحة كانت قد سددت مبلغ 10 ملايين جنيه لصندوق دعم المرشدين السياحيين بنقابتهم، غير أنها حددت أوجه الإنفاق في الحالات الإنسانية الحرجة والقصوى، وهو ما عجزت معه النقابة عن دعم كل المرشدين فيما تستمر محاولات المجلس للحفاظ على المرشدين ودعمهم خلال الفترة العصيبة التي يمر بها القطاع، وطالب صابر بربط جوي بين مطاري أسوان والغردقة، وكذا بمطار مرسى علم ومطار شرم الشيخ، بما يخدم السياحة في أسوان التي تعاني لعدم وجود خطوط طيران مشتركة لها مع المدن السياحية الأخرى . صراع البقاء وبنبرة حزينة تغلفها مشاعر الإحباط واليأس، وحياة معيشية قاسية تحولت من الثراء إلى الفقر، تحدث أهالي أسوان إلى البوابة نيوز، وقال حسن محمد صاحب أحد المراكب النيلية بأسوان، إن المدينة تعاني كسادًا لم تشهده من قبل، وإن توقف الحركة السياحية عقب 25 يناير 2011 أطاح بالعديد من العاملين في القطاع بداية من موظفي الفنادق ونهاية بأصحاب المراكب والتاكسي والبائعين، ما زاد مؤشر البطالة بشكل يصعب تداركه، مضيفًا أن المحافظة اتخذت بعض الخطوات التي من شأنها تعطيل عمل المراكب ووقف الحركة السياحية، ومنها منع سير المراكب بعد الخامسة مساءً، وغلق أكثر من مزار سياحي كان يجذب السائحين، منها المتحف الذهبي ومقبرة النبلاء ومقبرة أغا خان، وذلك بداعي التطوير رغم إغلاقها لأكثر من 5 سنوات دون سبب واضح . أما الحاج مجدي محمد أحد أهالي النوبة، فقال إن الحركة السياحية بالمحافظة توقفت تمامًا وخلفت شبابا عاطلا تحول أغلبه ل“,”حرامي“,” وتفشت السرقة والبلطجة في قرى النوبة وأسوان بشكل عام، فضلا عن قيام أصحاب المراكب ببيع المواتير والمعدات خوفًا من سرقتها ولإيجاد لقمة عيش لأطفالهم بما أن السياحة قد توقفت تمامًا. وأشار إلى أن وزارة السياحة كانت قد وعدت بصرف إعانات عاجلة للعاملين بالقطاع في أسوانوالأقصر، غير أنها منحت الدعم للأخيرة ولم تمنحه لأسوان ما زاد من معاناتها، موضحًا أن 4 قرى نوبية يعيش بها ما يزيد عن 200 ألف مواطن تعرضوا للتشرد والفقر المدقع على مدار 3 سنوات منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث تمثل السياحة بالنسبة لهم مصدر الرزق الوحيد، وأضاف أن القرية النوبية استقبلت سائحين ألمان كانا يعملان بأسوان من قبل، ومنذ دخولهما المنزل كانا دائما يسألان الحاج مجدي “,”هل سيأتي أشخاص لقتلنا؟!.. هل ستحدث اضطرابات الآن حول منزلنا؟!“,”، وعرف النوبيون من تلك الأسئلة حالة الرعب التي تنتاب الأجانب تجاه مصر، مشيرا إلى أنه لا سياحة في مصر إلا بعد القضاء على الإخوان المسلمين . الأقصر.. معاناة مهد الحضارات تحول قصر الفرعون الكبير ومؤسساته الشامخة عبر آلاف السنين، وبيوت عائلاته الأثرية العملاقة إلى جزر مهجورة تفتقد الزوار والنظافة والعمالة، فقال عنها ثروت عجمي، رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر، إنه في الوقت الذي من المفترض أن تستقبل فيه الأقصر 5 آلاف سائح يوميًا، تستقبل 600 سائح فقط منذ بداية الموسم الشتوي وحتى الآن، وذلك على الرغم من مجهودات كبيرة تقوم بها الوزارة والغرفة لرفع حظر السفر الأجنبي، وإعادة الحركة السياحية، وأكد أن الحملات الدعائية مستمرة في الخارج، وأن الغرفة لديها أمل في ثبات حجوزات نوفمبر وديسمبر، وكشف عن محاولات حثيثة لإعادة تشغيل طيران الشارتر الذي يربط الأقصر بدول العالم بشكل مباشر مع تسويق محافظة الأقصر خارجيًا، ما يسهم في إعادة الحركة السياحية . أما صلاح الحريف أقدم ملاك البازارات بالسوق السياحية القديم بالأقصر، فقد أكد أن أغلب المحال بالسوق أغلقت أبوابها لوقف نزيف الخسائر وهربا من مسئولية مرتبات العمالة والضرائب والمرافق والإيجارات، كما لجأ أصحاب وعمال المحال المفتوحة إلى قضاء يومهم بلعب الطاولة وتدخين الشيشة في الوقت الذي كان فيه البازار قبل الثورة يحتاج لستة أفراد على الأقل كعمالة لتغطية الكثافة السياحية، موضحًا أن ما يقرب من 5 آلاف عامل تم تسريحهم و300 محل أغلق أبوابه وملايين الجنيهات خسائر شهرية، وأضاف الحريف أن الأسواق السياحية بالأقصر فقدت الكثير من العمالة المدربة القادرة على التواصل مع مختلف الجنسيات والتعامل بأسلوب رشيق مع السائح وأصبحت الغالبية للعمالة غير المدربة لأنها أرخص ثمنًا . ومن البازارات إلى الحناطير، معشوقة الألمان واليابانيين والهولنديين، حيث قال محمد خليفة صاحب أحد الحناطير على كورنيش الأقصر، إن مهنته تتعرض لحالة قاسية لم تعشها من قبل، وإن المحافظة تلقت دعمًا من وزارة السياحة بلغ 3 ملايين جنيه لتعويض العمالة والحناطير، غير أن المحافظة رفضت صرف التعويضات المادية، وقالت إنها سوف تصرف كرتونة سلع أساسية وحبوبا لا طعام الحصان لكل سائق، ويرى خليفة أنه تعويض غير كاف، ولا يمكن المعيش به حيث يحتاج الحصان للتبن والبرسيم إلى جانب الحبوب كما يحتاج المنزل لمصاريف إضافية بخلاف كرتونة السلع الأساسية . Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA