عقب الهجوم الذي وقع، مطلع الأسبوع الجاري، على السفارة السعودية في إيران، يبدو أن طهران لم تتعلم من سابق الأحداث التي تعرضت لها، فهى مدانة بأكثر من حادث يدينها تاريخيًا ودوليًا. وتمتلك إيران سجلًا حافلًا بإرهابها لدول الجوار منذ القدم، ولها سلسلة من الاعتداءات على السفارات والدبلوماسيين على أراضيها على مرأى ومسمع الجميع. إحراق السفارة السعودية 2016 كانت آخر الأحداث منذ أيام، فمساء السبت الماضي قام عدد من المتظاهرين بإلقاء قنابل مما أدى إلى اشتعال النيران بمبنى السفارة السعودية، ورشق المتظاهرون مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة. كما حدثت أيضًا عمليات تدمير ونهب وعبث بمحتويات مقر السفارة عقب اقتحامه، وأظهرت صورًا فيما بعد الشرطة في كامل عتادها لمكافحة الشغب، وتتولى حراسة المبنى في الوقت الذي قام فيه رجال الإطفاء بإطفاء النيران التي اندلعت بالمبنى. قذف السفارة المصرية بالبيض في 2009 في عام 2009 قام المتظاهرون من الطلبة في إيران بالتظاهر أمام مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، احتجاجًا على ما اعتبره المتظاهرون تعاونًا مصريًا مع "إسرائيل"، وأدانت مصر الحادث بشدة وقتها واستدعت الخارجية القائم بالأعمال الإيراني، وأبلغه احتجاج مصر واستياءها من قيام بعض الدوائر الإيرانية من ترتيب مظاهرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية لمصر في طهران. تحطيم السفارة البريطانية 2011 في عام 2011 قام عدد من المتظاهرين باقتحام السفارة البريطانية في طهران، وحطموا النوافذ وأضرموا النار في سيارة وحرقوا العلم البريطاني، وجاء الاعتداء بعد إعلان لندن عقوبات على طهران بسبب نشاطها النووي. الاعتداء على السفارة الفرنسية في عام 2006 في 12 فبراير عام 2006، تجمع مئات الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في طهران، احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للرسول في الصحف الغربية، ورشق المتظاهرون مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة والحجارة، وحاولوا اقتحام حرم السفارة لكن قوات الأمن منعتهم. احتلال السفارة الأمريكية فى 1979 قامت مجموعات الباسيج الطلابية في إيران باقتحام مبنى السفارة الأمريكية في في عام 1979، وقاموا باحتجاز نحو 53 دبلوماسيا أمريكيا رهائن، لأكثر من 444 يومًا، وخلالها حاولت السلطات الأمريكية إطلاق سراحهم عسكريًا أكثر من مرة إلا أنها لم تنجح، فكان الحل هو التفاوض، وقد اتهم محمود أحمدى نجاد الرئيس الإيراني بكونه أحد الطلبة المنفذين للهجوم، وهو ما أنكره نجاد. قتل الدبلوماسيين الروس فى 1988 في عام 1988 قامت الجماهير في إيران بالهجوم على البعثة الدبلوماسية الروسية في طهران وقاموا بالتمثيل الدبلوماسي والكاتب الروسي الشهير ألكسندر جريبوييدوف وقتلوه لاتهامه بالتهتك الأخلاقي، وقد اضطر هذا الحادث الشاه الفارسي إلى أن يرسل مع ابنه إلى القيصر الروسي نيقولاي الأول فدية عن قتل السفير الروسي حجرًا كريما خرافيا من الألماس حجمه 90 قيراطا، ووزنه 18 جراما، وطوله 3 سنتمترات، ولايزال محفوظا في متحف الكرملين. اقتحام السفارة السعودية عام 1987 الاعتداء الذي وقع على السفارة السعودية في طهران ليس الأول ففى عام 1987، وبعد وقوع أحداث شغب إيرانية في موسم الحج، هاجمت مجموعات إيرانية مقر سفارة المملكة في طهران وقامت باحتلالها واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها، واعتدى أيضا مهاجمون على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن النزهة، وبعد توجهه إلى المستشفى للعلاج، اقتادته قوات الحرس الثورى واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.