افتتح السفير مجدى عامر سفير مصر لدى الصين، اليوم الجمعة، معرضا كبيرا للرسومات واللوحات الزيتية والأعمال الفنية المختلفة، أقيم بمقر السفارة في بكين بالتعاون مع مجموعة من الرسامين والفنانين الصينيين من محبى مصر والثقافة المصرية. وحيا السفير - في كلمة خلال المناسبة - الحضور، متمنيا للجميع عاما سعيدا، معربا عن أمله في أن يجلب هذا العام معه السعادة والازدهار لشعبى البلدين الصديقين خاصة وانه سيستهل برحلة مرتقبة للقاهرة من الرئيس الصينى شى جين بينغ والتي ستكون أول زيارة دولة له لمصر، فضلا عن أن هذا العام سيتم خلاله الاحتفال بمرور 60 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كما أنه سيكون عاما للثقافة المصرية في الصين والصينية في مصر. ونوه بما يتم الإعداد له حاليا من أنشطة ثنائية كثيرة على المستويين (الشعبي والرسمي)، حيث سيتم إقامة فعاليات للعام الثقافي في الكثير من المدن والمحافظات المصرية والصينية بهدف زيادة التفاهم والتقارب بين ثقافتي وتقاليد البلدين والشعبين. وتحدث عن توقعاته الكبيرة بالنسبة للدور الذي ستقوم به مصر في تنفيذ مبادرة الرئيس الصيني الخاصة بإنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين كونها إحدى المحطات المحورية المهمة على طريق الحرير بفضل ما حباها الله به من موقع جغرافي يربط بين الشرق والغرب وبين آسيا وأفريقيا. وقال إن معرض اليوم هو عبارة عن خليط من الأعمال الفنية والتشكيلية المختلفة، حيث إنه يوجد معرض للوحات الزيتية ومعرض للمشغولات الفنية إضافة إلى العرض الفني والغنائي القصير اليى يتم تقديمه على هامش المعرض، واشاد بمهارة وموهبة الرسامين الصينيين الذين قاموا برسم لوحاتهم الجميلة لمصر. وقال الدكتور حسين إبراهيم، المستشار الثقافى المصرى ورئيس مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع للسفارة المصرية في بكين - في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في الصين - إن نا يوان، نائبة الأمين العام لجمعية الكومنويلث وهى جمعية عقيلات السفراء للدول المتحدثة باللغة الانجليزية كانت المسئولة من الجانب الصينى عن إقامة هذا الحدث. واشاد بنشاطها في التبادل الثقافى على مستوى الجمعيات الأهلية والمدنية، مشيرا إلى انها فضلا عن هذا فهى رسامة مشهورة هي واختها وهما من ضمن الرسامين المساهمين في لوحات المعرض الذي بدأت فكرته أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين حيث أرادت أن تقدم له هدية بشكل مخصوص فرسمت له لوحة زيتية كبيرة الحجم وهى نفس اللوحة التي وضعت في الاحتفال بانتصارات السادس من أكتوبر، التي كان أقامها مكتب الدفاع المصري التابع للسفارة في بكين. وقال إنه "من هنا تولدت فكرة قيام رسامين صينيين بعمل لوحات زيتية عن مصر ليتم عرضها في معرض في إطار فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى". وأضاف أنه وعند القيام بالتحضيرات للمعرض جاءت فكرة إضافة انواع أخرى من المعروضات منها لوحات البردى المصرية ومنتجات فنية مصنوعة من النحاس والصدف والفضة.وتولدت كذلك فكرة إبداع جديدة وهى استخدام ورق البردى المصرى لرسم رسومات صينية بمواد زيتية صينية...ونحن في مرحلة التجريب حاليا وتم بالفعل تنفيذ بعض اللوحات بهذا الشكل واذا نجحت الفكرة سيكون لدى مصر استخدام مختلف لاوراق البردى.. وربما نستحدث سلعة جديدة تباع وتشترى للسائحين الصينيين الذين يذهبون إلى مصر. وقالت الفنانة نا يوان إنها هي وأختها ومجموعة مكونة من 14 من الفنانين الصينين المشهورين شاركوا في رسم هذه اللوحات، حيث تم البدء في عملها منذ عدة شهور ماضية، وقالت إن المكتب الثقافي قام بالتواصل مع الجانب الصينى طوال تلك الفترة، وقالت إن اللوحات مستوحاة من صور لأماكن تاريخية وللأماكن الشعبية والمعالم المصرية. كما قالت إنها قامت بعمل رسومات في سنوات سابقة عن مصر بالتعاون مع زوجة السفير المصرى السابق في بكين نعمان جلال وهى فنانة تشكيلية معروفة، وهنا قال دكتور حسين إن السيدة كوثر زوجة السفير السابق استضافتها السفارة المصرية منذ اشهر قليلة عندما زارت الصين وشاركت في بينالى بكين السادس للفن مع مجموعة من الفنانين التشكيليين المصريين حيث قدموا 16 لوحة عن مصر وكان هذا حدثا كبيرا شارك فيه 350 فنان من 89 دولة. من جانب آخر، ألقت هدى جاد الله، المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية في بكين، الضوء على المعرض فقالت أنه يوجد به الكثير من المعروضات المصرية يبلغ عددها أكثر من 200 قطعة فنية تتراوح بين أوراق البردي والتماثيل الفرعونية والفضيات الإسلامية والخزفية هذا إضافة إلى 60 لوحة رسمت بأيدى الفنانين الصينيين وهذا العدد بالذات مقصود لأنه يرمز للذكرى الستين لاقامة العلاقات المصرية الصينية. وأشارت إلى أن كل لوحة من اللوحات تعبر عن جانب من الجوانب الجمالية والسياحية في مصر فهناك لوحات للنيل واخرى للفلاحة المصرية والمعابد والأماكن التاريخية والشوارع القديمة التي تعكس الاصالة والعراقة والحضارة المصرية. وقالت إنه بمناسبة العام الثقافى المصرى الصينى، فإنه من المقرر أن يكون هناك أكثر من اربعين فعالية على مدى عام 2016 يتم عقدها على التوازى في مصر والصين...وهذا العدد قابل للزيادة بناء على التنسيق بين وزارتى الثقافة بكلا البلدين. وقد قام السفير على هامش المعرض بتوزيع شهادات تقدير على 36 من الفنانين الصينيين كما قام كذلك بتكريم المصرية امل كامل، نائبة سكرتير جمعية التبادلات الصينية المصرية ومنسقة جمعية طريق الحرير مع الدول العربية، باعتبارها أحد عناصر الجالية المصرية النشطة في خدمة العلاقات المصرية الصينية. وتقول أمل - التي تجيد الصينية وتتحدثها بطلاقة - إنها شاركت في التنسيق لهذا المعرض بين الجانبين الصينى والمصرى والذي تمت الترتيبات له مع المكتب الثقافى المصرى وزوجة نائب السفير المصرى في بكين، كما أنها ساهمت - كذلك - في التنسيق لعدد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية الاخرى المتعلقة بمصر. وقد اجتذب المعرض العديد من الحضور من أبناء الجالية المصرية والدارسين المصريين بالجامعات الصينية والعديد من ممثلى وسائل الإعلام المختلفة في الصين، حيث كانت قاعات السفارة مكتظة بهم وشارك في حفل الافتتاح عدد من المسئولين الصينيين والدبلوماسيين العرب يتقدمهم سفير الجامعة العربية في الصين السفير غانم الشبلى.