ما الذي جعل رسول الله »صلي الله عليه وسلم» ينطق »ألم» في سورة البقرة بأسماء الحروف، وينطقها في سورتي الشرح والفيل بمسميات الحروف لابد أن رسول الله »صلي الله عليه وسلم» سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام إليه هكذا. إذن: فالقرآن أصله السماع لا يجوز أن تقرأه إلا بعد أن تسمعه. بدأت سورة البقرة بقوله تعالي: »الم (1)».. وهذه الحروف حروف مقطعة ومعني مقطعة أن كل حرف ينطق بمفرده. لأن الحروف لها أسماء ولها مسميات.. فالناس حين يتكلمون ينطقون بمسمي الحرف وليس باسمه.. فعندما تقول كتب تنطق بمسميات الحروف. فإذا أردت أن تنطق بأسمائها. تقول كاف وتاء وباء.. ولا يمكن أن ينطق بأسماء الحروف إلا من تعلم ودرس، أما ذلك الذي لم يتعلم فقد ينطق بمسميات الحروف ولكنه لا ينطق بأسمائها. فرسول الله »صلي الله عليه وسلم» كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف. فإذا جاء ونطق بأسماء الحروف يكون هذا إعجازاً من الله سبحانه وتعالي.. بأن هذا القرآن موحي به إلي محمد »صلي الله عليه وسلم».. ولو أن رسول الله »صلي الله عليه وسلم» درس وتعلم لكان شيئا عاديا أن ينطق بأسماء الحروف. ولكن تعالَ إلي أي أمي لم يتعلم.. إنه يستطيع أن ينطق بمسميات الحروف.. يقول الكتاب وكوب.. وغير ذلك.. فإذا طلبت منه أن ينطق بأسماء الحروف فإنه لا يستطيع أن يقول لك. إن كلمة كتاب مكونة من الكاف والتاء والألف والباء.. وتكون هذه الحروف دالة علي صدق رسول الله »صلي الله عليه وسلم» في البلاغ عن ربه. وأن هذا القرآن موحي به من الله سبحانه وتعالي. ونجد في فواتح السور التي تبدأ بأسماء الحروف. تنطق الحروف بأسمائها وتجد الكلمة نفسها في آية أخري تنطق بمسمياتها. فألم في أول سورة البقرة نطقتها بأسماء الحروف ألف لام ميم. بينما تنطقها بمسميات الحروف في شرح السورة في قوله تعالي: »أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» »الشرح: 1» وفي سورة الفيل في قوله تعالي: »أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل» »الفيل: 1» ما الذي جعل رسول الله »صلي الله عليه وسلم».. ينطق »الم» في سورة البقرة بأسماء الحروف.. وينطقها في سورتي الشرح والفيل بمسميات الحروف. لابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام إليه هكذا. إذن فالقرآن أصله السماع لا يجوز أن تقرأه إلا بعد أن تسمعه.. لتعرف أن هذه تُقرأ ألف لام ميم والثانية تقرأ ألم.. مع أن الكتابة واحدة في الاثنين.. ولذلك لابد أن تستمع إلي فقيه يقرأ القرآن قبل أن تتلوه.. والذي يتعب الناس أنهم لم يجلسوا إلي فقيه ولا استمعوا إلي قارئ.. ثم بعد ذلك يريدون أن يقرأوا القرآن كأي كتاب. نقول لا.. القرآن له تميز خاص.. إنه ليس كأي كتاب تقرؤه.. لأنه مرة يأتي باسم الحرف. ومرة يأتي بمسميات الحرف. وأنت لا يمكن أن تعرف هذا إلا إذا استمعت لقارئ يقرأ القرآن. والقرآن مبني علي الوصل دائما وليس علي الوقف، فإذا قرأت في آخر سورة يونس مثلا: »وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين.. 109» لا تجد النون عليها سكون بل تجد عليها فتحة، موصولة بقول الله سبحانه وتعالي بسم الله الرحمن الرحيم. في بداية السورة التي بعدها ولو كانت غير موصولة لوجدت عليها سكونا. اذن فكل آيات القرآن الكريم مبنية علي الوصل.. ما عدا فواتح السور المكونة من حروف فهي مبنية علي الوقف.. فلا تقرأ في أول سورة البقرة: »الم» والميم عليها ضمة. بل تقرأ ألفا عليها سكون ولاما عليها سكون وميما عليها سكون. اذن كل حرف منفرد بوقف. مع أن الوقف لا يوجد في ختام السور ولا في القرآن الكريم كله.