ترتبط الاحتفالات بأعياد الميلاد وبداية السنة الميلادية الجديدة حول العالم بشجرة أرز لبنانية قوية، ذات شكل هرمى متطلع إلى السماء «شجرة الكريسماس»، التى عادة ما يتم تزيينها قبل العيد بعدة أيام، ولا توجد لهذه الشجرة أى إشارة فى قصة ميلاد السيد المسيح فى الإنجيل. ويقال إن الفكرة بدأت فى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية، وأنه فى عام 727 أو 722م، زار القديس بونيفاسيوس تلك القبائل لكى يبشرهم بالله، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية للاه «ثور»، فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم، وأخبرهم عن أن الإله الحى هو إله السلام والرفق والمحبة الذى جاء ليخلص لا ليهلك، وقطع تلك الشجرة ورأى نبتة شجرة التنوب، التى تتبع تلك الفصيلة الصنوبرية وتصغرها فى الحجم فقطعها ونقلها إلى أحد المنازل ثم زينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزًا لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح. وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم تناقلت العادة لبقية المناطق، وهناك رواية أخرى، ترجع إلى الملكة إيزيس التى كانت تبحث عن زوجها أوزوريس ووجدته على شواطئ لبنان. فقامت «عشترت» ملكة لبنان بإهدائها تابوت أوزوريس، وقد أحاطت به شجرة وظهرت هذه الشجرة فى أعياد الرومان، ثم فى عيد الميلاد، وأصبحت إحدى أكثر تقاليد عيد الميلاد انتشارًا وضع شجرة «سرو» داخل البيت وتزيينها.