تواصل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال البناء بشرق قناة السويس، حيث يتم بناء المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد على مساحة 40 مليون متر، مقسمة على مراحل يتم تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 16 مليون متر، ومراحلة عاجلة على مساحة أربعة ملايين متر يتم الانتهاء منها خلال عامين بالتوازي مع افتتاح ميناء شرق بورسعيد. ميناء شرق بورسعيد الجديد من أهم الموانئ في العالم بجانب سنغافورة وماليزيا ودبي وجبل على، وهو ضمن أهم المناطق اللوجستية على المستوى العالمي، ويقع الميناء في قلب العالم وملتقى ثلاث قارات وعلى الطريق الرئيسي لملتقى الشرق والغرب. وفي 28 نوفمبر الماضي، وقَّع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس اتفاقية تسوية مع الدكتور مهندس أحمد هي كل رئيس مجلس إدارة شركة "مشرق" للبترول لصالح مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد ضمن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، بمبنى الإرشاد بهيئة قناة السويس. ولسرعة إنجاز الحلم، أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، اللواء كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتقليص مدة الانتهاء من مشروع ميناء شرق بورسعيد في غضون عامين فقط بدلًا من ثلاث سنوات. وطالب اللواء كامل الوزير رئيس اركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة جميع وسائل الإعلام نقل صورة حية ومباشرة من مواقع العمل بمشروعات التنمية، والتي تحرص القيادة السياسية على الانتهاء من تنفيذها تباعا لإحداث طفرة تنموية حقيقية تتعلق بالاقتصاد المصري القومي والقضاء على أكبر الأزمات وهي البطالة. وكان ل"البوابة نيوز" جوله داخل مواقع العمل لرصد وتوثيق مراحل تنفيذ مشروع "تحدي التحدي"، كما وصفه الرئيس السيسي وكان اللقاء مع الأبطال الحقيقيين وراء تنفيذ الحلم المصري. في البداية المهندس أيمن أبوالمجد من محافظة الغربية، الذي جاء إلى موقع العمل بمنطقة شرق التفريعة، أنه سعيد بالعمل تحت راية الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حيث كان يعمل سابقا في الطريق الاقليمي، مؤكدا أن مصر الآن تخوض حربها ضد الإرهاب بالعمل ويجب على كل مواطن مصري شريف محب لوطنه ترك النزاعات جانبا والعمل على خدمة بلده في كل المجالات فهذا هو الميراث الحقيقي الذي سنتركه لابنائنا. ومن أعلى أحد اللوادر، قال عبدالمنعم مصطفى المصري، سائق يبلغ من العمر 55 عاما: أنا هنا جندي أعمل لخدمة وطني وسأظل حتى آخر يوم في عمرى أبذل كل غال ونفيس من أجل تقدم ورفعه هذا الوطن. وأضاف المصري، أن القائمين على المشروع كلفوا جميع العاملين بتدريب الأجيال الجديدة من الشباب في مواقع العمل لتأهيلهم على الأشغال اليدوية حيث يلتزم كل عامل هنا بالموقع بتدريب اثنين على الأقل، وفي المقابل نحصل على علاوة تشجيعية فالشباب هو المستقبل ولا يجب أن يقفوا صامتين في أماكنهم منتظرين الوظيفة بمؤهلاتهم، وأنا من هنا أدعو أبنائي واقاربي التوجه إلى مواقع العمل المختلفة بالمشاريع القومية واختتم "اللي مع جيش بلده عمرة ما يخسر". وأكد أحمد سعيد مهندس بشركة "المقاولون العرب"، أنَّهم ينفذون أحد الأرصفة بميناء شرق بورسعيد، مشيرًا إلى أنَّ هناك تسع شركات أخرى تنفِّذ أعمال إنشاء الأرصفة بطول عشرة كيلو مترات، منوِّهًا بأنَّ الشركة الخاصة به تمتلك 41 معدة تتولى إنشاء الرصيف البحري وما هو ملحق به من ساحة حاويات عملاقة. ولفت سعيد إلى أنَّه من المنتظر الانتهاء من بناء الأرصفة في أول نوفمبر عام 2017، موضِّحًا أنَّ نسبة التنفيذ الآن قاربت على 20% من حجم المطلوب ما يدل على الانتهاء من حجم الأعمال قبل الموعد المطلوب. وقال المهندس ميكانيا مصطفى جلال، العامل بشركة مينارت: إنَّ العمل يسير على قدمٍ وساقٍ من خلال تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 16 مليون متر يتم خلالها تهيئة الأرض لإقامة أكبر عددٍ من المصانع التي تخدم ميناء بورسعيد. وأضاف جلال، أنَّ المعدات المتواجدة في المنطقة الصناعية تتولى إنشاء مصارف رئيسية باستخدام أحد المواد، بحيث يتم تصريف المياه الموجودة بالتربة الطينية حتى تستطيع تحمل المباني عن طريق تحسين الخواص الأرضية بالمنطقة. وأوضح نبيل رشدي مدير عام الأعمال الخارجية بشركة "صام جريت مصر" أنَّ الشركة تعمل على تأهيل 12 مليون متر من الأراضي التابعة للمنطقة الصناعية كمرحلة أولى؛ ليتم بناء عددٍ كبيرٍ من المصانع عليها، لافتًا إلى أنَّ إجمالي المراحل تمَّ التخطيط له بمواعيد مختلفة ليتم العمل على المنطقة بالكامل بمساحة 40 مليون متر. وأشار إلى أنَّه من المتوقع أن يتم بناء ما يقرب من 2500 مصنع ما بين صناعات خفيفة ومتوسطة لخدمة ساكني مدن القناة والاقتصاد القومي في البلاد بشكل عام. وأوضح دكتور أحمد صبحى أستاذ هندسة الموانئ والمنشأت البحرية أن ما يحدث الآن في أرض شرق بورسعيد إنجاز سيذكره التاريخ، فهو بحق يعد نهضة قومية وقاطرة للتنمية في كل المجالات، فأفضل الاستثمارات على الإطلاق هو استثمار الموانئ، فهذه المنطقة تعد الظهير العمرانى حتى العريش، فمشروع تنمية محور قناة السويس بشرق بورسعيد يشمل إنشاء القناة الجانبية بطول 9 ونصف كيلو وإنشاء 12 رصيفا بحريا وثلاثة أنفاق، إضافة إلى عمل مزارع سمكية غرب منطقة بالوظة على مساحة 80 مليون متر مكعب يتم خلالها انشاء أحواض وأقفاص سمكية ومصنع للتعبئة والتعليب وكذلك مشروعات الصناعات الإلكترونية والمعدات الهندسية وصناعة السيارات ومستلزماتها وصناعة التعبئة والتغليف الأمر الذي سيحول المنطقة بالكامل إلى قلعة صناعية كبرى، والتي ستحول بطالة شبابنا إلى طاقة إيجابية تعمل وتنتج.