يحفل جدول أعمال وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المجتمعين اليوم الإثنين، في بروكسل، بالعديد من المواضيع الشائكة، والمتعلقة بشكل أساسي بمحاربة الإرهاب، خاصة المتمثل بما يعرف بتنظيم "داعش" الإرهابي، والوضع في ليبيا، والعلاقات مع تركيا. ومن المنتظر - وفقا لما نقلته وكالة أنباء "آكي" الإيطالية اليوم الإثنين - أن يلتقي الوزراء نظيرهم التركي مولود جاويش أوغلو على هامش الاجتماع لمتابعة ما تم التوافق عليه خلال القمة الأوروبية التركية الماضية. ويريد الأوروبيون رفع لهجتهم تجاه الأتراك بما يتعلق بمحاربة الإرهاب، "يجب أن نكون حازمين مع الشركاء عندما يتعلق الأمر بتمويل الإرهاب، خاصة عن طريق تجارة النفط، وهذا ما سنناقشه مع الأتراك اليوم"، حسب كلام وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز. كان الاتحاد الأوروبي قد أرسل "خبراء" متخصصين إلى بعثته في تركيا وغيرها من دول حوض المتوسط، للتعاون لوضع مشاريع نوعية مشتركة تساهم في محاربة الإرهاب وسيناقش الأوربيون مع نظيرهم التركي الوضع في سوريا، بشكل خاص بعد مؤتمر الرياض الأخير للمعارضة السورية، الذي لقى "استقبالا فاترا" من الناحية الأوروبية. ورغم أن الأوروبيين يتوقعون سماع شكاوى أنقرة تجاه ما تسميه "الاستفزازات الروسية"، إلا أنهم لا ينوون بأي شكل من الأشكال التحرك نحو اتخاذ موقف لصالح طرف على حساب آخر، فالأمر بالنسبة لهم خلاف ثنائي بين دول ذات سيادة. هذا ومن المنتظر أن يتم الدفع بمزيد من العمل لتحريك مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد، وكذلك التحرك على طريق تحرير تأشيرات الدخول، وفق ما تم الحديث عنه بين أنقرةوبروكسل في وقت سابق من الشهر الماضي. أما بشأن الملف الليبي، فستقوم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي فيديريكا موجيريني، باطلاع رؤساء الدبلوماسية الأوروبية على ما تم أمس في مؤتمر روما حول ليبيا، "رأينا تصميما جيدا من قبل الأطراف الليبية على المضي قدما في توقيع الاتفاق الذي رعته الأممالمتحدة، خلال الأيام القادمة في المغرب"، وفق كلامها. وعبرت المسئولة الأوروبية عن قناعتها بأن المهم في حل الأزمة الليبية هو الإجماع على اتفاق يكون مقبولًا من قبل الأطراف الدولية والإقليمية ويوفر فرصة لليبيين للاضطلاع بمسئولية قيادة دفة بلادهم. وطالبت موجيريني الوزراء بإعادة التأكيد على استعدادهم لدعم الحكومة الليبية الجديدة، بعد تشكيلها، ماليا وسياسيا وإستراتيجيا.