كشف سياسي عراقي بارز أن إيران قامت بسحب وحدات من قوات الحرس الثوري الموجودة في سوريا إلى العراق، بعد تفاقم الخلاف مع الجانب الروسي الذي بات يسيطر على مجريات الأمور هناك. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم السبت، عن السياسي المطلع الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو موقعه، أن روسيا تريد أن تكون الساحة السورية لها وحدها، وإن إيران باتت تشعر بالتراجع في سوريا، لذلك فإنها سوف ترمي ثقلها في العراق من خلال سحب أعداد كبيرة من الحرس الثوري إلى هنا. وأشار إلى إنه "بعد اغتيال سمير القنطار من قبل إسرائيل، تكشفت أمور كثيرة، خاصة على صعيد العلاقة الروسية - الإيرانية، وتأكد أن مصلحة إسرائيل أهم بالنسبة لروسيا من إيرانوسوريا، وهو ما بات ينعكس على التحالف الرباعي الذي أنشئ أخيرا بين الدول الأربع". وأضاف المصدر العراقي أن "إيران باتت تشعر بالتحجيم من قبل روسيا، لا سيما في سوريا، وإنها (أي روسيا) تريد أن تكون هي الحلف، وإيران تابعا وليس شريكا، حتى على صعيد المفاوضات مع الأميركيين وغيرهم فإن روسيا هي من تفاوض باسم التحالف". وذكرت الصحيفة أن الصراع الخفي بين موسكو وطهران في سوريا يبدون أنه أخذ يظهر إلى العلن شيئا فشيئا. وقلّص الدور العسكري الروسي النفوذ الإيراني إلى حد كبير وجعله ثانويا. وقد ظهر ذلك جليا بعد تقليص الدور السياسي لطهران في كل المفاوضات السياسية التي تبحث أفق حلّ الأزمة السورية، لا سيما ما يتعلّق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد. وكشف السياسي العراقي لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "موافقة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على دخول قوات خاصة أميركية وصمت الأطراف الرئيسية في الحشد الشعبي والفصائل المسلحة لا سيما تلك الأكثر ارتباطا في إيران إنما هو بمثابة نهاية للتحالف الرباعي"، الذي تم الإعلان عنه قبل شهور بقيادة روسيا ومشاركة العراقوسورياوإيران. وقال السياسي المطلع إن "القوات الخاصة التي أدخلت إلى العراق أو التي سوف تدخل مستقبلا إنما تشبه تلك القوات التي قامت بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، ومن المؤمل أن تتولى مهام أساسية على صعيد الحرب على الإرهاب". وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أعلن الأربعاء الماضي موافقة العراق على نشر قوات أميركية خاصة لقطع إمدادات داعش المقبلة من سوريا.