سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الإرهابية تنقسم".. دعوات لتشكيل مكتب إرشاد موازٍ بقيادة اللجنة الإدارية المنتخبة.. وشباب الداخل يخرجون عن "السمع والطاعة".. ويعلنون التبرؤ من عزت وإخوان لندن
استغل شباب جماعة الإخوان الإرهابية، إعلان مكتب لندن إقالة محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة، للتصعيد ضد القيادات الحالية متمثلة في محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمد عبدالرحمن، عضو مكتب الإرشاد، ومجموعة إخوان لندن المسئولة عن التنظيم العالمي للجماعة، برئاسة إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، مطالبين من يتولى إدارة الجماعة بالداخل إعلان تجميد عضوية محمود عزت ومجموعته. وقدم الشباب "كشف حساب" لهذه القيادات، يتضمن كل أخطائهم في الفترة الماضية، ومسئوليتهم عن حالة الانهيار داخل الجماعة، ومحاولات إقصائهم إخوان الداخل، كما قدموا إعلان المسار الذي ستتبعه الجماعة في الفترة المقبلة. وعلمت "البوابة نيوز"، من مصادرها الخاصة، أن لجنة إدارة الأزمة داخل الجماعة، التي تم تشكيلها عبر انتخابات لم يتم إعلان تفاصيلها قبل عدة شهور، واختير وفقًا لها سبعة قيادات يديرون المشهد، على رأسهم يحيى حامد، ومحمد كمال، تبحث حاليًا، مع المكاتب الإدارية التي أعلنت انشقاقها، وممثلين لحركات شبابية خرجت من رحم الإخوان خلال العامين الماضين، تشكيل مكتب إرشاد موازي، يتولى وضع تصور للتنظيم خلال الفترة المقبلة، وتبينه صراحة العمل المسلح، تحت شعار "العمل الثوري"، و"العين بالعين"، إلا أن التخوف الأكبر من تلك الخطوة هو انقطاع حبل تمويل الجماعة، الذي تتولى إدارته مجموعة لندنوتركيا. وكشفت مصادر مقربة من الجماعة، أن لجنة إدارة الأزمة تحاول استغلال غضب الشباب على مجموعة عزت، للضغط حتى يضمنون سيطرتهم على الأمور في الداخل، وعدم صدور قرارات أخرى ضدهم من إخوان الخارج. وخرج عدد كبير من شباب الإخوان عن أدبيات الجماعة التي تقضي بالسمع والطاعة واحترام القيادات، معتبرين أن هؤلاء القادة القدامى ليسوا سوى "عبيد للتنظيم"، بغض النظر عن نهج الجماعة، حريصون على مصالحهم، والأموال التي يتلقوها من الخارج، في الوقت الذي بات فيه أعضاء الجماعة بالداخل بين مطارد ومعتقل، مؤكدين أن الحل الأمثل هو قيادة ثورة داخل الجماعة على من أسموهم ب"عواجيزها". وطالب أحد شباب الإخوان بالشرقية، إخوان الداخل، بحسم ذلك الخلاف على طريقة القسام في غزة، قائلًا: "بدلًا من شغل التلاسن لابد أن يوجد كلام صريح من إخوان الداخل بالأسماء وكشف حساب لهم، فالمجموعة التي تحاول أخذ الجماعة إلى النفق المظلم يتم الإعلان عن فصلهم فصلًا نهائيًا، وبيان سبب ذلك من توضيح حقيقة الصراع من البداية". فيما اعتبر آخر أن الإجراءات التي اتخذها إخوان الخارج، فرصة لميلاد جديد لجماعة الإخوان، بحيث يتولاها الشباب، ضد عواجيز أضاعوا الثورة، على حد قوله، مضيفًا: "انكشفت ورقة التوت عنكم، صبرنا كثيرا ووثقنا كثيرا وما عاد هناك متسع لصبر". وهاجم أنس حسن، أحد شباب الإخوان، وأحد مؤسسي شبكة "رصد"، مكتب إخوان لندن، قائلًا: "المخابرات البريطانية تحوي كل فروخ إخوان لندن، وحتى خصومها لتدجنهم وتدرسهم، وهو من أخرج لنا الهلباوي.. وهو من يتربع على عرشه إبراهيم منير، وفي بدلته ربما تجد ميكروفونا للمخابرات البريطانية، مشيرًا إلى أنه لا يقصد بذلك عمالتهم له، وإنما قدرة المخابرات البريطانية على إدارتهم وتشكيل ردود أفعالهم". وأضاف: "لم يظهر كل هذا التحرك من قبل قيادات لندن إلا بعد أن بدأ التحقيق من قبل المخابرات البريطانية في ملف تسمية جماعة الإخوان جماعة إرهابية، فعلى الفور تحرك مكتب لندن للسيطرة على الأوضاع المتفجرة في مصر، فالعمل النوعي والمواجهة العنيفة مع النظام كانت الهدف الذي يجب تجميده بدءا من حصار مصادر تمويله، وانتهاء بعزل وفصل وتجميد الهيئات والشخوص المعبرة عنه، معتبرًا ما يحدث عملية إعادة تموضع ليس فقط لرد الاعتبار أمام جيل العجزة، وإنما للالتزام بأطر النظام العالمي وحدوده التي لا تقبل التجاوز عنها، والا فالتصنيف كجماعة إرهابية سيكون مصيره سجن المتنعمين في لندن، بعد أن أنستهم مقاعد الانجليز الرفيهة، خشونة سجون الخمسينات والستينات". وانتقد عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد، قرار إخوان الخارج بإقالة محمد منتصر، وتجميد عضوية محمد كمال، مشيرًا إلى تنعمهم بالأموال في تركيا، فيما يعاني هؤلاء الشباب ويقودون، ما يسمونه، بالحراك داخل مصر، قائلًا: "يبيت محمود حسين في تلك العمارة التي يملكها بإسطنبول هو والابياري والبحيري وإبراهيم منير وهو يعلم أنه ينام ملعونا من عشرات الشباب الذين يعلمون يقينا أنه سرق أحلى وأغلى ما يملكونه، سرق حبهم وانتمائهم لجماعة الإخوان، لتصبح جماعة محمود عزت وإخوانه فقط". وفي الوقت الذي أعلن فيه بعض الشباب كفرهم الكامل بتلك القيادات، والمطالبة بتنحيتهم، حاول البعض الآخر عدم خروج الأمور عن السيطرة، وتهدئة الأوضاع، على الرغم من تبنيهم موقف شباب الجماعة، الرافض لسيطرة القيادات وسطوتهم، وعلى رأسهم أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، الذي أعلن دعمه لإخوان الداخل، قائلًا:"إخواني في مصر، أنتم من ستحددون البوصلة، أي موقف لأي شخص أو مجموعة خارج مصر لن يكون له أثر إلا بناءً على مواقفكم".