«روضة علمية تعلّم الناس وتثقفهم، وإذا أنرت عقلا واحدا فكأنك أنرت عقول العالم». فى أقصى بقاع مصر فى صعايدة دشنا بمحافظة قنا أقام الشيخ محمد عبدالقادر روضة علمية فى أرضه باسم ابنه الذى توفى شابا؛ وعندما سئل عن الهدف من إنشائها قال «روضة علمية تعلّم الناس وتثقفهم، وإذا أنرت عقلا واحدا فكأنك أنرت عقول العالم» بهذه البساطة والتلقائية لخص هذا الصوفى العالِم العامِل كل ما قاله التنويريون تنظيرا لكى يطبقه عمليا، وسط الصعيد «الجُوّاني» كان يبحث عن جُوّانيّة الروح ليخلصها من حيوانية النفس التى أفسدت فِطرتها وأعْلَت فُجورها وأَقْصَتْ تقواها. فتحتْ هذه الروضةُ أبوابها لشباب دشنا رجالا ونساءً فجاء الجميع ينهلون من محاضرات الأدب والفن والثقافة؛ يحضر الشيخ معهم مُستمعا ومُشجعا؛ وفى المجتمع اتخذ طريقه مصلحا بين الناس فى بِشر وحزمٍ معًا؛ جعل من روضته تنويرا ثقافيا حقيقيا تطور الأمر إلى ورش إبداعية فنّية. رأيت النسوة الصعيديات وبخاصة الفتيات يتعلمن ويتدربن ويتثقفن، وأنشأ للأطفال ركنا تثقيفيا ، ينفق من ماله دون أن يطلب الشيخ ميزانيةً من أحد. كان صوفيا تقيا معلّما فى تؤدة، وحكيما دون غموض، وأبا فى رحمة، فى الأسبوع الماضى رحل عنا الشيخ محمد عبدالقادر تاركا محبة فى القلب وشوقا إلى اللقيا، يمضى وهو يردّد منظومة الإمام الدردير فى أسماء الله الحسنى: مميتٌ أمِتْنى مُسلمًا ومُوحّدا وشرِّفْ بِذا قدْرى كما أنتَ ربُّنا موظف بالأحوال يعدل الأحوال فى مجالس الجامعات تصدر قرارات تغيير أسماء بعض الطلاب لأن حامليها لا يطيقونها وهذا حقٌّ لهم ولذا يذهبون إلى المحاكم التى تصدر قرارها بالتغيير فيأخذه الطالب إلى الجامعة لتنفيذه قبل التخرّج ، لكن ما لفت نظرى أن بعضهم يطلبون تغيير أسمائهم لأن كاتب الأحوال كتب أسماءهم خطأ لأنه لا يجيد الكتابة وخطه لا يُقرأ ولذا فإنى أوافق على ما أرسله لى الدكتور محمد سيد محمد من اقتراح جميل أحييه عليه وآمل تحققه . يقول «يشكو الكثير من الناس وبخاصة الأميين منهم بوجود خطأ كتابى فى أسمائهم فى أوراقهم الشخصية مثل : بطاقات الرقم القومى «شهادات الميلاد» القيد العائلى ... وغيرها فيدخل المواطن فى دائرة الروتين الإدارى كل موظف يحتاج إلى إثبات حتى لا يتحمل المسئولية ويتهم بالتزوير فيقع تحت طائلة القانون فيضطر المواطن إلى تحمل مشقات خطأ كتابى لا يدرى من أتى به إليه ولا ذنب له فيه . ويرجع هذا الخطأ برمته أثناء كتابة المولود بعد ولادته حيث نجد المختص بكتابة المواليد لا يكترث بالكتابة الصحيحة للاسم فنجد مثلا يكتب اسم مثل: ( شيبة الحمد) يكتبها (شيبت الحمد) بالتاء المفتوحة.وكذلك أسماء مثل:» (عبدالله ، عبدالاهى) (سناء ، ثناء) (عصر ، عسر) (أسمى ، أسمة)» وغيرها الكثير تكتب فى شهادات الميلاد بحرف يختلف عن كتابته فى بطاقة الرقم القومى . ومن الملاحظ عدم الاهتمام بكتابة الهمزة فى بداية الأسماء مثل :» احمد ابراهيم اية «وغيرها حتى تنقيط التاء المربوطة لا يلقى إليه بالا. فلماذا لا يكون هناك قاموس لغوى للمتشابهات من الأسماء والصحيح منها ولماذا لا يكون هناك برتوكول تعاون بين مجمع اللغة العربية وبين وزارة الداخلية ممثلة فى مصلحة الأحوال المدنية بتعيين المختصين من خريجى كليات اللغة العربية وأقسامها فى مثل هذه الوظائف؟ فقد حكى لى أحد الأشخاص أن اسمه أصبح « مهود» بدلا من «ممدوح» . ويستمر مسلسل التصويب مع الأولاد والأحفاد. قارئ الأخبار الأول محمد عبده حمدان (القُصير) اسمٌ يعرفه قُراء صحيفة الأخبار الغراء قرأته مُعلقا وكاتبا ومضيفا ومقترحا اقتراحات مفيدة، تعرفتُ عليه من صحيفة الأخبار رغم أنه ينتمى أصلا لعائلة عريقة بمدينة قفط المجاورة لقريتى العويضات، كنت أقرأ آراءه بالصحيفة بإعجاب كبير، تهاتفنا كثيرا معلقا على يومياتى مضيفا وناقدا فى لغة أديب؛ عندما ذهبتُ إلى القصير مُسلما عليه استقبلنى فى بيته بترحاب كبير وكرم لا أنساه، تحاورنا كثيرا وما دار فى ذهنى أنه اللقاء الأخير، رحمه الله تعالى. فى النهايات تتجلى البدايات الوقوف على أطلال أوروبا - جوته تسبيحةُ الغربِ للرب أقصوصةٌ من نسيج التصوف حين يمتاح صوتك ما قد تبقى من القول تأتى القصيدة نافضةً شعرَها، أنتَ زمَّلتَها إنه الشعر يمشى بأسواق صمت الحروف. ويبتاع ذاك الذى لن يكون! حرفُك الآن أغنيةٌ من ظمأْ والسحابُ الذى كان قد زارنا غاضبٌ فاكتب الآن ما قد يكون من الشعر يقرأ الناس أحزانهم فى مراياك أو يُبعث الناس فى الأحرف الشاعرة!! -بِتهوفن واقفٌ أنت كالصمت والسحاب استراح على معطفك - برهةً.. وتدلَّتْ مناقيرُه نحونا واقفٌ أنت كالهمس والعصافير قد حلقت حول تمثالك، فوق أكتافك حطَّتْ حزنها. وشدت لحنك ، علَّ أن تسمعه! قطرة . قطرة، واستراح المطرْ -بِرِشْت جالسٌ تتساءل فى قاعة العرض عما سيأتي؟ حين يقرأ ذاك الممثل صكَّ السكون - يعترينا الأرق حين تنفلت اللحظة الكاشفة أنت تصرخ ، يصطادك الوقت ينبعث الآن صوتك بين الثنايا تعرفه « الجوقة « ترقص .، تأمرها بالسكونْ، والستار احترقْ !!