تراكم التجارب المؤلمة مع العدو الصهيونى والعم سام على مدى تاريخ الصراع العربى الصهيونى فى الغدر بالوفاء بالعهود هو ما جعلنى اكتب قبل اسبوعين عن تمثيلية «مخاصمك» بين ترامب ونتنياهو قبل جولته بالمنطقة. فى نفس وقت هذا الخصام، اشتد القصف الاسرائيلى على غزة وزاد عدد الشهداء عن ألف شهيد. دون اى وقف لاطلاق النار فقط ادخال أقل القليل من المساعدات لغزة التى لا تسد جوعا ولا تداوى جريحا ثم حظرها مرة اخرى. الخناقة الوهمية بين ترامب ونتنياهو تذكر الجميع - كما كتبت - بنشالين ارادا سرقة اكبر عدد من الطيبين فانتهزوا فرصة تدخل هؤلاء لفض الخناقة فتم نشلهم جميعا، وهو ما يكشف عن نوع جديد من المكر السياسى اسميته «دبلوماسية النشل». وبعد أن عاد ترامب من الجولة عاود الاتصال بنتنياهو، ولم يحصل العرب على اى تعهد امريكى بإجبار اسرائيل على انهاء الحرب وادخال المساعدات. لقد انتقلنا من مبدأ «الارض مقابل السلام» الى «الارض مقابل الارض» ثم «السلام مقابل السلام» حتى وصلنا الى «لا أرض ولا سلام». ليت الإبادة اقتصرت على غزة، فالمستوطنون بالضفة الغربية أحرقوا الفلسطينيين احياء فى سلفيت مؤخرا، ولا حول ولا قوة الا بالله.