رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    حبس سيدة وابن عم زوجها 4 أيام بالفيوم بتهمة علاقة غير شرعية بالفيوم    ترامب: سنبدأ في استهداف مهربي المخدرات بفنزويلا «براً» قريبًا    جامعة مطروح تشارك في المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية بشرم الشيخ    أبو ريدة يكشف عن شكل العلاقة بين منتخب مصر الأول والثاني.. وحل أزمة بيراميدز    نائب محافظ البحر الأحمر تشارك في احتفال شركة أوراسكوم لتسليم شهادات الاعتماد للفنادق (صور)    تفاصيل صادمة.. زميلان يشعلان النار في عامل بسبب خلافات بالعمل في البحيرة    تعليم القاهرة تواجه الأمراض الفيروسية بحزمة إجراءات لوقاية الطلاب    موسيمانى فى ذكرى نهائى القرن: وفقنا الله هذا اليوم والقصة محفورة بحروف ذهبية    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    بعد أزمته الصحية، أحمد سعد يتألق في حفل الكويت تحت شعار كامل العدد (صور)    توقيت أذان الفجر اليوم الجمعه 28 نوفمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    مصر تستقبل بعثة صندوق النقد: اقتراض جديد لرد أقساط قديمة... والديون تتضخم بلا نهاية    أسامة كمال: المصريون اكتشفوا زيف الإخوان وإرهابهم قبل أمريكا بسنوات    لبنان.. نحو 150 نازحا سوريا يعودون طوعا إلى بلادهم    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    قمة نارية بالرباط.. الأهلي يصطدم بالجيش الملكي اليوم في ربع نهائي دوري الأبطال    شعبة السيارات تدعو لإعادة التفكير في تطبيق قرار إجبار نقل المعارض    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    واشنطن بوست: أوروبا تسعى جاهدة للبقاء على وفاق بينما تُقرر أمريكا وروسيا مصير أوكرانيا    عماد الدين حسين: سلاح المقاومة لم يردع إسرائيل عن غزو لبنان واستهداف قادته    والدة الإعلامية هبة الزياد تكشف ل مصعب العباسي سبب الوفاة    ستيف بركات يقدم جولة "Néoréalité" العالمية على مسرح دار الأوبرا المصرية    سفير روسي: العالم يشهد أخطر أزمة أمنية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    ترامب يعلن وفاة مصاب في حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    معهد باستور الفرنسي يحذر من جائحة خطرة تهدد العالم أسوأ من كورونا    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    الدوري الأوروبي - أستون فيلا يقتحم منطقة الصدارة.. والمغربي يقود روما للفوز    رئيس شعبة الدواجن: سعر الكيلو في المزرعة بلغ 57 جنيهاً    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    اليوم، ختام مسابقة كاريكاتونس بالفيوم وإعلان أسماء الفائزين    متحدث مجلس الوزراء: مدارس التكنولوجيا التطبيقية تركز على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية    وزير الثقافة والمحافظ يشهدان ختام الدورة ال18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير    أحمد السعدني: دمعت من أحداث "ولنا في الخيال حب".. وشخصيتي في الفيلم تشبهني    مرشح لرئاسة برشلونة يوضح موقفه من صفقة ضم هاري كيم    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    فضائل يوم الجمعة.. أعمال بسيطة تفتح أبواب المغفرة والبركة    بين الإبهار الصيني والمشهد الساخر الإيراني... إلى أين تتجه صناعة الروبوتات مؤخرًا؟    شعبة السيارات: نقل المعارض خارج الكتل السكنية يهدد الصناعة ويرفع الأسعار مجددًا    غلق كلي لشارع الأهرام 3 أشهر لإنشاء محطة مترو المطبعة ضمن الخط الرابع    أخبار 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا انتشار لفيروس غامض والمتواجد حاليا تطور للأنفلونزا    أخبار كفر الشيخ اليوم.. ضبط 10 آلاف لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء    مديرة مدرسة تتهم والدة طالب بالاعتداء عليها فى مدينة 6 أكتوبر    جامعة أسيوط تعزز الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب عبر اجتماع وحدة الأبحاث    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    قفلوا عليها.. سقوط طفلة من الطابق الثاني في مدرسه بالمحلة    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 4 عناصر جنائية لغسل 170 مليون جنيه من تجارة المخدرات    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسئلة مشروعة حول الحلف الإسلامي العسكري "المفاجئ"!
نشر في البوابة يوم 21 - 12 - 2015

جاء الإعلان عن انطلاق التحالف الإسلامى العسكري لمحاربة الإرهاب والذي يضم 34 دولة تمثل البعد العربى والإفريقى والآسيوى مفاجئا للجميع وأثار علامات استفهام كثيرة حول أهدافه.. لا نعرف وربما لا يعرف الكثيرون عن أسبابه ودواعيه ومبرراته إعلان ربما تفاجأ به بعض من الدول المشاركة فيه منها على سبيل المثال لا الحصر إندونيسيا وماليزيا ولبنان الذي يعانى من مشاكل سياسية أبرزها عدم وجود رئيس لمدة تزيد على العام أعلنت في بيان رسمى أنها لم تكن على علم لا من قريب ولا من بعيد بموضوع تشكيل تحالف إسلامى عسكري لمحاربة الإرهاب.
حقيقة الأمر أن الإعلان السعودى المفاجئ لتشكيل تحالف خلال 72 ساعة سبب ارتباكًا لدى الكثيرين في العديد من الدوائر السياسية والعسكرية دون مشاورات أو مباحثات مشتركة بين الدول المتحالفة.. إعلان لم يحدد الأهداف والأدوات لكل دولة من الدول ما لها وما عليها وأماكن أهدافها المسئولة عن القيام بتنفيذها وفق خطة الإعلان.. بما يطرح العديد من الأسئلة المشروعة حول من سيتحمل نفقات ذلك التحالف من الدول المشاركة في عمليات الإمداد والتموين والتجهيز والتعبئة؟ إذا علم أن معظم الدول المشاركة في التحالف من الدول الفقيرة وربما الأشد فقرًا واحتياجًا والبعض الآخر يعانى من أوضاع اقتصادية شديدة الصعوبة وأوضاع سياسية غير مستقرة كما هو الحال في تونس والصومال ومالى..إلخ.
ويبدو أن التحالف يضم من بين هذه الدول خلافات قوية كمصر وتركيا وقطر وكأنها «مشاركة الفرقاء»، ويبقى السؤال هل تلقت السعودية من كل من قطر وتركيا تعهدات بوقف دعمهما للإرهاب سواء في كل من سوريا والعراق وليبيا بعد انضمامهما للتحالف؟ وكيف ستكون مساهمتهما في محاربة الإرهاب بكل تنظيماته ومواقعه بما فيها تنظيم داعش وخاصة تمويل قطر لجبهة النصرة في سوريا و«كتائب فجر ليبيا» في ليبيا؟
بقى السؤال عن أي إرهاب ستحاربه تركيا جنبًا إلى جنب مع مصر؟ وهل سيحارب التحالف حزب العمال الكردستانى بوصفة حزبًا إرهابيًا من المنظور التركى؟ وهل يحتاج التحالف، إذا تطلب الأمر إرسال قوات برية إلى العراق وسوريا وليبيا إلى تفاهمات روسية وأمريكية وإلى موافقة المجتمع الدولى؟ وهل انضمام مصر لدول التحالف الإسلامى ينهى الخلافات الإقليمية بين تركيا وقطر؟ وماذا عن المشاركة السودانية في التحالف وطبيعة دوره؟ وهل طُلب منه القيام بمراقبة حدوده كما ينبغى أن تكون؟ وضبط حدوده بما يكفى بوقف عمليات تهريب السلاح والمقاتلين للدول المجاورة سواء إلى مصر أو ليبيا التي أصبحت الحديقة الخلفية لمصر يرتع فيها تنظيم داعش الإرهابى بقيادة أبوبكر البغدادى في مدينة «سرت» الليبية معقل القذافى وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة من جماعة الإخوان الإرهابية في «طرابلس»؟
أسئلة كثيرة ومشروعة ليس منها ما يتعلق بالخطط العسكرية والحربية إذا ما كانت هناك بالفعل خطط تفصيلية لكيفية محاربة الإرهاب بشكل عام وليس مقصورًا على تنظيم داعش فقط في مختلف مناطق الصراع بالمنطقة، لا نسعى لمعرفتها! علمًا بأن داعش متواجد في معظم دول المنطقة من مالى إلى ليبيا إلى العراق وسوريا واليمن وبوكو حرام في مالى التي أعلنت بيعتها لتنظيم داعش.
فمن جانبها أكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن التحالف جاء انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامى لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها التي تعيث في الأرض قتلا وفسادا وتهدف إلى ترويع الآمنين.
وماذا عن المكاسب والمخاطر التي ستحصل عليها دول التحالف؟ وماذا عن انضمام مصر للتحالف وما الهدف من ورائه؟ كثير من التحليلات والتقارير الصحفية تشير في مجملها أنها ربما تكون جزءا من خطة دولية، وربما أيضا أمريكية بشكل خاص لتوريط مصر في مناطق الصراع اعتمادا على أن الجيش المصرى بوصفه الجيش الوحيد في المنطقة المتماسك والذي يملك عقيدة قتالية وإستراتيجية عسكرية مختلفة تماما عن غيرها كما أنه الجيش الوحيد الذي أفسد كل الخطط والمؤامرات التي حيكت ليس بالمنطقة فقط بل بمصر وجيشها بصفة خاصة لأسباب كثيرة يعلمها الكثير.
وماذا عن معاهدة الدفاع العربى المشترك والقوة العربية المشتركة التي ناقشتها القمة العربية وجرى تأجيلها؟ وهل هناك تعارض بينهما وبين تشكيل التحالف الإسلامى العسكري؟ وماذا عن موقف ودور الجامعة العربية في التحالف الإسلامى العسكري؟
أسئلة كثيرة تراود المصريين عن ماذا تعنى المشاركة المصرية؟ هل في الاستعانة بالجيش واستخدامه في مناطق الصراع؟ هناك من يتحدث عن ضرورة أن تكون هناك قوات عربية برية للمشاركة في أرض المعارك سواء في سوريا تحديدًا ثم العراق وليبيا واليمن وربما مالى خاصة أن الغارات الجوية لقوات التحالف الدولى المكونة من 65 دولة لم تحقق إنجازا يذكر على مدى عام ونصف العام في ظل غياب قوات برية تسيطر على الأرض وتساند الضربات الجوية.
إلا أنه من المؤكد أن الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى ووزير الدفاع، قد أطلع الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال زيارته للقاهرة يوم الثلاثاء الماضى على التفاصيل الكاملة للتحالف الإسلامى العسكري، ومن هنا يأتى حرص القاهرة خلال تعقيبها حول تشكيل التحالف الإسلامى على التأكيد على عدم وجود تعارض بينه وبين المقترح الذي طرحته مصر خلال القمة العربية في مارس الماضى وتبنته جامعة الدول العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة وهو مقترح لا تزال دراسته جارية، إلا أن التحالف الإسلامى وفقا لهذا الطرح، يستهدف مكافحة الإرهاب فقط.. فيما القوة العربية المشتركة تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومى العربى بمختلف أشكالها وفى النطاق العربى فقط.
ووفقا للمتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية أكد دعم مصر لكل الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب لا سيما إذا كان الجهد إسلاميًا أو عربيًا.. كما أن مشاركة مصر في التحالف الإسلامى تتركز في عدم تحفظ مصر في المشاركة للتأكيد على دعوتها الدائمة والمستمرة أنها مع أي جهود عربية أو إسلامية أو دولية كانت في محاربة الإرهاب أينما كان مصدره، وتأكيدا على مصداقيتها في محاربتها للإرهاب الذي تقوم به من جانبها في محاربته دون دعم دولى أو عسكري أو لوجستى وأنها أول دولة في العالم واجهت الإرهاب عمليا وتحاربه.. وما يجرى على أرض سيناء من عمليات عسكرية ليس إلا دليلا قاطعا على إصرار مصر في دحر كل صنوف الإرهاب بكل تنظيماته ومسمياته.. كما أن الاستعانة بمصر لكونها الدولة التي تحملت عبء مواجهته علنًا منفردة منذ سنوات طويلة.. إضافة إلى أن مصر تضع في اعتبارها- بغض النظر عن التحالف الإسلامى-الحفاظ على طبيعية العلاقات الإستراتيجية بينها وبين السعودية.
وفيما يتعلق بالمخاطر من الانضمام فتتركز في التخوفات فيما يدبر لمصر من توريطها في الدخول في حسابات عسكرية تسعى إلى تشتيت قدرات الجيش المصرى بالتورط في استخدام قواته البرية وانتقالها إلى مناطق الصراع سواء في اليمن أو سوريا تحديدًا وإنهاكها في حروب غير مضمونة العواقب، خاصة في ظل إصرار الغرب وخاصة الولايات المتحدة وتصريحات أوباما بضرورة أن تكون هناك قوات عربية برية لإنجاز مهمة القضاء على داعش بعد فشله وفشل تحالفه الدولى في إحراز أي نتائج ملموسة، وكذلك تصريحات عضو مجلس الشيوخ جون ماكين التي أكد فيها أيضًا ضرورة استخدام القوات العربية البرية المشتركة في الحرب على الإرهاب في إشارة إلى القوات المصرية البرية، وكأن الإعلان من جانبهم على ضرورة إشراك قوات برية في مناطق الصراع اختراع أمريكى جديد، لحل أزمة أمريكا أولا وأخيرا والحفاظ على مصالحها وأزمة التحالف الغربى.
حقيقة الأمر أيضا، أن مصر تدرك من جانبها جيدا طبيعة المشاركة المصرية في التحالفات الدولية أو العربية، الذي يقتصر على التعاون المعلوماتى والمخابراتى والدعم العسكري الجوى والبحرى دون التورط بدخول قوات برية، إلا أن مصر سبق واشتركت في التحالف الدولى، واقتصرت مساهماتها على الجانب المعلوماتى، كما شاركت لوجستيا في التحالف العربى في اليمن لحماية باب المندب، وهى ماثلة للجميع وأن مشاركة مصر تخضع لحسابات وتقديرات تراها مصر بما يلبى مصالحها وأمنها القومى.
وقد عبر الأزهر ممثلًا في شيخه الإمام أحمد الطيب عن ترحيبه بالتحالف الإسلامى العسكري واعتبره قرارا تاريخيا وأنه طالما طالب به الأزهر في عدة لقاءات ومؤتمرات كما كان مطلبًا ملحا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة من دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق داعيًا جميع الدول الإسلامية إلى الانضمام لهذا التحالف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.
ويبقى السؤال هل يوفر التحالف الإسلامى العسكري سقفًا أكبر لمصر في محاربة الإرهاب سواء داعش أو القاعدة في ليبيا «خاصرة» مصر في المنطقة الغربية بالدعم العسكري واللوجستى للجيش الليبى إذا وضعنا في الحسبان دعم قطر لعدد من التنظيمات الإرهابية في ليبيا أبرزها «فجر ليبيا» وفقا للعديد من التقارير الغربية؟ وهل سيكون موقف قطر من الملف الليبى مغايرا بما يلبى مصلحة التحالف الدولى في الأمن والاستقرار بالمنطقة سواء لأوروبا بصفة عامة ولأمن مصر القومى بصفة خاصة؟
فيما يرى كثير من المراقبين أن توقيت إعلان التحالف الإسلامى جاء مواكبًا لتصريحات بعض من المسئولين الأمريكيين على لسان عضو مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين في 29 نوفمبر الماضى في بغداد وليندسى جراهام عن تشكيل قوة من 100 ألف جندى أجنبى معظمهم من دول المنطقة «السنية» إضافة إلى جنود أمريكيين لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بما اعتبره البعض تنفيذا لرؤى أمريكية؟
ويتساءل البعض بأن «العنوان العريض» للتحالف الإسلامى ومحركه الأساسى هو «قناعة» الرياض وإصرارها على ضرورة «التخلص من نظام الرئيس السورى بشار الأسد» قبل بدء المرحلة الانتقالية.. إما بالرحيل أو القتال، وفقا لما أكده وزير الخارجية السعودى عادل الجبير مرارا في حين ترى القاهرة ضرورة بقائه إلى المرحلة الانتقالية، ووفقا للحل السياسي حفاظا على تماسك الدولة السورية أرضًا وشعبًا ومؤسسات كما أنه لن يكون مشاركًا في مستقبل سوريا؟
وقد تقاطع مع هذا التساؤل ما اعتبره جون ماكين أن أعضاء التحالف الإسلامى حريصون على إسقاط الرئيس بشار الأسد بالقدر نفسه من التصميم على محاربة «داعش» باعتباره خطرًا أكبر من التنظيم، مشيرا في بيان أصدره في 15 ديسمبر الجارى إلى أن إعلان السعودية عن قيام التحالف الجديد دون أن يكون للإدارة الأمريكية علم مسبق بهذه الخطط، يدل على تراجع النفوذ الأمريكى على الدول الإسلامية وزعزعة ثقتها بواشنطن، وهو ما ينفى بشدة ما يتردد أن يكون هذا التحالف جاء تنفيذا لرغبات أمريكية ومثال واضح للغاية على غياب الزعامة الأمريكية ما دفع بالسعوديين والآخرين إلى الشروع في وضع إستراتيجية خاصة بهم من أجل مواجهة «داعش» والخطر الإيرانى على حد سواء.
وهنا تساءل البعض أيضا عما إذا كان التحالف للدول الإسلامية من منطلق «منظمة التعاون الإسلامى».. فماذا عن مشاركة إيران؟ وهل يعتبر ذلك تحالفا سنيا في مواجهة التحالف الشيعى سواء في إيران أو العراق أو حزب الله؟
وجاءت الإجابة قاطعة كاشفة من قبل العميد ركن أحمد عسيرى مستشار وزير الدفاع السعودى والمتحدث الرسمى باسم قوات التحالف العربى المشتركة بتأكيده أن انضمام إيران إلى التحالف الإسلامى العسكري مرهون بوقف أعمال طهران العدوانية عن الدول العربية والإسلامية ودعمها للإرهاب.
وأوضح في تصريحات صحفية على هامش مرافقته لوفد الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد ووزير الدفاع السعودى للقاهرة الثلاثاء الماضى، وفقا لما نقلته صحيفة «الرياض» بقوله: «نحن الآن نتحدث عن عمليات لمكافحة الإرهاب، وإذا كانت إيران تنوى أن تنضم إلى هذا التحالف فعليها أن تكف أذاها عن سوريا واليمن، وكذلك أن تكف عن أعمالها التي تدعم الإرهاب في لبنان والعراق فكلها ميليشيات إرهابية أوجدتها إيران»، معتبرًا أن «أول خطوة على إيران القيام بها قبل الانضمام إلى التحالف هي أن تكف آذاها عن الدول العربية والإسلامية».
تحالفات مختلفة
ورغم أن المنطقة تعج بالكثير من التحالفات، إلا أنه يبقى السؤال ألا يكفى كم التحالفات الموجودة حاليا في المنطقة؟ بدءًا من التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، وتحديدا تنظيم داعش في إستراتيجية أمريكية واضحة المعالم تحت عنوان «احتواء داعش»، والسيطرة عليه بمنع تمدده وتوسعه، بما يعنى في الوقت ذاته الحفاظ على داعش كمكون تنظيمى لا يحق له التمدد والتوسع، حتى يبقى طرفًا في المعادلات الإقليمية ومقدمة للتفاوض معها مستقبلا حول أحقيتها، فيما استولت عليه من مناطق سواء في العراق الذي يعانى الأمرين في محاربته لضرب داعش والدخول ليس إلى «الموصل» فقط بل إلى مناطق على حدود الموصل وأيضا في سوريا التي استولى التنظيم فيها على مساحات واسعة بما يعادل 35٪، من الأراضى السورية مع الوضع في الاعتبار أن التحالف الدولى يقوم بضربات جوية دون أي نتائج على أرض الواقع سوى تمدد داعش.. بل وانتقاله السلس وسهولة انتقال قائده أبوبكر البغدادى إلى ليبيا تحت أبصار أجهزة الاستخبارات الدولية.
كما جاء الإعلان عن التحالف العربى الذي انطلق مع «عاصفة الحزم» في اليمن لمحاربة الحوثيين وتنظيم القاعدة إلا أن التحالف العربى رغم تحقيق بعض الإنجازات الكبيرة إلا أنها لم تؤت أُكلها كما توقع القائمون على التحالف والدخول في مفاوضات سلام عبثية بشأن وقف إطلاق النار تحت رعاية أممية مع الحوثيين لتعطيل مهمة التحالف من الانتهاء من الإجهاز على الحوثيين وميليشيات على عبدالله صالح، ولا تزال الأزمة اليمينة مستمرة وخلفت بدورها دمارا في البشر والحجر.
وأيضا التحالف الإقليمى الإيرانى السورى الروسى العراقى لدعم النظام السورى في مواجهة الولايات المتحدة والغرب.. وكذلك التحالف الروسى المصرى في أعقاب تأييد مصر للتدخل العسكري الروسى في سوريا لمحاربة الإرهاب ثم انضمام فرنسا وبريطانيا للتحالف الروسى في أعقاب حادث باريس الإرهابى، ومواصلة ضربهم لتنظيم داعش وكل التنظيمات المسلحة في سوريا دون تحقيق نتائج جيدة على الأرض سوى في «دعم النظام السورى»، وضرورة بقائه لما بعد المرحلة الانتقالية بل والاستعانة بالجيش السورى بوصفها القوات المسلحة المتواجدة على الأراضى السورية.
ويبدو أن الإشكالية في محاربة الإرهاب مهما كان مصدره الآن، هي: أنه لا يوجد تعريف محدد للإرهاب يتفق عليه الجميع بل هناك تباينات كبيرة في تعريف الإرهاب، وتحديد المنظمات الإرهابية فعلى المثال لا الحصر فإن دولا مشاركة في التحالف تعدّ «جماعة الإخوان» منظمة إرهابية وتحاربها بشراسة ودولا أخرى لا تعتبرها منظمة إرهابية بل وتدعمها وما شعار «رابعة» الذي يرفعه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ليس إلا دعما ومناصرة للإرهاب فيما تحظره بعض الدول الأعضاء في التحالف باعتباره رمزا للإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.