سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حقائق حول "عروسة المولد" وعلاقتها بالفلكلور الشعبي المصري.. "منصور": عادة مُستحدثة منذ أيام الفاطميين لاستمالة المسلمين.. "الكسباني": مصر أول دولة تنتجها منذ الفراعنة لارتباطها ب"إيزيس"
مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي، تتجلى العديد من المظاهر، للاحتفال به، والتي توارثت عبر الأزمنة المختلفة، إجلالًا لذكرى مولد الرسول الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم»، والتي تحتفي به مختلف الشعوب الإسلامية، ولأن مصر من أوائل الدول التي احتفلت بذكري المولد النبوي، والتي تم بها ابتداع عروسة المولد، نسلط الضوء عليها، ومعرفة ذلك المظهر، الذي اجتاز العالم، لتقلده باقي الشعوب الأخرى، خلال احتفالاتها المتنوعة. شكل عروسة المولد: وكانت «عروسة المولد»، في بداية الأمر، تصنع على شكل قالب من الحلوي، التي كانت تزين ويتم تجميلها بأشكال وألوان مختلفة لتعطي مظهرًا جذابًا، وكان يوضع بجانبها دائمًا حصان أو جمل، مما كان يجعل هناك إقبالًا كبيرًا عليها، في تلك الفترة من الزمن، التي لم يكن هناك طفرة في الصناعة كما تشهده في يومنا الحاضر. كما اختلف الروايات حول تفاصيل صنع حلاوة المولد، فهناك من قال إن حلاوة المولد دخلت مصر في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، حينما قام صانع الحلوى، بصنع قالب حلوي، على شكل عروسة، كناية إلى زوجة الحاكم بأمر الله، التي خرجت معه بأحد المواكب في يوم المولد. وتتنوع أشكال عروسة المولد، فهناك من الصناع من يجعلها تضع يدها على خصرها، وتارة أخرى نجد نوعًا آخر يحمل زهور أو ورد خاص وغيرها من الأشكال التي يختار من بينها المواطنين. ويبدأ البائعون، ومصانع العرائس، في عرض المنتجات قبل بداية المولد النبوي، والتي يتجه فيه البائعين إلى بيعها جملة وقطاعي أيضًا وبأسعار متفاوتة في متناول الجميع، وعلي حسب طريقة تصنيع كل عروسة. عروسة المولد النبوي والفلكلور الشعبي المصري: ومع مرور الوقت انقرضت عروسة المولد المصنوعة من الحلاوة؛ بسبب الوعي الصحي والتقدم العلمي الذي أكتشف أن عروسة الحلاوة يوجد بها مركبات غذائية ضارة تؤثر على الصحة، فحل محلهما العرائس المصنوعة من البلاستيك، والتي تزين، وتشكل بمختلف الأشكال التي تضفي طابعًا جميلًا فائقًا جذابًا، كما يتم كسوتها بالأقمشة المختلفة ذات اللون الأبيض. من جانبه أكد الدكتور عاطف منصور، عميد كلية الآثار بجامعة الفيوم، أن كل ما يتعلق بالاحتفالات بالمولد النبوي من حلوي المولد وعروسة المولد وحصان المولد، إنما هي في الأصل عادات مستحدثة من الدولة الفاطمية، حيث كان الفاطميون ينتهزون المناسبات الدينية والعامة لاستمالة المسلمين، فكانوا يقومون بإعداد الولائم، أثناء المولد النبوي، فحدثوا شكل العروسة، ونوعوا من مظهرها محاولين استمالتهم للمذهب الشيعي، ولكن على الرغم من ذلك، فهي شكلت جزئًا من الفلكلور الشعبي المصري، بعيدًا عن المذهب الشيعي، وإنما كوسيلة للتعبير عن الفرحة بقدوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام، حيث تزرع عروسة المولد البهجة في نفوس البنات والأطفال، وتلقي قبولًا كبيرًا من قبل الأطفال صغار السن، لما تتمتع به من أشكال وألوان مختلفة ولطبيعة الفتيات اللاتي يحببن العرائس. وقال الدكتور «مختار الكسباني»، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن مصر تعتبر أول الدول التي بدأت صناعة عروسة المولد خلال عصر المصريين القدماء، فهي مصرية خالصة، حيث ارتبطت لدى المصريين ب«إيزيس»، آلهة المصريين القدماء، ثم بعد ذلك تجدد شكل العروسة خلال العهود والعصور المختلفة، مرورًا بالعصر الإسلامي، فتحدثت وأصبحت مظهر من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي وتحدثّ شكلها فأصبحت جزءا لا يتجزأ من الفلكلور الشعبي المصري، مؤكدا أن عروسة المولد تتميز بأنها تلقى قبولًا كبيرًا في أماكن بعينها عن غيرها من الأماكن، وخاصة المناطق الشعبية والريفية، مشيرًا إلى أنه لا صحة إلى ما ينسب حول أن أصل عروسة المولد يعود إلى عهد الفاطميين، لأن تلك الشائعات التي انطلقت من الدولة الفاطمية كانت من أجل إزكاء لمذهب الشيعة، حينما جاءت الخلافة الفاطمية الشيعية داخل مصر. وأضاف «الكسباني»، أن عروسة المولد جزءا من الفلكلور الشعبي المصري، فالخاطب لا بد أن يحضر لخطيبته عروسة مولد، ولكنها يجب أن تكون من السكر، مشيرًا إلى أن العروسة من المفترض أن تظل لدى الخطيبة، حتى العام القادم، وحينما يحين وقت الفرح تستخدم السكر المصنوع منه العروسة في تحلية الأرز باللبن في الفرح وهي عادة من عادات الفلكلور في مصر، وتحديدًا بالوجه البحري، بينما يستخدم في الوجه البحري بتحلية البليلة أو المهلبية في الأفراح، لافتًا إلى أن العادات والتقاليد الخاصة بعروس المولد تقاليد صارمة في العديد من القري والأرياف، فإذا كانت مصنوعة من البلاستيك؟، فذلك يعد بمثابة إعلان لانفصال الطرفين. وتتركز أماكن بيع العرائس داخل المناطق الشعبية، وخاصة داخل محافظة القاهرة التي يوجد بها مراكز صناعة عرائس المولد بالقرب من تمركز القاهرة الفاطمية القديمة في مناطق مثل «باب البحر»، و«باب الشعرية»، و«الموسكي»، و«حارة اليهود»، وغيرها من الأماكن القريبة من القاهرة الفاطمية القديمة، وتبدأ أسعار العروسة المصرية من أقل من 10 جنيهات إلى 60 جنيهًا كحد أقصى بالنسبة للعروسة الواحدة ومع ظهور الأضرار الصحية الضارة التي تسببها عروسة الحلوى بدء التصنيع للعرائس بواسطة البلاستيك والخشب، وعلي الرغم من غزو العرائس الصيني التي يتم استيرادها من الخارج إلا إنه مازال هناك إقبالًا على الصنف المصري، باعتباره منتج محل ثقة إلا أن البعض يتجه إلى شراء الصيني لرخص تكلفته أيضًا، والذي يتميز بأنه تكون العروسة مغلفة تغليفًا خاصًا.