جريمة بشعة وقعت أحداثها بمنطقة جزيرة الدهب، حيث أقدم عاطل على تعذيب ابن عمه، وذبحه للانتقام منه على طريقة «داعش»، ثم تركه يحتضر وفر هاربًا، وفى غضون 24 ساعة تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من إلقاء القبض عليه، «البوابة» انتقلت إلى قسم شرطة الجيزة والتقت بالمتهم «محمد»، فلم يبد ندمًا على جريمته، على العكس تمامًا فطريقة حديثه كانت ممتلئة بالشماتة. يقول المتهم: «أنا قتلته بإيدى، ومش ندمان إنى عملت كده، ولو كان عاش كنت قتلته تانى، وأنا كان نفسى أنتقم منه من زمان، وكنت مستنى الوقت المناسب من 24 سنة للانتقام منه». وأضاف المتهم: «رأيت المجنى عليه يعاشر والدتى معاشرة الأزواج، فلم أنس ذلك المشهد مطلقًا، وقتها كنت صغيرًا ولم أتحدث مع أحد وأفضح أمر والدتى، وأحكى لوالدى عما رأيته، لأن أبى كان دائمًا يتعدى بالضرب على أمى، ولكن ظلت فكرة الانتقام منه تكبر كل يوم على أمل أن يأتى اليوم الذى أقتله فيه وأغسل عارى وآخذ حق والدي الذي كان مخدوعًا». استكمل حديثه وعيناه ممتلئتان بالدموع «اشتعلت رغبة الانتقام فى قلبى تجاه المجنى عليه، خاصة بعد أن توفى والدى، وشعرت كأننى أنا من كنت أخدعه وأخونه، وليس هما بسبب سكوتى عن فعلتهما الشنعاء، قررت أن هذا الوقت المناسب لتطفئة نارى، ولكن إرادة الله أنقذته وكتبت عمرا جديدا له، بعد أن ألقت قوات الشرطة القبض عليه بعد أن تشاجر فى المنطقة وشرع فى قتل أحد الأشخاص، ولكنه قضى فترة عقوبته، وبعد أن سمعت أنه خرج من السجن اشتعلت النيران فى قلبى، وبدأ الشيطان يتلاعب فى رأسى أنه عاد مرة أخرى، وسوف يستغل فرصة وفاة أبى ويعود لأحضان والدتى الخائنة. جن جنونى وتركت العمل وذهبت مسرعًا إلى المنزل، تخيلت منظرهما وهما نائمان فى أحضان بعضهما على سرير والدى، وبعد أن دخلت إلى المنزل أسرعت إلى غرفة النوم، لكني لم أجد غير والدتى فانهلتُ عليها ضربًا وصارحتها بما رأيته فى الصغر، وأننى أعلم أنها على علاقة بذلك الشاب وأنها «خائنة»، فقالت لى إنها نادمة على ما فعلته، وإنها قطعت علاقتها به منذ فترة طويلة، لم أصدق ما قالته لى وظلت فكرة الانتقام بداخلى». عن يوم الواقعة يقول المتهم: «جهزت خطة، وبدأت فى تنفيذها وهى استدراج المجنى عليه بعد أن اتصلت عليه وطلبت منه أن يقابلنى فى جزيرة الدهب، لأننى أحتاجه فى العمل بشقة جديدة لأحد الزبائن، على الفور لم يتردد المجنى عليه وقابلنى فى الميعاد والمكان المحدد، وذهبنا معًا إلى إحدى الشقق تحت الإنشاء، وطلبت منه أن يجلس على الكرسى، وجئت من خلفه وأخرجت آلة حادة «سكينًا» وذبحته بها، ولكن لم يشفِ غليلى فانهلت عليه بعدة طعنات فى أماكن متفرقة من جسده حتى سقط غارقًا فى دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال، ولذت بالفرار هاربًا قبل أن يرانى أحد». تلقى العقيد «إبراهيم المليجي» مأمور قسم الجيزة بلاغًا من الأهالى، بوجود جريمة قتل داخل إحدى الشقق بجزيرة الدهب، على الفور تم تشكيل قوة من قوات مباحث القسم بقيادة المقدم «علاء فتحي» ومعاونه النقيب «عبدالرحمن شحاتة»، وبالانتقال إلى مكان الواقعة. وبالكشف عن هوية المجنى عليه تبين أنه يُدعى «عبد الناصر. م. م» مبيض محارة، 46 عامًا، وبعمل البحث والتحريات اللازمة وسماع أقوال شهود العيان، تمكنت القوات من تحديد هوية المتهم ونجحت فى القبض على «محمد. ع. م» 37 عامًا، عاطل، مقيم بجزيرة الدهب، وبمواجهته اعترف بالواقعة، وأقر بقتل المجنى عليه بعد علمه بوجود علاقة غير شرعية بينه وبين والدته، حرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.