أعلنت وزارة الداخلية السعودية، صباح اليوم السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصًا أدينوا بتهم إرهابية بينهم فارس الشويل ونمر النمر، حيث وجهت لهم تهم باستهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية والسعي لضرب الاقتصاد الوطني والإضرار بمكانة السعودية وعلاقتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة. ووفق البيان: "صدقت الأحكام من قِبل محكمة الاستئناف المختصة وكذلك من المحكمة العليا، كما صدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا وصدق من مرجعه بحق الجناة المذكورين". واستعرض بيان الداخلية السعودية عشرات العمليات الإرهابية للمنفذ فيهم حكم الإعدام، ومن بينهم نمر باقر النمر، الذي كانت المحكمة الجزائية قد أكدت، في مارس 2015، على حكم إعدامه، بعد إدانته ب"إشعال الفتنة الطائفية" و"الخروج على ولي الأمر". ولكن مَن هو نمر النمر الذي تسبب في هذه الأزمة؟ ولد نمر باقر النمر عام 1959 في مدينة العوامية بمحافظة القطيف، شرق السعودية، ذات الأغلبية الشيعية، التي تهاجم الأسرة السعودية الحاكمة. ويعتبر نمر النمر من أكبر قادة الشيعة في السعودية، والذي أثارت خطاباته التي هاجم فيها الأسرة المالكة جدلًا واسعًا، ترتب عليها اعتقاله ثلاث مرات في 2006 و2008 و2009، قبل أن يتم اعتقاله في عام 2012 بتهمة إثارة الفتنة ضد النظام الحاكم، وذلك خلال المظاهرات التي شهدتها المملكة على خطى الربيع العربي في هذا العام، وفي أكتوبر 2014، وأدانت محكمة سعودية "النمر" بالإعدام والذي نفذ صبيحة اليوم 2 يناير 2016. ويعتبر النمر من أشد الشيوخ الشيعة السعوديين والخليجيين المقربين إلى إيران، حيث أنه هاجر إلى طهران عام 1980 لاستكمال دراسته، لكنه ظل هناك إلى ما يقرب إلى 10 سنوات، قبيل توجهه إلى سوريا. - تهديدات بانفصال القطيف والإحساء: كان النمر من أشد المناوئين للحكومة السعودية، وقد أطلق العديد من التصريحات والتهديدات ضد النظام السعودية، كان أخطرها في مارس 2009، حيث وجّه انتقادات عنيفة للحكومة بسبب أحداث البقيع، وهدد خلالها بانفصال القطيف والإحساء وجعلهما دولة شيعية مع البحرين، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله والإفراج عنه في نفس العام. وجّه النمر انتقادات لاذعة للحكومة بسبب رفضها إسناد مناصب عسكرية وإدارية قيادية في الدولة للشيعة في البلاد، وذلك لشكوك السعودية بأنهم يعملون لصالح دول خارجية خاصة إيران. - علاقته القوية بإيران لاقى "النمر" شهرة واسعة في السعودية وبين الطبقة السياسية بأنه محمي من إيران، وأن السلطة لا تريد أن تتعامل معه حتى لا تزيد الفجوة مع إيران، وذلك قبل ثورات الربيع العربي، لكن بعد انطلاقة هذه الثورات وشن النمر لتظاهرات عنيفة في السعودية ضد الأسرة الحاكمة، قامت السلطات باعتقاله، وحكم عليه بالاعدام. نقلت صحيفة الاقتصادية السعودية عن عمدة جزيرة تاروت التابعة للقطيف عبدالحليم آل كيدار قبل الربيع العربي، قوله إن أيادي الدولة على النمر بيضاء.. وأشار آل كيدار إلى أن "ثلاثة من أبنائه (أبناء النمر) يدرسون على حساب الدولة ومدرجين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن زوجته تعمل في جوازات المنطقة الشرقية وتمَّ نقلها من جسر الملك فهد إلى جوازات الدمام مراعاة لظروف تنقلاته". وخلال اعتقاله في يوليو 2012، قال المتحدث باسم الشرطة السعودية، اللواء منصور بن سلطان التركي أن النمر حاول ومن معه مقاومة رجال الأمن وأطلق النار واصطدم بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، وهو ما دفع قوات الأمن للرد عليه واعتقاله بعد إصابته في فخذه، وقد تسبب هذا الاعتقال في اشتباكات جديدة، حيث سبق وأن قال النمر: "أنا على يقين أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعًا للحراك". ويرى الكثير من الخبراء أن رجل الدين الشيعي نمر النمر، الذي أعدم السبت، اعتاد على تقديم نفسه كرجل دين مسالم، غير أنه كان يحرض على العنف ويسعى إلى زعزعة الاستقرار في المملكة، موضحين أن النمر أظهر مرارًا الولاء لإيران وأيد سعيها لبسط نفوذها في المنطقة، رغم أنه سعودي ومن المفترض أن يدافع عن مواقف بلاده ضد الخصوم. كانت إيران قد هددت مرارًا وتكرارًا السعودية بالرد إذا ما أقدمت على إعدام النمر، الأمر الذي يعكس العلاقة القوية التي تجمع رجل الدين الشيعي مع طهران.