تميز قدماء المصريين عبر تاريخهم الطويل، ومنذ نحو خمسة آلاف عام، في صناعة الخزف وصناعة السيراميك فأنتجوا أنواعا مختلفة من الخزف اليدوي في انواع مختلفة لكى تصبح الصناعات الرائدة في عصر الفراعنة. يقول الباحث الاثرى محمد حماد أن المصريين القدماء ابدعوا في صناعة الخزف والسيراميك ليكونوا روادا في هذه الصناعات: صناعة الخزف بدأت في مصر منذ خمسة آلاف عام إلى جانب خزف الاستخدام المنزلي، والأوعية العميقة والزهريات والأواني والأطباق والصحون؛ وغير ذلك من أدوات المائدة والقطع الفنية التي صنعت بمهارة حرفية عالية. وقد صنع المصري القديم الأدوات اليومية من أكواب وقوارير وأواني والتي كانت تصنع بعضها من الفخار وذلك لقدرته على تصفية المياه وتنقيتها أو تستخدم في حفظ بعض الأطعمة مثل الاسماك والبلح (التمر) والحبوب فصنع المصري القديم أواني تتناسب أشكالها ونوع الأطعمة التي تحفظ بداخلها ووظيفتها حفظ الطعام فلا تسمح بدخول الهواء. وكان يستخدم المصرى القديم الشكل الكروي لقدرته على حفظ أكبر كمية في أقل حيز فاستخدم الشكل ذو الفوهة الواسعة لحفظ الحبوب حيث يسمح الجدار الفخاري بدخول الهواء فلا تفسد الحبوب وظهرت أنصاف الكرات في مجموعة كبيرة محفوظة بالمتحف المصري والتي في الغالب استخدمت في الشراب. ودخلت أشكال إغريقية إضافية في صناعة الخزف خلال العصر البطلمي. وقد كانت مصابيح الزيت تصنع يدويا في البداية، ثم تطور إنتاجها بواسطة استخدام عجلة الفخراني؛ وباستخدام طريقة الصب للأشكال المطلوبة. واختلفت المقابض في الأشكال، صناعة السيراميك تعد صناعة السيراميك من أشهر الحرف الفنية وهي قديمة قدم التاريخ حيث شهد العصر الحجري الكثير من الصناعات اليدوية. وتطورت الحرفة عبر العصور. وتشهد اليوم ازدهارًا كبيرًا في أشكال الأواني والقوارير وأدوات المطبخ والقطع المصنوعة منها أو المعدة لتغطية الجدران والأرضيات، والتي تكاد تتحول إلى تحف فنية من روعة جمالها وأناقة. والسيراميك يدخل دوره في صناعة المواد والأدوات التقليدية ليدخل في بنية الكثير من الأدوات الصحية وإنتاج سلع وأدوات ذات مهام مختلفة في ميادين اقتصادية شتى، وأصبح الخزف يدخل كمادة أساسية في مجالات عديدة. منتجات السيراميك هي كل ما ينتج عن الحجر الرملي ويستخلص من التربة الحمراء والحجر الرملي، وتعتمد على بيئة حرارية تزيد على 1050 درجة مئوية أما الحجر الرملي فهو أيضًا مكون من التربة الحمراء وتضاف إليه مواد أخرى كرمل الصوان الذي يعطيه المزيد من المقاومة بعد طبخه في درجة حرارة تزيد على 1300 درجة، ويغطى بطبقة من الملح أو الرماد لمنحه التنوع في الشكل الظاهري. قد تبدو التربة الحمراء فاتحة اللون أو غامقة بحسب مكان وضعها في الفرن المخصص لتسخينها ومعالجتها، هذا التنوع في الألوان يسمح بالتنوع في الصناعات تبعًا لتنوع ألوان التربة، وهذا يعني أن صناعة السيراميك تتم وفق معايير صناعية.