نفت الباحثة الآثارية سلفانا جورج عطا الله والحاصلة على ماجستير تاريخ وسيط في دراسة أثرية لها تحت عنوان (دور البابا ليو الكبير في تطوير الكنيسة الرومانية وعلاقاتها الخارجية في القرن الخامس الميلادى) أفكار الكنيسة الكاثوليكية بأن القديس بطرس مؤسس الكنيسة الرومانية وتوضح أنه فيما يتعلق بكون القديس بطرس الرسول هو الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة الرومانية فالمقصود بهذا الإشارة إلى إيمانه بالسيد المسيح عليه السلام وهو إيمان باقى الرسل نفسه وليس أنه مؤسس كنيسة روما كما تدعى الكنيسة الكاثوليكية. ومن جانبه يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان والمتخصص في الآثار المسيحية والإسلامية والحاصل على الماجستير في الآثار المسيحية بسيناء والدكتوراه في الآثار المسيحية والإسلامية كما أشارت الدراسة أن القديس بطرس الرسول هو أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر وقد استعمل السيد المسيح لفظ (بطرس) في قوله أنت بطرس وذلك ثلاث مرات في ثلاثة مواضع بالإنجيل وكلمة بطرس لا تعنى الصخرة كما يقول الكاثوليك بل هي كيفا في السريانية التي معناها حجرويحتل مركزًا بارزًا في أناجيل العهد الجديد وأعمال الرسل ووفق عقائد الكنيسة الكاثوليكية أن بطرس بعد تبشيره في أنطاكية لمدة سبع سنوات ذهب إلى روما وأستشهد هناك في عهد الإمبراطور نيرون عام 67م ويضيف د. ريحان في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" اليوم، طبقًا للدراسة إن العالم الكاثوليكى بأسره ( الممتد أساسًا في غرب أوروبا حاليًا) يؤمن بأن القديس بطرس هو مؤسس كنيسة روما مستندًا في ذلك الفكر على كلمة السيد المسيح له} على هذه الصخرة إبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولًا في السموات { وكذلك قول السيد المسيح لبطرس{ارع خرافى} فأعطاه بهذا عصا الرعاية العليا للشعب المسيحى في أرجاء المسكونة على حسب المعتقد الكاثوليكى وعلى هذا الأساس بُنيت النظرية البطرسية التي تبنتها البابوية بروما منذ القرون الميلادية الأولى وأسس عليها فكر البابوية الكاثوليكية وسياستها في القرون التالية وأصبحت هذه الآية ميثاق ذلك الفكر وكذلك الحل والربط للبابوية فيما بعد فوجدت الكنيسة الغربية في جمع شملها وتركيز إدارتها تحت زعامة البابوية خير وسيلة لتحقيق رغبتها في السمو والسيادة العالمية ويتابع د. ريحان من خلال الدراسة أن البابا المستقر في روما أصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية ومصدر ولايتها ومشرع قوانينها ونظمها ومُعلم أتباعها المعصوم من الخطأ حتى عده المعاصرون ملك الملوك وأمير الأمراء فأصبحت البابوية رأس الجهاز السياسي والدينى في أوروبا بالعصور الوسطى وأن الميثاق الإنجيلى الذي تمسكت به الكنيسة الرومانية لإعلاء سلطانها على الكنيسة العالمية كان ضد أقوال السيد المسيح حيث قامت أولًا بإدعائها حقًا من حقوق السيد المسيح وحده لرئاسته الكنيسة المسكونية ونسبت تلك الرئاسة إلى نفسها ثم ادعت باختصاص القديس بطرس بسلطان الحل والربط ومن ثم فخلفاؤه لهم السلطان والمكانة نفسهما وحدهم وهو ما نفاه إنجيل متى الذي أعلن إعطاء هذا الحق لجميع الرسل وخلفائهم وقد دفع روما وأساقفتها إلى تلك الإدعاءات تمسكهم بتفوق روما العاصمة القديمة للإمبراطورية الرومانية والحفاظ على مجدها بالرغم من إنكارهم لذلك وإرجاع تفوقهم وعظمة مقر كرسيهم إلى تسلسلهم بوصفهم خلفاء لبطرس الرسول تلك الذريعة التي استندوا إليها في تمييز كرسيهم بداية من أوائل القرن الخامس الميلادى ويشير د. ريحان لتأكيد الباحثة أن القديس بطرس الرسول لم يغادر اليهودية والسامرة في فلسطين حتى مجمع أورشليم الكنسى الذي انعقد عام 50م ومن المعروف أن القديس بولس وصل إلى روما عام 61م حسبما يذكر لنا سفر الأعمال ويتضح منه أنه حتى هذا التاريخ لم يكن بطرس الرسول قد وصل إلى روما في الوقت الذي أقام فيه القديس بولس الرسول سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه في روما يعظ ويبشر من يستطيع من شعبها ولم يشر فيها إلى وجود القديس بطرس وفى إطار ما ذكر من شواهد إنجيلية وكتابات المؤرخون الكنسيون يتضح أن القديس بطرس الرسول زار روما قبل استشهاده بفترة قصيرة للقضاء على بدعة سمعان الساحر وأنه التقى هناك ببولس الرسول ورسم أول أسقف لروما وهو لينوس ( 67-76م ) ولم يكن هو مؤسس الكنيسة الرومانية إلا أن آباء الكنيسة الرومانية بثوا ادعاءتهم بثًا شاع وساد بين الناس أن القديس بطرس هو مؤسس الكنيسة الرومانية ومكث بها أسقفًا نحو خمسة وعشرين عامًا من 42 إلى67م ولم يكن هذا إلا محاولة من الكنيسة الكاثوليكية لتثبيت سلطتها العليا على سائر الكنائس من خلال المفهوم البطرسى لتقنين سلطانها الذي نسبته بغير شرعية رسولية لنفسها.