تحتفل قرية لونكافيتا الرومانية بعيد الميلاد بطريقة مختلفة عن باقي العالم، حيث يتنكر الشبان في ملابس غريبة مصنوعة من جلود الأغنام ويضعون على وجوههم أقنعة مخيفة، ويهدفون من وراء ذلك إلى "طرد الأرواح الشريرة"، -كما يعتقدون-. ويتجمع الشبان في مجموعات يضم كل منها نحو عشرين شخصا متنقلين من منزل إلى آخر ومؤدين أغنيات ورقصات تمتزج فيها التقاليد المسيحية بالوثنية، حيث تترسخ في ثقافتهم أنها تجعل الإنسان يخاطب القوة الإلهية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المختصة في علم الوثنيات دوينا إيسفانوني "أناشيد ميلادية كثيرة رائجة في جنوب أوروبا هي مزيج بين طقوس قديمة لعبادة الشمس وترانيم مسيحية" للإعلان عن ميلاد السيد المسيح، وتضيف أن عن طريقها "الإنسان يخاطب القوة الإلهية على أمل أن تسهم هذه الطقوس في تطهير أسرته، وتكون صلاته من أجل حياة أفضل مستجابة". وقد صمد هذا التقليد المتوارث عبر الأجيال إبان حقبة النظام الشيوعي، عندما كانت شخصية سانتا كلوز "ممنوعة" في رومانيا، لكنه شارف على الزوال في التسعينات قبل إحيائه من جانب جيورجي تراندافير، وهو مدرس محلي متحمس لهذه الممارسات، يؤكد"وقعت في حب هذا التقليد منذ طفولتي. وعندما رأيت أنه بات مهددا بالاندثار، بدأنا بتصنيع أزياء وأقنعة وأجراس لإعطائها للأطفال" وأضاف "عمري 60 عامًا، أيامي المتبقية ليست بكثيرة، لكن يجب عدم السماح بتاتًا بزوال هذا التقليد، هذا أجمل ما في لونكافيتا"، لافتًا إلى أن هذه الطقوس تجذب عددًا كبيرًا من السياح إلى القرية.