عُرفتْ الكنيسة القبطية باستنارتها الداخلية وريادتها، وبأنها أم وَلَودْ ومن أبكارها التى أخذها عنها العالم كله الحياة الرهبانية هذه التى كانت بديلا عن الاستشهاد بعد عصر الأمبراطور دقلديانوس فتمخضت بالرهبنة وأهدت روحانيتها وفكرها للعالم . أيضا أنجبت قديسين عظام أثروا العالم ببساطتهم وتقواهم وأيضا بعلمهم فشهد لهم العالم بسبْقهم وقداستهم، وأنجبت الرهبنة القبطية أيضا النساك والمتوحدين كالأنبا بولا أول السواح والأنبا أنطونيوس أب رهبان كل العالم هذا الذى قادنا وسلّمنا الزى الرهبانى الذى تسلمه من الملائكة والصلاة والعمل، والأنبا باخوميوس صاحب قوانين الشركة الرهبانية وفى البداية عاش الرهبان داخل الصحراء ( نساك فى مغاير منفرده ) ثم مجتمعين حول أبيهم الروحى ومرشدهم فى منشوبيات أو قلالى منفردة، ثم داخل الأديرة وأيضا من المعروف أن بعض النساك والمسيحيين استخدموا بعض من المقابر والمعابد الفرعونية للسكنى بها أو العبادة، وذلك لخلوها من المتعبدين بها من الوثنيين، وقاموا ببعض التعديلات المعمارية المناسبة لاحتياجاتهم ، كبناء كنيسة للصلاة بها أو دير للرهبنة دون الازالة أو المساس بأصل هذه المعابد. وبالرغم من الأنفتاح على الأديرة فى هذا العصر الحديث وقيام الكثير من محبى الحياة الرهبانية بزيارة الأديرة إلا أن الكثير أيضا لم تتح له الفرصة بزيارة أغلب الأديرة القبطية والتعرف عليها، وذلك إما لاقامته خارج القطر المصرى أو لبعد المسافات ، فهناك العديد من الأديرة القبطية بمحافظة قنا ومحافظة أسوان والمحافظات الأخرى يمكن أن يستمتع بها الزائر عند زيارتها لكنها غير مشهورة ، لذلك قام بعض من رهبان دير السيدة العذراء بالمحرق، وبمباركة مصباح الرهبنة نيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير بتصوير بعض من هذه الأديرة القبطية وأيضا لأثارنا القبطية لمحاولة التواصل بين الماضى والحاضر ولإلقاء الضوء على هذه الصروح الثمينة.