ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، الكلمة الرئيسية في افتتاح ملتقي خريجي الأزهر بماليزيا، اليوم الخميس، والذي يعقد تحت عنوان "وحدة الأمة تسموا على أي خلاف"، قائلًا:"التعدد الديني لا يُعد مشكلة بين المنتمين إلى بلد واحد، إذا فهمنا أدياننا، بخاصة دينُنا الإسلاميُّ فهمًا صحيحًا، فقد علَّمَنا ديننا الإسلامي كيفية التعايش في ظل التعددية الدينية، وهي تتمثل في التعايش في ظل المشتركات الإنسانية وهي كثيرة جدًّا تشمل كل مناحي الحياة الاجتماعية، ويبقى جانب الاعتقاد والعبادة، ولا يضر علاقات البشر في أمور حياتهم اختلاف تعبدهم لخالقهم، فشعار ديننا الحنيف: «لا إكراه في الدين»، و«لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»". وتابع شومان:" وبهذه النظرة السمحة عرفنا أن كل الناس إما إخوة في الدين وإما نظراء في الإنسانية، وقد تعامل رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مع غير المسلمين وجعل من عبد الله بن أريقط - وهو على غير الإسلام - دليله في رحلة الهجرة إلى المدينةالمنورة، وتعايش مع قبائل اليهود في المدينة وعقد معهم معاهدات سلام لم ينقض منها واحدة حتى نقضوها، وقد علِمنا من ديننا أن الأصل في التعامل بين المسلمين وغيرهم هو السلام، قال تعالى: «وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ»، وعلَّمنا ديننا حرمة دماء غير المسلمين غير المعادين للمسلمين كحرمة دماء المسلمين، وأنه لا يجوز الاعتداء عليهم في دم ولا عِرض ولا مال بأي صورة من صور الاعتداء، وأن المعتدي عليهم من المسلمين يعاقَب كما لو اعتدى على مسلم، ويكفينا في هذا قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدًا لم يُرِح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفًا»". وأضاف: "وعلى ذلك فإن المتذرعين باختلاف الدين في إحداث القلاقل بين أبناء البلد الواحد وارتكاب الجرائم واستحلال الدماء والأعراض والأموال بدعوى مخالفة الدين؛ لا يفهمون دينهم فهمًا صحيحًا، وعليهم مراجعة أنفسهم للرجوع لجادة الصواب، وعلى أولى الأمر ردعهم ولو بالقوة إن لم يرتدعوا بغيرها".